• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟

زينب كاظم التميمي / الأربعاء 21 آيار 2025 / حقوق / 501
شارك الموضوع :

فلنُعِد ترتيب أولوياتنا، ولنعطِ التربية المكانة التي تستحقها، لأنها الأساس الذي نبني عليه كل شيء آخر

كما نَعرف، وتُعرَف التربية على أنها المسؤولية الأهم والهدف الأسمى في الحياة. وفي ظل هذا العالم المليء بالمهام، حيث تتسارع وتيرة العمل الخارجي، وتتعدد متطلباته وتزداد تنافسيته، يجد الكثيرون أنفسهم أمام مفترق طرق حقيقي: هل الأولوية للوظيفة المرموقة والنجاح المهني، أم للتربية والنشأة السليمة للأبناء؟

هذا السؤال، الذي قد يبدو بسيطًا، يحمل في طياته أبعادًا عميقة تتعلق بمستقبل الأفراد والمجتمعات على حد سواء. فإن جعل التربية الهدف الأول في الحياة، وتفضيلها على أي منصب أو نجاح مهني خارجي، ليس مجرد شعار، بل هو استثمار حقيقي في رأس المال البشري، وبناء لمستقبل أكثر إشراقًا.

إن العمل الخارجي، بكل ما يحمله من فرص للنمو المالي والمهني، يظل في نهاية المطاف وسيلة لتحقيق غايات أكبر، وليس غاية بحد ذاته. فالمال والمنصب، وإن كانا يوفران سبل الراحة والأمان، لا يمكنهما أن يحلّا محل القيم والأخلاق والمبادئ التي تغرسها التربية الصالحة في نفوس الأبناء. إن بناء شخصية إنسان، ورعايته، والاهتمام بنشأته، وترسيخ سلوكيات وأخلاق عالية فيه، يُعد من أفضل الأهداف وأسمى الغايات.

وفي ظل هذه التحديات، وما تتركه من آثار بالغة على شخصية الفرد، فإن مقاومة التيارات الكبيرة التي تواجهه لهو جهاد وهدف عالٍ وذو قيمة. فالتربية التي تقوم على الوعي والمرونة، إضافة إلى مواجهة هذه التحديات بكفاءة، وتزويد الأبناء بالمهارات الحياتية الضرورية، وغرس روح المبادرة والابتكار فيهم، وتنمية قدراتهم على التكيف مع المتغيرات، كل ذلك يبدأ من الأسرة. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال قضاء وقت نوعي معهم، والاستماع إلى أفكارهم، وتوجيههم بحكمة، ومشاركتهم في بناء هويتهم.

قد يرى البعض أن الموازنة بين العمل الخارجي والتربية أمر صعب، لا سيما في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية. وقد تقول إحداهن: “من دون العمل، لا أستطيع أن أضمن الحياة السعيدة لأطفالي.”

ولكن يجب أن تُدرك أن “التربية” لا تعني بالضرورة التخلي عن العمل، بل تعني إعادة ترتيب الأولويات، وإدارة الوقت بفاعلية، وإيجاد التوازن الذي يسمح بتحقيق النجاح المهني دون المساس بسلامة ونمو الأسرة.

كما يجب أن تُدرك أيضًا أن مسؤولية ضمان المعيشة تقع على عاتق الأب، والله يتكفل بهم ما دامت النية والعمل ساميين. إن تفضيل التربية على المنصب، مهما كان عاليًا، ليس قرارًا خاطئًا قط، بل هو القرار الصائب، وإن كانت نتائجه بعيدة المدى.

فالنجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بكمية المال المكتسب أو عدد المناصب المشغولة، بل بجودة الأجيال التي نتركها خلفنا. فالأبناء هم امتداد لنا، وهم بناة المستقبل، والاستثمار فيهم هو الاستثمار الأكثر ربحًا على الإطلاق.

كما يجب الالتفات إلى أن دور ومسؤولية الأمهات سابقًا يختلف تمامًا عن مسؤوليات الأم المعاصرة، لأن الأولاد الذين يدرسون لديهم أوقات فراغ أكثر خارج المدرسة يقضونها من دون إشراف من جانب أحد الأبوين عليهم. ومن هنا، فإن ملء أوقات فراغ الأولاد الذين لديهم أمهات عاملات بشكل مناسب، أمر مهم جدًا.

تربية الأبناء وتكوين شخصياتهم وقيمهم، لا ينبغي أن يتراجعا أمام أي مسؤولية أخرى، مهما علا المنصب أو ازدادت المهام. فالتربية ليست وظيفة وقتية، بل هي رسالة مستمرة وهدف أسمى.

فالعمل ضرورة، لكن التربية أولوية. وقد تكون الأم مديرة، أو طبيبة، أو مهندسة، وما شابه ذلك، ولكن الأمومة تتطلب نوعًا آخر من القيادة: قيادة بالقيم، بالحب، وبالقدوة.

التربية الحقيقية لا تتم عبر الأوامر أو المراقبة البعيدة، بل عبر التفاعل، والإصغاء، والتعليم بالموقف والسلوك.

لحظة حوار صادق مع الطفل قد تساوي في تأثيرها سنوات من الغياب المشغول.

العمل مهم وضروري، لكن التربية هي الأساس، فمن وضع أبناءه في المرتبة الأولى، لم يخسر شيئًا، بل كسب كل شيء.

فلا منصب، ولا راتب، ولا شهرة، تعوّض لحظة يفتقد فيها الابن حضن والده أو دفء حوار مع أمه.

وأخيرًا، لا بد من الاعتراف بأن عمل النساء يجب أن ينسجم ويتلاءم مع دورهن في مجال الأمومة؛ فالتربية في مجتمعاتنا الإسلامية ضرورة لا يمكن تجنبها.

إنها ليست مجرد واجب أو مهمة إضافية، بل هي غاية نبيلة، وغاية تستحق أن تكون الهدف الأول في حياة كل إنسان يطمح إلى بناء مستقبل أفضل لنفسه، ولأسرته، ولمجتمعه ككل.

فلنُعِد ترتيب أولوياتنا، ولنعطِ التربية المكانة التي تستحقها، لأنها الأساس الذي نبني عليه كل شيء آخر.

الابناء
الاب والام
التربية
المسؤولية
النجاح
العمل
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    وعي العباءة الزينبية ٣

    التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة

    زينب العقيلة: سيّدة الصبر والعقل الواعي

    مجالس الرشد العاشورائية

    آخر القراءات

    ما تأثير الطلاق العاطفي على المتزوجين وكيف نعالجه؟

    النشر : الأحد 26 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الحُبُّ.. وآثاره في التوازن النفسي

    النشر : الخميس 07 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    نور على الدرب!

    النشر : الثلاثاء 16 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    السيدة رملة: بين حنان الأمومة وشجاعة الهاشميات في واقعة الطف

    النشر : السبت 20 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 42 ثانية

    تعلم أي شيء في 20 ساعة فقط

    النشر : الخميس 11 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 44 ثانية

    رسالة من ناقصات العقول!

    النشر : الأربعاء 11 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 51 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 964 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 733 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 614 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 611 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 432 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 361 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1066 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1046 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 970 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 964 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 842 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 733 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان
    • الخميس 31 تموز 2025
    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة
    • الخميس 31 تموز 2025
    وعي العباءة الزينبية ٣
    • الخميس 31 تموز 2025
    التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة
    • الخميس 31 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة