• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

وقفة على أعتاب دعاء الندبة

فاطمة الركابي / الأحد 03 كانون الثاني 2021 / اسلاميات / 2874
شارك الموضوع :

فهي تُعطينا مفتاح جميل لفتحِ بابٍ لبلوغ مرتبة جليلة لمن أراد السير على خطى الأولياء صلوات الله عليهم

يُعد دعاء الندبة من الأدعية المهمة جداً لما لها من أثرٍ عميق في توثيقِ العلاقة بولي عصرنا وإمام زماننا(عجل الله تعالى فرجه)، ولما فيه من ثمارٍ كترسيخ معرفتنا العقائدية بما نؤمن به وإيصالنا إلى فهم أوسع للسنن، وما نتبناه من منهج في حياتنا.

إذ نجد أن من الفقرات المعرفية التي تُبين أسباب اصطفاء الحجج الإلهيين والأولياء بشكل عام، والأنبياء بشكل خاص هي هذه الفقرات التي نقول فيها: [...بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ فِي دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الوَفاءَ بِهِ، فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ العَلِيَّ، ...](١).

فهي تُعطينا مفتاح جميل لفتحِ بابٍ لبلوغ مرتبة جليلة لمن أراد السير على خطى الأولياء صلوات الله عليهم الذين اصطفاهم تعالى لنفسه، إذ تُصرح هذه الفقرة بوجود مقدمة/ شرط هو [الزهد]، الذي تحقق فيهم على المستوى العقدي بالامتثال القلبي، وعلى المستوى العملي بالوفاء به.

وتصور لنا كيف إن هذا الشرط [الزُّهْدَ] سهل وبسيط على من عرف حقيقة الدنيا التي عبرت عنها [بالدُّنيا الدَّنِيَّةِ]، تلك الحقيقة الثابتة في وصفها، والتي تَجعل قلب الإنسان المُبصر غير متعلق بأي جمال وكمال ونوال يُمكن تَحصيلهُ، وكل جاه ومال ومُكنة يناله فيها إن كان في الدنيا فقط وفقط، وليس وراء ذلك شيء، بل هو سيزهد فيها.

كمن يأتي في الآخرة ويقال له: "لقد استوفيت كل أجرك، ونلت كل جزائك في الدنيا، وليس لك في الآخرة شيئاً"، فكم سيكون الإنسان قد بخس نفسه إن كان من هذا الصنف؟! كما يُذكَر في القرآن الكريم بقوله تعالى: {مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} (البقرة :١٠٢).

فالزهد هنا بمعنى أن يكون مُحفزه لتصبح النفس ذات هَمّ وهِمَة وسعي عال، وطموح أكبر من الاكتفاء بالانشغال بحيازةٍ شيء من الدنيا؛ لأنها تبقى لا شيء بعينهِ التي ترى ما وراء الدنيا من عوالم أوسع، وحياة أبقى، وبالتالي يتطلب الأمر تزود أكثر.

عندها سيكون سعيه/حركته مقبولة كما ورد [فَقَبِلْتَهُمْ]، لأن فيها إقبالا حقيقيا على الوجهة التي عليه أن يوجه وجهه نحوها، والمقصد الذي لأجله يخطو كل خطوة؛ فيبلغ بذلك التقريب كما نقرأ [وَقَرَّبْتَهُمْ]، ليكون بسعيهِ وإلى نوال كماله الحقيقي أقرب، وبعد أن يُقبِل ويَزداد هِمة في التَقرب؛ فإنه سيحظى بأن الله تعالى هو يُقبِل عليه بوجهه الكريم فيُكرمه ويَجود عليه، كما نقرأ [وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ العَلِيَّ].

أي بعد أن كان يُريد أن يَسمع هدى ورشد مولاه؛ الله تعالى هو يريده أن يكون ذاكراً ومرشداً؛ فيُسمعه الذكر، ولكن ليس أي ذكر بل الذكر العلي، فيَجعله آية مُذكرة، ودليل يَدل الخلق عليه، فيُصبح تجلي لنور ربه وهدايته وذكره.

وخلاصة هذه الوقفة: إن من يزهد بالأدنى، يرتقي ويُزود بما هو أعلى، فيبلغ القبول وينال القرب، فيُصبح من الصفوة الأخيار، الذين قد اختارهم الله تعالى بعلمه، لينشروا الخير والهدى والنور، وهي فرصة متاحة للجميع، فلنكن من أهل الإغتنام.

______

(١) مفاتيح الجنان: ص٥٨٨.

الامام المهدي
الايمان
الدعاء
القيم
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    معرض صور للوجوه العرقية المختلفة في استراليا

    النشر : الثلاثاء 09 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    هل ضبط هاتفك على وضع الطيران يقلل من أضراره؟

    النشر : الأربعاء 13 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    لماذا يعتبر قضاء ساعتين أسبوعياً في الطبيعة أمراً مفيداً لك؟

    النشر : الأربعاء 26 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    أبناؤنا وخطر الإنفتاح

    النشر : الأحد 21 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    ما هي خطورة الطفرة المزدوجة لفيروس كورونا في الهند؟

    النشر : السبت 01 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب

    النشر : الأحد 03 آب 2025
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 542 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 359 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1196 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1161 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1098 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1065 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 18 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 18 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 18 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 18 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة