• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

اغتصاب الأراضي وتهديم القبور: ثقافة متوارثة من الحقد

ضمياء العوادي / الأثنين 07 نيسان 2025 / حقوق / 844
شارك الموضوع :

هذه القبور لم تكن مجرد معالم حجرية، بل كانت شواهد على تاريخ الإسلام، ومقامات لأئمة بذلوا حياتهم في سبيل الدين

عندما نتأمل في التاريخ الحديث، تتجلى أمام أعيننا مظاهر متعددة لحالة الحقد الممنهج الذي مارسته بعض القوى ضد رموز الدين والهوية، سواء على مستوى الأفراد أو الأرض أو حتى المقدسات، ولعله من أبرز هذه الصور المشؤومة ما حدث لأئمة البقيع (عليهم السلام)، حيث تم تهديم قبورهم على يد السلطة الوهابية في عام 1344هـ، تحت مبررات ظاهرها ديني وباطنها حقد دفين على رموز مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، هذه الحادثة لم تكن مجرد اعتداء على أحجار، بل محاولة لمسح هوية وتاريخ وشعور ملايين الشيعة الذين يرتبطون وجدانياً بالأئمة الأطهار.

وما جرى في البقيع هو صورة مصغرة لنهج خطير يتجاوز الجغرافيا، ويعيد إنتاج ذاته بأشكال متعددة، أبرزها ما نراه في فلسطين من اغتصاب للأرض وطمس للهوية، فكما تم تهديم القبور في المدينة المنورة بهدف اجتثاث أثر آل البيت، يتم في فلسطين اليوم تهويد المقدسات وتهجير السكان الأصليين ومحو المعالم الإسلامية والمسيحية في القدس، في محاولة لتغيير الطابع التاريخي والديني لهذه الأرض.

إن تهديم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام) لم يكن مجرد عمل تخريبي عابر أو قرار ديني كما يحاول البعض تصويره، بل هو تعبير صارخ عن ثقافة حاقدة متجذرة، هدفها طمس التاريخ وتدمير رموز الهوية الإسلامية التي تمثل الامتداد الروحي والفكري لرسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ففي عام 1344هـ، أقدمت السلطة الوهابية المدعومة حينها من الاستعمار البريطاني على جريمة هدم قبور أئمة البقيع في المدينة المنورة، وهم الإمام الحسن المجتبى، والإمام زين العابدين، والإمام محمد الباقر، والإمام جعفر الصادق (عليهم السلام). هذه القبور لم تكن مجرد معالم حجرية، بل كانت شواهد على تاريخ الإسلام، ومقامات لأئمة بذلوا حياتهم في سبيل الدين والحق.

هذه الجريمة، التي تم تمريرها باسم "التوحيد"، ما هي إلا محاولة لإلغاء تاريخ مدرسة أهل البيت وإقصاء رموزها من ذاكرة الأمة. وقد تكررت هذه المنهجية في أكثر من موضع، حتى أصبحت ثقافة راسخة لدى بعض الأنظمة والتيارات، تقوم على إلغاء الآخر وشيطنته، حتى لو كان ذلك الآخر من نسل النبي الأكرم نفسه.

وإذا تأملنا في القضية الفلسطينية، نرى نفس العقلية تتكرر ولكن هذه المرة من قبل الكيان الصهيوني. فاحتلال فلسطين لم يكن فقط سرقة أرض، بل سرقة هوية وتاريخ وحضارة بأكملها. تم تهجير السكان، وهُدمت القرى، واستُبدلت الأسماء، وتم تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلى رأسها القدس الشريف والمسجد الأقصى. العقلية الصهيونية، تماماً كالعقلية التي هدمت البقيع، لا تقبل بالتعدد ولا بالحق التاريخي، بل تنطلق من حقد عميق وإرادة لفرض واقع قسري عبر القوة والدعم الغربي.

والذي يربط بين جريمة البقيع ومأساة فلسطين يجدها ليست محض مصادفة، بل هو قراءة واعية لمسار تاريخي ممتد من الظلم والتشويه ومحاولات الاجتثاث، فمن يهدم القبور اليوم، لن يتردد غداً في هدم المساجد والبيوت، ومن يزوّر التاريخ في المدينة، سيفعل ذات الشيء في القدس.

وعليه، فإن إحياء ذكرى تهديم البقيع يجب أن يكون بوابة لرفع مستوى الوعي والربط بين قضايا الأمة، فالمعركة واحدة، والعدو بأقنعته المتعددة يسعى دائماً لاغتيال الذاكرة ودفن الهوية. وحده الوعي، والموقف المبدئي، قادر على التصدي لهذه الثقافة الحاقدة المتوارثة.

اهل البيت
الظلم
الشيعة
الدين
التاريخ
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    تعرفي على خربشات طفلك

    النشر : الأثنين 25 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    أمير المؤمنين ونواة الطمأنينة الإجتماعية

    النشر : الأثنين 24 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    هجوم الدار.. من فضاضة أهل المدار

    النشر : الأربعاء 13 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    شخصيات تسمم حياتك: الغدارون

    النشر : الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    نسج دمعة واعليا

    النشر : الأثنين 18 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    غياب الأب ومدى تأثيره في بناء نفسية الطفل

    النشر : الأحد 19 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 529 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 474 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 409 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 356 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 356 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1190 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1155 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1080 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1077 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1060 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 889 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 14 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 14 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 14 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة