تتنوع الفعاليات الحسينية في فترة الزيارة الأربعينة وأثناء الزحف المليوني لمدينة كربلاء المقدسة خاصة أن هذا العدد من الزائرين يحتاج إلى تكاتف جهود كبيرة من جميع الجوانب الخدمية والطبية والإعلامية وتُعَدّ "خيمة وطن" نموذجًا بارزًا للدور المحوري الذي يلعبه الإعلاميون في عولمة القضية الحسينية، لا سيما من خلال خدماتها الطبية والصحية المتكاملة بالتعاون مع دائرة صحة كربلاء إذ تجمع الخيمة بين العطاء الإنساني الفعلي والتوثيق الإعلامي المؤثر، مما يُسهم في نقل رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى جمهور أوسع، وفي هذا السياق كان ل(بشرى حياة) حوار مع منار قاسم كونها صحفية ومسؤولة تجمع خيمة وطن والكثير من المساهمات في الزيارة الأربعينية:
كيف تُساهم "خيمة وطن" في عولمة القضية الحسينية؟
بوصفي صحفية وأحد مؤسسي "خيمة وطن"، أجد أن عملنا يُسهم بفعالية في عولمة القضية الحسينية عبر نقاط جوهرية أهمها التركيز على القيم الإنسانية المشتركة:
- في "خيمة وطن"، نُبرز الجوانب العالمية للنهضة الحسينية عبر تقديم الرعاية الصحية للجميع دون تمييز، إن مشهد الزوار المتعبين وهم يتلقون الإسعافات الأولية أو الأدوية الأساسية، وكرم أصحاب المواكب الذين يُساعدون في توفير المياه والمحاليل المغذية، يُسلط الضوء على قيم التضحية، الإيثار، والصبر التي تُلامس قلوب البشر بغض النظر عن خلفياتهم.
- استخدام القصص الشخصية والمقابلات، إذ تُصبح الخيمة مركزًا للقصص المؤثرة ونوثق تجارب الزوار الذين استعادوا عافيتهم بفضل الخدمات الطبية، أو العاملين الصحيين المتطوعين الذين يُضحون بوقتهم وراحتهم، هذه القصص الإنسانية تُضفي طابعًا شخصيًا على القضية الحسينية وتُقرّبها للمشاهد العالمي.
- توظيف المحتوى المرئي عالي الجودة إذ نُركز على تصوير المحتوى المرئي الاحترافي داخل "خيمة وطن" تُظهر الكاميرة تفاني أصحاب المواكب والكوادر الطبية، وكيف يتكاتف الجميع في خدمة الزوار وتقديم العون الطبي. هذه الصور ومقاطع الفيديو القوية بصريًا تُنقل الأجواء والمشاعر وتعكس عظمة الخدمة الحسينية.
- التحليل والربط بالقضايا المعاصرة، من خلال "خيمة وطن"، نُحلل كيف تُقدم ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) مصدر إلهام لمواجهة التحديات الحديثة، تُظهر جهودنا في توفير الرعاية الصحية في ظل الازدحام والتحديات اللوجستية، كيف يمكن لمبادئ التكافل والتضحية أن تُطبق في معالجة قضايا مثل الظلم الاجتماعي ونقص الخدمات الأساسية، مُشيرين إلى أهمية التعاون لمواجهة الأزمات.
هل الازدحام الحاصل أثناء الزيارة كان معرقلًا لكم؟
بالتأكيد، الازدحام المليوني في كربلاء يُشكل تحديًا كبيرًا إذ يتطلب الأمر تخطيطًا دقيقًا ومجهودًا مضاعفًا لضمان وصول الإمدادات الطبية، وتنقل الكوادر الصحية، وتوجيه الزوار لتلقي الخدمات ومع ذلك، نادرًا ما كان هذا الازدحام معرقلًا بالمعنى السلبي الكامل بل هو جزء من عظمة الزيارة ويعكس حجم العشق الحسيني، لقد تعلمنا كيف نُدير هذا التحدي ونُبرز ضمن التغطية الصحفية كيف تُدار الحشود المليونية بكفاءة رغم الصعوبات، وكيف تُقدم الخدمات الطبية رغم الكثافة البشرية.
كيف كان تعاون الزائرين وأصحاب المواكب معكم؟
كان تعاون الزائرين وأصحاب المواكب معنا، خاصة كفريق "خيمة وطن"، ممتازًا وداعمًا للغاية وهذا التعاون يُسهل عملنا الطبي والصحي بشكل كبير من خلال:
التفهم والدعم: تفهم الزوار وأصحاب المواكب لطبيعة عملنا في تقديم الرعاية الصحية وتوثيق الأحداث، فكانوا يُسهلون مهامنا بشكل كبير.
الترحيب والكرم: دائمًا ما نلقى ترحيبًا حارًا في المواكب، وكانوا يُصرون على تقديم الضيافة لنا، مما يُعزز بيئة العمل الإيجابية.
الاستعداد للمساعدة: في "خيمة وطن"، كان الزوار وأصحاب المواكب مُتعاونين جدًا في اتباع التعليمات الصحية، والمساهمة في حفظ النظام داخل الخيمة، وتقديم المساعدة لبعضهم البعض في الحالات الطارئة، مما يُسهم في كفاءة تقديم الخدمات الطبية.
الثقة المتبادلة: نشأت علاقة ثقة قوية بيننا وبين الزوار وأصحاب المواكب، مما جعلهم يشعرون بالراحة في مشاركة قصصهم الصحية وتجاربهم المؤثرة معنا للتصوير أو المقابلة، وهذا يُثري محتوانا الإعلامي بشكل كبير.
إن "خيمة وطن" ليست مجرد نقطة لتقديم المساعدة الطبية؛ إنها تجسيد حي لتكاتف الجهود، وروح العطاء الحسيني التي تُمكننا كإعلاميين من نقل رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) بكل أبعادها الإنسانية والصحية إلى العالم.
اضافةتعليق
التعليقات