• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سلطان طوس وأنيس النفوس.. بين السلطة والرعية

مروة حسن الجبوري / الأربعاء 31 آيار 2023 / اسلاميات / 1874
شارك الموضوع :

كان الإمام بعيد المدى ودقيق النظر، صائبا في تعامله من النظرة السياسية وغيرها، حيث قطع على المأمون طريقه

عندما نكتب عن سيرة السلطان وأنيس ملك القلوب قبل العقول شهد بذلك أعدائه قبل محبيه إذن نحتاج إلى قافلة من الحروف التي تسعفني في كتابة بعض السطور في حقه كيف لا وهو علي الرضا سلطان طوس وأنيس النفوس مع لمحة من تاريخه وكيف كان يعيش السلطان في حرمه، يذكر التاريخ أن سيرة الامام علي الرضا لا تخلو من تضحيات أجداده والمؤامرات الظالمة في حقه فلابد أن يكون هناك من يقتل النور ويعود إلى الجهالة والانحراف الفكري العقائدي.

يذكر أن يوما قد اقترب موكب الإمام الرضا  من مدينة (مرو) و الناس كلهم في رغبة وشوق، وعيونهم ترصد الطريق، وكان المأمون العباسي مع جلاوزته من جملة من يستقبل الإمام ..

وما إن وصل الإمام إلى مرو، حتى كان المأمون من متقدمي المستقبلين فرحب بالإمام وأخذ يتظاهر بالمحبة والتودد له حتى وصل الإمام إلى محل إقامته.

ويقول: یابن رسول الله إني أعترف بفضلك وعلمك وعبادتك وأنت أجدر وأليق للخلافة مني فهلا - سمحت لي بأن أخلع نفسي منها، وأعهدها إليك، وأكون أول من يبايعك..

ولكن الإمام كان يعلم بالأهداف الحقيقية للمأمون العباسي وخبث نيته فما كان منه إلا أن أجابه جواباً قاطعا لم يستطع المأمون الرد عليه في جوابه: إذا كانت الخلافة من حقك والله قد أقرك عليها، فليس لك أن تتنازل عنها لغيرك وتخلع القميص الذي ألبسك الله إياه، وإن لم تكن الخلافة لك، فلا يحق لك أن تعهد إلى ما ليس لك.

المأمون وسياسة النفاق

أخذ المأمون العباسي يتظاهر بالارتياح ويبدي سروره بولاية عهد الإمام الرضا، فأمر الكل بمبايعة الإمام وأودع السجن كل من امتنع عن ذلك، ومن جهة أخرى أمر بضرب السكة باسم الإمام الرضا في جميع أرجاء الدولة الإسلامية تعظيما لذلك اليوم، كما أمر بأن تقرأ الخطبة باسم الإمام، وأقام مجالس الفرح، ودعا إليها الشعراء والأدباء لينشدوا الأشعار في مدح الإمام تهنئه على ولاية العهد، وأخذ يصرف على ذلك المبالغ الطائلة من بيت المال، ويمنح الجوائز والصالات الكبيرة الثمينة المداحين والمهنئين .

ومن جهة أخرى تراه - أي المأمون - يوجه الدعوة إلى كبار علماء المذاهب المختلفة وأكبر الشخصيات العلمية ليباحثوا الإمام الرضا ويطرحوا عليه أصعب الأسئلة في مختلف العلوم، ظنا منه أنه سيحرج الإمام ليعجز - والعياذ بالله - ولو مرة واحدة عن الجواب، ويخسر في المباحثة والمناظرة، ليربح المأمون الورقة ويستطيع بها أن يجترئ على شخصية الإمام من الناحية العلمية، وكما هو المشهور: إذا أراد الله صار العدو سبب الخير، فالإمام الرضا أظهر تفوقه على الجميع وفي جميع المسائل العلمية الدقيقة والعميقة وفي مختلف الأديان والعقائد وأخذت شخصية الإمام تبرز أكثر في المنطقة .

شروط قبول ولاية العهد

وهنا قال الإمام الرضا: إن الله نهاني أن أدفع نفسي للهلاك، فعلي أن أقبل بولاية العهد مكرها، لكن بشرطين: أحدهما: أن لا أعين أحدا ولا أعزل أحدا أبدا ولا أنقض رسما أو سنة.

ثانيهما: أن أكون في الأمر من بعيد مشيرا أي بسبب النصيحة العامة من دون أن تنسب الأمور إلى الإمام.

بهذين الشرطين سلب الإمام الرضا شرعية المأمون، وقضى على خطته الخبيثة التي أراد أن يلصق بها الإمام كل تلك المساوئ والسلبيات في حكومته.

فكان الإمام بعيد المدى ودقيق النظر، صائبا في تعامله من النظرة السياسية وغيرها، حيث قطع على المأمون طريقه، وفشله من أن يحقق أهدافه، لأن الإمام الرضا إذا كان قد وافق على التنصيب والعزل وتدخل في الآداب والرسوم العباسية، كان قد أشرك نفسه في أمور الدولة الظالمة، ومن هنا ابتعد عنها بالكامل.

قام المأمون بسجن الإمام وتاريخنا اليوم يدين أعمال المأمون العباسي وأمثاله ويحكم عليه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سلبيات المأمون وأنه على باطل، مضافا إلى ضعفه وأحواله المضطربة ونفسه القلقة.

ولذا جعل المأمون العيون والجواسيس على الإمام الرضا وأخذ بالتحقيقات وأبى أن يترك الإمام في هداية العلم، يعلم الناس الطيب من القول والمأثور من جوامع الكلم النبوي، والإمام أعلم الناس بالكتاب والسنة وتعاليم العترة الطاهرة كما أن المأمون لم يترك الإمام وشأنه حتى يشتغل في امور العبادة، مسبح لله في محرابه و بذكر الآخرة ويدعو على أولئك الظالمين .

من أخلاق السلطان.. عيادة المريض

الاهتمام بأمر المسلمين والعناية بشأنهم، والدفاع عنهم، والعمل الدائب على ترقية حاضرهم، وإعدادهم لمستقبل أعز وأكرم كل ذلك مما يقتضيه الإيمان وتوجبه الأخوة في الدين، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

ومن الأخلاق الإسلامية السامية عيادة المريض، وقد حدثنا التاريخ عن ثامن أئمة أهل البيت الذي كان يسير بسيرة جده المصطفى ويتأسى به، فإنه لو كان إذا لم ير أحدا من المؤمنين لبضعة أيام، استفسر عن حاله وسأل وإذا بلغه أنه مريض أسرع إلى لقائه وعيادته. وهكذا كان الإمام الرضا حيث مرض أحد شيعته فسأل عنه، فلما أخبر بمرضه جاء لعيادته ودخل بيته وكان الرجل في سكرات الموت، فأخذ الإمام يقدم له النصيحة والموعظة فقال: إن الناس صنفان، أحدهما من يرتاح هو عند الموت والآخر من يرتاح الناس من شره عند موته، فإذا أردت أن تكون من الصنف الأول، فجدّد إيمانك بالله وولايتك فأخذ الرجل بنصيحة الإمام الرضا.. ولم تمر لحظات حتى فارق الحياة الدنيا مؤمنا مغفورا له.

ألقاب الامام

لقّب الإمام الرضا (عليه السلام) بـ "قرة عين المؤمنين"؛ لأنه كان زينًا للمؤمنين وفخرا وكهفًا وحصنًا لهم …

«إنّ الإمامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا، وعزّ المؤمنين».

المصدر: من كتاب حياة الإمام الرضا
الإمام الرضا
التاريخ
الدين
الشيعة
السياسة
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    فاعلية الذات والمسؤولية الاجتماعية

    النشر : الأثنين 23 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    جرح السنان ولاجرح اللسان

    النشر : الثلاثاء 19 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ولادة المهدي ولادة للأمل

    النشر : السبت 05 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    إللي إختشوا ماتوا!

    النشر : الثلاثاء 20 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ما هي نقطة انطلاق الحضارات؟

    النشر : الأحد 30 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    لست ربورتاً

    النشر : الأحد 24 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1085 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1007 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 4 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 4 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 4 ساعة
    بوصلة النور
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة