• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كاظم الغيظ ينتصر على سيوفهم

فضيلة المحروس / الأحد 27 شباط 2022 / حقوق / 2517
شارك الموضوع :

كثيراً ما نلهج ونترنَّم بهذه الصفة صفة "كظم الغيظ" أو "كاظم الغيظ"، فما معنى "كاظم الغيظ"؟

قال المولى تعالى في كتابه الكريم {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}1*.

كثيراً ما نلهج ونترنَّم بهذه الصفة صفة "كظم الغيظ" أو "كاظم الغيظ"، فما معنى "كاظم الغيظ"؟  هل هو الحليم الذي يكتم غيظه ويُهدّئ من غضبه ويسكته أم ماذا؟

لو أردنا معنى "الكظم" في اللغة هو الإمساك، والجَمعُ للشَّيء، وكذلك يُعرف بأنّه حبس الشيء عند امتلائه، أما "الغيظ" في اللغة هو الغَضَب، وقيل أيضًا: هو أشدُّ من الغَضَب.

وأما المعنى في سيرة مولانا الإمام موسى بن جعفر (صلوات الله وسلامه عليهما) فهو مختلف وله منحى آخر.

 لنتعرف على مدلول هذا الوصف والاسم المعجزة العجيب الذي اشتهر به الإمام وكذلك جده علي أمير المؤمنين صلوات الله عليهما..

نقول أولًا من الخطأ تفسير ما يتحلى به المعصوم صلوات الله وسلامه عليه من صفةٍ ببعدٍ فردي ، فمثلا عندما نقول "شجاعة أمير المؤمنين" لا يمكننا تفسيرها بقوة في بدنه أو فتول في عضلاته  فقط، لأن إحدى شجاعة علي " داحي باب خيبر"  أنه نافذ البصيرة "، " لا تأخذه لومة لائم" ، و "لا يوحشه طريق الحق لقلة سالكيه" ، وهو  الثابت الذي لا يتزلزل نفسيًا ، و"إن لم يبق له الحق صديق" ، ولو تركته جميع الملائكة والأنبياء "عدا نبينا محمد صلى الله عليه وآله".

إذن هذه شجاعة من نمط آخر لا تكون إلَّا عند من عنده علم الأولين والآخرين كأمير المؤمنين .. والحال هو نفسه مع صفة "كظم الغيظ" التي تمثل كمال البصيرة عند الإمام موسى بن جعفر صلوات الله عليهما والتي توحي بعظم ما يحمله من رسالةٍ إلهية نصبت عليه.

فنرى ما ذُكر في سيرته الشريفة أنه مع عظم ما واجهه صلوات الله وسلامه عليه من تعذيب وتنكيل واستفزاز في سجون هارون اللارشيد ؛ الذي كان دأبه تبديد منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله، وتصفية عترته الطاهرة ومن اتبعهم من المؤمنين ، إلَّا انه كان "رابطًا للجأش" "كاظمًا للغيظ " ، حذرًا متيقظًا من مخططات ونوايا هذه الدولة المبتذلة؛ التي شيدت على أرواح الأبرياء وسفك دمائهم وعلى شعارات الزيف والفسق والمجون والليالي الحمراء ، وكان لهم بالمرصاد مناهضاً على كشف وتعرية مساوئ حاكمهم وإن كان ثمنه إهلاك بدنه الشريف .

فرضت عليه الرقابة والإقامة الجبرية والتنقل من سجن إلى آخر حتى قضى فيها سبع سنين أو أربعة عشر عامًا، كان أشدها طامورة "السندي بن شاهق" لعنه الله الذي نَكّل به وقيده بثلاثين رطلًا من الحديد تحت عتمة سراديب الأرض لا يُعرف ليلها من نهارها ، وكذلك لم تَسلم بيوت العلويين من آل الرضا من مداهمات العباسيين المباغتة ومن قَتلهم الشرس ، لا لذنب سوى أنهم من آل البيت النبوي صلوات الله عليهم .

كما اعتبرته السلطات العباسية مصدرًا خطرًا عليها، يربك مُلكها العقيم؛ ذلك الملك الذي نهبوه عنوة من آل بيت النبوة منذ "وقعة السقيفة"، فاجتهدوا بإعلامهم الزائف على إنقاص مقامات أهل البيت وإزالتهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها والتشكيك في معتقداتهم والترويج والدعاية في المقابل لمعتقدات باطلة وقتية اعتمدوها من مذهب مالك و أبي حنيفة وغيرها من الطوائف التي صيروها الناطق الرسمي عن بلاطهم في مسائل التشريع والإفتاء «ألَا لا يُفتي الناس إلّا مالك»2.

مع هذا الوضع المضطرب لم يهدأ الإمام "كاظم الغيظ" صلوات الله وسلامه عليه ، كان شغله الشاغل هو إدارة وحماية الأمة من جاهلية بني العباس، وإعداد جيل صاعد من الفقهاء والمتكلمين كهشام بن الحكم و ابن أبي عُمير (مُحمَّد بن زياد).. على أن يحملوا مسؤولية نشر علوم ومفاهيم أهل البيت وإذاعتها في البلدان القريبة والبعيدة ، وتمكن بعض من أصحاب الإمام وتلاميذه من التوغل بحذر في مناصب الدولة العباسية المهمة وهيمنوا عليها دون علم من أحد ، كعلي بن يقطين وعبد لله بن سنان والحسن بن راشد.. اللّذَين عَملا في وزارات وخزائن هارون العباسي وأمثاله. حتى أقرّ هارون يومًا لابنه المأمون الخؤون عن قدرة الإمام وتوسع نفوذه قائلًا": (وما كنت آمنه أن يضرب وجهي غداً بمائة ألف سيف من شيعته ومواليه وفَقر هذا وأهل بيته أسلم لي ولكم من بسط أيديهم وإغنائهم)3.

ولما سمع هارون العباسي عن قُوّة حُجَّة هشام بن الحكم قال: (مثل هَذا حيّ ويُبْقي لي مُلكي ساعة واحدة؟! فوالله للسان هَذا أبلغ في قلوب الناس مِنْ مائة ألف سيف)4.

ونستفهم مما تقدم نمط آخر من أنماط "كظم الغيظ" عند الإمام موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله عليهما ، أي بمعنى أن "الغيظ"  موجود عند المعصوم لا يخفف ولايزال بل يديره  ويتحكم فيه بإرادته في صالح الدين والمعتقد.

وبهذا انتصر صاحب السجدة الطويلة "كاظم الغيظ" "باب الحوايج" ؛ الذي سطع نجمه الشامخ في الآفاق وأصبح مزاره في بغداد تؤمه الملايين من البشر من مختلف الولايات والأقطار، على عدوه اللدود هارون الذي صار في مهب الريح ومزبلة التاريخ ، لا يُذكر اسمه إلَّا مع كيلٍ من السُباب واللعان والشتائم.

_______
 1. 134 آل عمران.
2. وفيات الأعيان: 4: 135؛ تنوير الحوالك على موطأ مالك.
3. الاحتجاج 2: 133.
4. كمال الدين 362.

الامام الكاظم
التاريخ
الشيعة
الظلم
الاسلام
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    أيادٍ تسأل الحياة

    النشر : السبت 13 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الطرف الثالث.. حجر عثر يعرقل مسيرة الزوجين

    النشر : الأربعاء 25 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    تحرر ذاتي

    النشر : الأربعاء 29 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    مدفع الإفطار.. فلكلور الشعوب

    النشر : الخميس 13 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    كيف احتفل العراقيون بالعيد؟

    النشر : الثلاثاء 19 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    انجذاب الرجل نحو النساء الذكيات.. فطرة أم شغف؟

    النشر : الثلاثاء 23 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 361 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1080 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1005 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 25 دقيقة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 29 دقيقة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 33 دقيقة
    بوصلة النور
    • منذ 21 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة