• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

زهرة خلف الباب..

مروة حسن الجبوري / الأربعاء 01 آذار 2017 / حقوق / 4249
شارك الموضوع :

حارت عيناي بعد ان نظرت الى تلك الدار المفحمة، وكيف اضرمت النار فيها، قطع الاخشاب اصبحت رمادا، ورائحة الدخان تفوح منها، المكان صاخب والناس ي

حارت عيناي بعد ان نظرت الى  تلك الدار المفحمة، وكيف اضرمت النار فيها، قطع الاخشاب اصبحت رمادا، ورائحة الدخان تفوح منها، المكان صاخب والناس يحملون الماء ويسرعون نحو الدار، لكني لا ارى لاهل الدار بقية.

اقتربت من الدار وضعت يدي على فمي حتى لا اختنق من الدخان، ابعدني ابي خوفاً من النار، نظرت لوهلة من حولي، هناك طفلة تلوذ بأبيها تسحبه بعيداً عن الدار، كان هذا البيت محترق بأثاثه، الظلام يحيط بعينيها، ابواب المحاجر مغلقة من الدخان المتصاعد، ثمة بقعة حمراء على جسدها، دون شعور مني ولا تفكير قادتني قدماي نحو هذه الطفلة.

توقفت حيثما كانت الطفلة واقفة، خلعت معطفي ودثرت جسدها المرتجف وثيابها المدخنة، أُقلبْ ناظري في محتويات البيت وكيف اكلت النار الاخضر واليابس، مرت الساعات ثقيلة جداً، مازلت انتظر، رنوت الى باب الدار ولهروب الطفلة من النار، تأملتها عن قرب حيث ادنيت ناظري نحو الدار، شعرت بالدمع الغزير يتدفق من مقلتي وبحرارة، ثم ما لبثت قليلاً حتى انعقد قلبي وكاد ان يسقط، هذا الامر الذي طوق ذاكرتي بحادثة سمعت عنها كثيراً، تفرع الحزن الى كل انحاء جسدي، طفلة تهرب من النار ولم تلمس النار ثيابها.

كيف بحال امرأة حبلى حرقوا دارها، وقفوا يشتمون اباها وبعلها؟ عندما خرجت هذه الطفلة سارع الناس لاطفاء النار ومساعدة اهل الدار، وهذه المرأة لم ينقذها احد من الاصحاب والاحباب، لم يخمدوا تلك النار، فكانت أحقادهم وخبائثهم تطغى، تجرأوا على باب بيتٍ كان يقبّله سيد الامة، تجاهلوا قدرها، حرقوا دارها، اسقطوا جنينها، سطروا خدها، والمسمار وما فعل في صدرها، اين القوم عنها، هل صرخت، لعلها لجأت لجدار البيت ليحميها من حرارة النار، ولتحمي جنينها من السقوط، فعصروها بين الباب والحائط، واسقطت بنت الهدى جنينها، ذاك المسمى محسنا،  اين القوم منها؟ لم يرعوا حرمة الدار ومن فيها؟

سؤال طرحته وانا اعرف الاجابة جيداً، ان القوم خانوا العهد، وضيعوا الوصية، حتى رحلت مقهورة مغصوبة، تجرعت حسرتي بكل ما فيها من الألم والوجع، الآن عرفت كيف  كان حال تلك الزهرة خلف الباب، وماذا شعرت عندما اوقدوا النار، ولم يرعوا لها حرمة و لا ذمّة.

أُخمدت النار في دار تلك الفتاة ورجعت الى حضن ابيها، وارتفعت اصوات الواقفين بالصلوات  وحمدوا الله على سلامتهم.

متحيرة مذهولة لا اعرف اين اتجه، كان كل شيء على ما يرام ما عدا ذاكرتي، تشدني نحو تلك الفاجعة، ترفض ان اغمض عيني من دون ان اعرف ماذا حصل لسيدة وقفت تتستر بالحجاب، رجعوا الناس الى اماكن عملهم، ودخلت العائلة البيت بعدما حاولوا ان يرموا بالنفايات المحترقة خارج الدار، قررت عندها ان ابحث عن ما يدور في ذهني لأنقل حال امرأة ايضاً تعرضت للحرق ولم ينقذها احد، فما كان امامي غير اكوام الكتب، هي التي كشفت حقيقة الامر، اتجهت نحوها وعثرت على نص صريح لواقعة أليمة، فقد قال الشيخ الطوسي رضي الله عنه: أن عمر ضرب على بطنها حتى أسقطت، فسمّي السقط محسناً، وفي كتاب الملل والنحل (ج 1 ص 7)  قال: إن عمر ضرب بطن فاطمة (عليها السلام) يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها؛ وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين.

فاطمة الزهراء
الاسلام
قصة
الظلم
الايمان
الحياة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    من أفكار المجدد الشيرازي: القوانين المادية في المجتمع الغربي

    النشر : الخميس 05 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    القلب أم العقل.. أيهما يفوز؟!

    النشر : الأثنين 31 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    كيف حمل الامام السجاد راية الاصلاح عن طريق الدعاء؟

    النشر : الثلاثاء 31 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    حافظ على صحتك النفسية

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    وصايا للتحكم في أوقات الفراغ والاستفادة منها

    النشر : الثلاثاء 24 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    عيد الغدير.. يوم العهد المعهود والميثاق المأخوذ

    النشر : الخميس 06 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 663 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 4 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 4 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 4 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة