• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

هل سألوه قبل أن يفقدوه؟!

خديجة الصحاف / الأحد 31 آذار 2024 / اسلاميات / 1327
شارك الموضوع :

قالها (عليه السلام) في أكثر من مجلس، وفي مناسبات شتى، وفي كل مرة كان يقرنها بإضافات

"سلوني قبل أن تفقدوني" عبارة لم يقلها أحد سوى الإمام علي (عليه السلام)!

فهذه المقولة وما تعكسه من مكانة علمية رفيعة، وقدرة معرفيّة فذّة من مختصّاته لا ينازعه عليها أحد حتى الأئمة من ذريّته الذين ورثوا علمه؛ لذا قال (عليه السلام): "لا يقولها بعدي إلا مدعٍ أو كذّاب مفتر".

كما كان لقب "أمير المؤمنين" لا يليق إلا به، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

"وهو أمير المؤمنين حقاً لم ينلها أحد قبله وليست لأحد بعده"

"سلوني قبل أن تفقدوني"

قالها (عليه السلام) في أكثر من مجلس، وفي مناسبات شتى، وفي كل مرة كان يقرنها بإضافات تكشف سعة علمه وتنوّعه:

"سلوني قبل أن تفقدوني، فأنا لا أُسئَلُ عن شئ دون العرش إلا أجبتُ فيه" .

سلوني قبل أن تفقدوني، ألا تسألون من عنده علم المنايا والبلايا والأنساب؟ .

"سلوني قبل أن تفقدوني فإن عندي علم الأولين والآخِرين".

"سلوني قبل أن تفقدوني؛ فلأنا بطرق السماء أعلمُ منّي بطرق الأرض" وغيرها كثير؛ كيف لا وهو باب مدينة علم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وحلقة الوصل العلمية بينه وبين الأمة كما قال (صلى الله عليه وآله): "أنت العلم بيني وبين أمتي بعدي ".

من الطبيعي أن يسأل الإنسان عمّا يجهله؛ لأن ذلك من الغرائز الطبيعية لدى البشر عموما، والتي تدل على تطور جهاز الإدراك والتفكير عندهم، وهذا ما يميّزهم عن الحيوان؛ فالإنسان جهله بسيط فهو "يعلم إنه لا يعلم" لذا يسعى ليتعلّم، والسؤال أحد الطرق للوصول إلى رحاب العلم والمعرفة، يقول الإمام الباقر (عليه السلام): " ألا إن مفتاح العلم السؤال".

ولكن الأمة - للأسف - لم ترقَ إلى المستوى الذي يمكّنها من استثمار ذلك العرض السخي من إمامِها، واقتناص تلك الفرصة الثمينة للاستفادة من علمه الزاخر لتفوز بخير الدنيا والآخرة؛ فلم ينهل -سوى القليلون- من ذلك المعين العذب .

لقد سبق الإمام (عليه السلام) عصره بمراحل زمنية طويلة، وعاش غربة العالِم الذي يعيش بين قوم جهلاء.

في أحد المجالس أعترضه أحدهم بسؤال غريب: "كم شعرة في راسي؟"

سؤال ينطوي على نية خبيثة؛ فهل كان يسخر من إمام زمانه، أو كان يحاول تشتيت ذهنه، أو إضاعة وقته؟ ربما تكون هذه الأهداف مجتمعة وراء طرح ذلك السؤال السخيف! .

الإمام عليه السلام كان يعرف الإجابة قطعا، ولكن أنّى له بإثبات صحتها لذلك الشقي، لذا أجابه بما يكشف له قبح سريرته: "أما والله إني لأعلمُ ذلك ولكن أين برهانه لو أخبرتك به؟ ولقد أُخْبِرتُ بقيامك ومقالك وقيل لي: إن على كل شعرة من شعر رأسك ملكاً يلعنك وشيطاناً يستنصرك ".

والأكثر من ذلك إن الإمام (عليه السلام) فتح له نافذة الغيب، وأخبرة بسوء عاقبته في ذريّته، وإن أحد أبنائه -الذي كان رضيعا في ذلك الوقت - سيكون أحد القادة في الجيش الأموي الذي سيخرج لقتال الحسين، وقد تحققت نبوءة الإمام عليه السلام، وصدق الله إذ يقول:

(وَٱلَّذِی خَبُثَ لَا یَخۡرُجُ إِلَّا نَكِدࣰاۚ ).

كل هذا الجفاء والجهل الذي أُحيط به أمير المؤمنين (عليه السلام) جعله يتحسّر على ما يحمله من كنوز علمية ستبقى طي الكتمان لعدم وجود المؤهلين لحملها، ففي حديث له مع كميل يقول:" إن هاهنا لعلماً جماً، وأشار بيده إلى صدره الشريف، لو أصبت له حملة" .

ومع هذا لم يكن الإمام (عليه السلام) ضنينا بعلمه، بل كان يتحرّى من بين خواصّ أصحابه وحواريه من له اللياقة لحمل شذرات من ذلك العلم الجمّ، وكل حسب استعداده وسعة وعائه، كميثم التمار، ورُشيد الهجري، وصعصعة بن صوحان وغيرهم .

أما كميل بن زياد فقد نال شرفاً عظيماً بأن اقترن اسمه بواحد من أروع الأدعية المأثورة عن الإمام علي (عليه السلام)، ولولا فضوله العلمي، وطرحه السؤال في وقته المناسب لما وصل إلينا ذلك الدعاء العظيم!.

ففي أحد المجالس ذكر الإمام (عليه السلام) دعاء الخضر، وشرح فضله وخواصه، فلم يشعر أحد من الحضور بالفضول ليسأل الإمام عن نص الدعاء حتى انفضّ المجلس، فلحق كميل بالإمام وسأله أن يعلّمه الدعاء فأملاه عليه فكان أن حمل الدعاء اسمه إلى يومنا هذا!.

لنتعلّم من كُميل أن لا نفوّت فرصة ونحن بحضرة العلماء دون أن نستفيد منهم علماً يقودنا إلى رشد أو هدى، وأن نسأل تفقّهاً لا تعنّتاً كما أوصانا أمير المؤمنين (عليه السلام)


الامام علي
الدين
الشيعة
التاريخ
الايمان
الاسلام
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    اعرف نفسك

    النشر : الأحد 07 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    السيدة رملة: بين حنان الأمومة وشجاعة الهاشميات في واقعة الطف

    النشر : السبت 20 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    العولمة الاقتصادية وأهم مميزاتها في النظام الاسلامي

    النشر : الثلاثاء 25 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ثمارك تتكلم عنك.. أم البنين رسالة تربوية

    النشر : الأثنين 16 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    في الحرم المكي.. أوقاف تتبرك بدعوات المؤمنين

    النشر : الخميس 13 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الكف عن أعراض الناس.. حصن يوم القيامة

    النشر : الخميس 02 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 464 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 368 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 359 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 349 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3450 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1071 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 995 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 993 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 10 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 10 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 10 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة