• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الآثار السلبية لابتعاد الغرب عن الدين وفصله عن الحياة العامة

زهراء وحيدي / الأثنين 28 نيسان 2025 / حقوق / 315
شارك الموضوع :

الدين يمثل البوصلة التي ترشد الإنسان نحو حياة طيبة ومتوازنة؛ فهو لا يقتصر على العبادات فقط

شهد الغرب منذ مدة ليست بقليلة تحولات فكرية وثقافية عميقة، كان أبرزها فصل الدين عن الدولة، وهو ما يُعرف بالعلمانية. لكن فصل الدين لم يقتصر على الدولة فحسب، بل بدأ ينتزع أيضًا من الحياة الاجتماعية، فأصبحنا نرى بوضوح ابتعاد المجتمعات شيئًا فشيئًا عن المرجعية الدينية في حياتهم العامة. ومع أن هذا التوجه ارتكز على مبادئ الحرية الفردية والعقلانية، فإن نتائجه لم تكن إيجابية إطلاقًا؛ فقد ظهرت مع مرور الوقت آثار سلبية عميقة مست جوانب الحياة الغربية كافة: الأخلاقية، والاجتماعية، والنفسية، والروحية.

وأصبح من الجلي أن نلاحظ الفراغ القيمي الناتج عن تهميش الدين، والذي أدى بدوره إلى اضطرابات متزايدة باتت تهدد الاستقرار الإنساني والنفسي لأفراد تلك المجتمعات. ومن هذه الآثار:

الانهيار الأخلاقي والقيمي

أحد أبرز الآثار السلبية لابتعاد الغرب عن الدين هو الانهيار الأخلاقي الذي شهدته المجتمعات الغربية. لقد أصبح مبدأ "كل شيء مباح ما دام لا يضر الآخر" هو القاعدة السائدة، مما أضعف الإحساس بالمسؤولية الأخلاقية الداخلية. غابت القيم المطلقة، وحلّ محلها مفهوم النسبية الأخلاقية، مما أدى إلى تطبيع العديد من السلوكيات المنحرفة، كالإباحية، والعلاقات خارج إطار الزواج، والتفكك الأسري، بالإضافة إلى الجندر والتحول وغيرها من الانحرافات الجنسية.

ولم يعد الإنسان مطالبًا بالالتزام بمعايير أخلاقية رفيعة من منطلق إيماني، بل بات سلوكه مرهونًا برغباته الشخصية أو بقوانين وضعيّة قد تتغير بحسب الزمان والمكان، دون الالتفات إلى الضرر الأخلاقي أو الروحي الذي قد يُسبّبه لبقية أفراد المجتمع.

تفكك الأسرة وتراجع دورها

تُعدّ الأسرة النواة الأساسية لبناء المجتمعات، وقد تأثرت بشكل مباشر بابتعاد الغرب عن الدين. فتحْت ذريعة الحرية الفردية، شُجّع الشباب على الاستقلال المبكر، واختلطت الأدوار بين الرجل والمرأة، وغاب المعنى المقدّس للزواج. أدى ذلك إلى تفشّي ظاهرة الطلاق، وتراجع نسب الزواج، وانتشار ظاهرة الأطفال خارج إطار الزواج، ما خلّف أجيالًا نشأت بلا توجيه أسري أو دعم نفسي كافٍ. وهكذا، بدأ البناء الاجتماعي بالتصدّع، وفقد كثير من الأبناء بوصلتهم التربوية والقيمية.

بالإضافة إلى ذلك، ظهرت دعوات فكرية منحرفة مثل النسوية وغيرها، التي تتبنى أفكارًا كالإضراب عن الزواج أو اللا إنجابية، مما أدى إلى تقليص مفهوم العائلة والتقليل من أهمية تكوين الأسرة في المجتمع.

ازدياد القلق النفسي والفراغ الروحي

في ظل الحياة المادية البحتة وغياب الإيمان بمعنى أعمق للحياة، ازداد الإحساس بالفراغ الروحي لدى الإنسان الغربي. فمع أن المجتمعات الغربية وصلت إلى مستويات عالية من الرفاهية والحرية، إلا أن معدلات الاكتئاب والانتحار والإدمان في تزايد مستمر.

الدين، في جوهره، لا يوفر فقط قواعد للسلوك، بل يقدم إجابات عميقة لأسئلة الوجود والمعنى والمصير. وحرمان الإنسان من هذا البعد جعله تائهًا، يبحث عن السعادة في استهلاك لا ينتهي وعلاقات عابرة، دون أن يجد طمأنينة داخلية حقيقية.

لذا، من الطبيعي أن نُشاهد إحصاءات وأرقامًا مرتفعة لأعداد المنتحرين في دولة علمانية مثل فرنسا، التي اختارت فصل الدين عن جميع جوانب الحياة العامة، فَعانى أفراد شعبها من الاكتئاب والتعاسة، حتى لُقّبت بأنها من أكثر الدول تعاسة في العالم.

غياب البوصلة الأخلاقية في السياسة والاقتصاد

عندما يُفصل الدين عن الحياة العامة، تفقد السياسات الاقتصادية والاجتماعية بوصلة العدالة والأخلاق. فقد رأينا كيف تحوّلت مصالح الشركات الكبرى إلى أولويات مطلقة، حتى وإن كان ذلك على حساب البيئة أو الطبقات الفقيرة أو الدول النامية. كما أن القرارات السياسية لم تعد تخضع لمعيار الضمير الإنساني، بل صارت خاضعة لحسابات الربح والخسارة، والسلطة والنفوذ. وهذا ما أدى إلى تفشّي الظلم والاستغلال، واندلاع الحروب لأسباب اقتصادية بحتة، دون اعتبار لكرامة الإنسان أو قيمه.

ولعلّ ما يحصل اليوم في غزة هو خير شاهد ودليل، فهناك العديد من الدول، بالإضافة إلى الشركات الضخمة، وقفت إلى جانب إسرائيل ودعمت مشروعها لأسباب اقتصادية ومالية، دون مراعاة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم بشعة بحق الناس العزّل.

فعندما نجد الدين منفصلًا عن الحياة العامة، حينها سنعتاد على مشاهد القتل والسرقة والظلم والانحرافات السلوكية، ونتجاوز كل الخطوط الحمراء، لأننا لا نمتلك مرجعية حقة نعود إليها فنُشخّص على أثرها ما هو صحيح وما هو خطأ.

فالدين يمثل البوصلة التي ترشد الإنسان نحو حياة طيبة ومتوازنة؛ فهو لا يقتصر على العبادات فقط، بل يشمل الأخلاق، والعلاقات، والعمل، والسلوك اليومي. ومن خلال تعاليمه، يستطيع الفرد أن يُميّز بين جبهة الحق وجبهة الباطل، وأن يعيش حياة متوازنة، كما يساهم في بناء مجتمع متعاون ومترابط تسوده المحبة والسلام.

الغرب
الدين
السلوك
الشخصية
الاخلاق
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    تعرفي على خربشات طفلك

    النشر : الأثنين 25 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    أمير المؤمنين ونواة الطمأنينة الإجتماعية

    النشر : الأثنين 24 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    هجوم الدار.. من فضاضة أهل المدار

    النشر : الأربعاء 13 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    شخصيات تسمم حياتك: الغدارون

    النشر : الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    نسج دمعة واعليا

    النشر : الأثنين 18 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    غياب الأب ومدى تأثيره في بناء نفسية الطفل

    النشر : الأحد 19 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 529 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 474 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 409 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 356 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 356 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1190 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1155 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1080 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1077 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1060 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 889 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 14 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 14 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 14 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة