• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ليلة القدر.. ليلة الحب والسلام

خديجة الصحاف / الأحد 24 نيسان 2022 / اسلاميات / 3094
شارك الموضوع :

في ليلة القدر المباركة تتصل السماء بالأرض، ويتّحد عالما الغيب والشهادة في كيان الإمام وعبر وجوده المقدّس

في ليلة القدر الأولى وفي طريقي لحضرة المولى أبي عبد الله الحسين عليه السلام لاحظت عشرات الشباب في المقاهي، وعلى الأرصفة يتسامرون مع اللهو واللعب وتدخين الأراكيل، يعلو صياحهم وهرجهم ساهون غافلون!

تساءلت: هل يدركون أي ليلة هذه؟

إنها الليلة التي خاطب الله حبيبه المصطفى بصيغة استفهام تعظيمي: {وما أدراك ما ليلة القدر}؟

ما أعظمها من ليلة وهبها الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وآله ولأمته كما ورد في الرواية: (إن الله وهبَ لأمّتي ليلة القدر لم يعطها من كان قبلهم).

هي الليلة التي تطوف بها الملائكة عليه، وعلى خليفته المعصوم من بعده تسلّم عليهم، وتضع بين أيديهم مقدّرات العباد لعام كامل .

هذه الموهبة العظيمة علينا أن لا نفرط بها، ونحسن استثمارها؛ لأنها خير من ألف شهر، والعابد فيها كمن عبد الله ألف شهر، فهي ليلة واحدة تضيف لنا أزمانا إضافية، وتوسّع دائرة أعمارنا المحدودة، ومع تكرارها كل عام فلنا أن نتخيل كم من الأعمار تمنحنا لننطلق في سيرنا التكاملي نحو المطلق.

ولأن مقدّراتنا وحوادث عامنا المقبل من حياة أو موت، وسعادة أو شقاء، ورزق أو حرمان، تقدّر في هذه الليلة؛ فعلينا أن نكون منتبهين ويقظين، وفي حالة ترقّب كامل، نضاعف من استعدادنا ولياقتنا لتلّقي المزيد من رحمة الله ولطفه وفيوضاته، وهذا السّر في استحباب إحياء الليلة بالعبادة إلى طلوع الفجر؛ ففي لحظات تقرير المصير ينبغي أن لا يكون الإنسان لاهيا غافلا؛ فلو تصورنا إننا نترقب في اليوم التالي قرارا يخص مستقبلنا؛ كوظيفة مهمة، أو نتيجة امتحان مصيري فلا شك إننا سنمضي ليلتنا في أرق، وسيسلبُ القلقُ النوم من بين جفوننا حتى الصباح، فكيف يجب أن نكون في ليلة تقدير مصائرنا لعام كامل؟

والأهم من ذلك إن ليلة القدر من الأوقات المخصوصة بالإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، فكما ذكرنا إن ليلة القدر من مواهب الله للنبي صلى الله عليه وآله، وللحجج من بعده، وهذا السر في صيغة الفعل المضارع {تنزّل}؛ فإذا كانت الملائكة تتنزّل على رسول الله صلى الله عليه وآله، فعلى من تتنزّل من بعده والليلة مستمرة كما ورد في الروايات؟

فقد سئل الإمام الباقر (عليه السلام) عما إذا كان يعرف ليلة القدر، قال:

(كيف لا نعرف والملائكة تطوف بنا فيها)؟ .

فما يقدّر ليلة القدر ويدوّن من مقدّرات العباد في سجلات الغيب تنزل به الملائكة والروح لتضعه بين يدي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف .

في ليلة القدر المباركة تتصل السماء بالأرض، ويتّحد عالما الغيب والشهادة في كيان الإمام وعبر وجوده المقدّس، ويكون الإمام في حالة استنفار قصوى من العبادة والنشاط الروحي، وأبوب السماء مفتوحة، وأفواج الملائكة تزدحم على سجادة صلاته، لذا علينا التأسي به في حالة الاستنفار، فقد نكون محظوظين فتُرفع أعمالنا مع أعماله، وتحظى بالقبول ببركة وجوده !

إنها ليلة الحب واللطف، والسلام؛ فالسلام هو عنوانها وهويتها، سلام تتبادله الملائكة فيما بينها، وسلام على الإمام المعصوم، وسلام على المؤمنين العاملين بطاعة الله الراغبين بقربه ورضاه، هذا السلام الذي يستمر حتى طلوع الفجر، ويفوق كل مواهب هذه الليلة .

تذكر الروايات إن الملائكة عندما نزلت على خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، وبشّرته بالولد بدأت بالسلام عليه؛ {وَلَقَدۡ جَاۤءَتۡ رُسُلُنَاۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ قَالُوا۟ سَلَـٰمࣰا}؛ فشعر بلذة ذلك السلام بما فاق فرحته بالبشارة؛ فأي لذة يمكن أن يشعر بها المؤمن وسلام الملائكة يغمره ويحيط بكيانه من الجهات كلها؟ فالملائكة يردون على الأرض أفواجا - بسبب كثرتهم - كما يرد الحجّاج أفواجا إلى بيت الله، ولو كشف عنا الغطاء لرأينا ما يخطف الأبصار، ويذهل العقول!.

إنها ليلة مفعمة بالخير والرحمة والسلام، سلام من نوع خاص يعيشه الإنسان مع نفسه، ومع الآخرين، فعليه أن يبتعد عن الملهيات كلها، وعن الخصومات والمشاحنات، والخوض فيما لا ينفع .

سلام يستمر حتى الفجر ليبدأ الإنسان يوما جديدا بكيان جديد، وليصبح إنسانا آخر صاغته الليلة الجليلة بعد أن غمرته بجمالها وجلالها، إنسان كله خير ومحبة وسلام  .

شهر رمضان
الانسان
القيم
الايمان
الدين
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    اوصيك بي خيراً

    النشر : الثلاثاء 28 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    أيُ كتابٍ أثر فيكِ؟.. فكرة جديدة في نادي أصدقاء الكتاب

    النشر : السبت 18 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    أي سر احتواك يا أم القمر

    النشر : الأحد 31 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    الحرمان النفسي وسيكولوجية العقوق.. ارتباطية طردية ونتائج مدمرة

    النشر : الخميس 24 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    وقفة تأملية في سورة محمد ١

    النشر : الأربعاء 13 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    قم بتأسيس ذاكرة جديدة

    النشر : الأحد 12 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 549 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 461 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 402 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 375 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1165 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 675 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 12 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 12 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 12 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة