• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الفجر الأخير

حسينية غلاب / الأربعاء 12 نيسان 2023 / حقوق / 1596
شارك الموضوع :

علي بن أبي طالب! ..أرق من النسمة الباردة مع الأيتام و الضعفاء.. وأشد وأصلب من زبر الحديد مع الطغاة والمردة

أيدري الفجر أن طلوعه هذا هو الأخير على الأرض وهي تتشرف بخطوات الإيمان كله على حبات ترابها؟!

نعم إنه آخر فجرٍ يُسمع فيه صوت اليقين يصدح بالتكبير والتهليل ويردد الشهادة مؤَذِنًا داعيا للصلاة، فبعد دقائق معدودات سيغدُر النفاقُ كله بالإيمان كله _ كما لقبه سيد البشر _ ويرديه صريعًا في أقدس الأماكن وأشرفها، وفي وضعية التسليم المطلق للخالق جلا وعلا بالعبودية والطاعة، وكأني به يناجي ربه [إلهي ما عبدتك خوفا من عقابك ولا طمعا في ثوابك، ولكن وجدتك أهل للعبادة فعبدتك] ومن كعلي في سجوده وعبادته التي لا يتمثلها إلا الحر الشرف، كيف لا يُغتال في سجوده والنفاق والمنافقون أجبن من أن يتقابلان وجها لوجه مع فارس بدرٍ وأحدٍ وحنينٍ، مع من جندل الفرسان في الخندق وبيديه اقتلع باب حصنٍ عجزت عنه أكف عشرة أبطالٍ في خيبر.

إذًا لا سبيل لأعدائه إلا الغدر فلا سيف وقف في وجهه، إذ السيف ينبو عن هامه _ لو تجرأ وشُهِر _ ولا رمح تطاول واقترب منه.

في حالٍ من السكون والتسليم والطمأنينة، أتته ضربة مشؤومة بسيف مشرب بالسم، فكانت نافذة إلى عمق دماغه، إذ الهدوء والطمأنينة والأنس في لحظات الانقطاع التام للمحبوب والمعبود، تُرخي الأعصاب وتُلين عظام الهامة .

فهل تبدلت الطمأنينة إلى ذعرٍ أم تحول السكون إلى صراخ؟

كلا وحاشا وياللعجب ما كان جواب المطمئن إلى من غدر واغتال، إلا تأكيدًا على أن هذا العظيم الاستثنائي يبقى استثنائيًا حتى هنا، فكان الخلود للموقف متمثلًا في الكلمة "فزت ورب الكعبة ".

نعم فهو من تجسد التسليم ناطقاً في تكبيره، وشَخَصَ اليقين حاضرا في قراءته، وتحرك الخضوع والخشوع في ركوعه وسجوده.. وتمثل الإيمان شاخصا في تشهده.. فكيف لمن ائتم بصلاته أن لا يذوب حسرة وألمًا لمصابه؟

وكما وصايا المسيح لحوارييه في آخر لقاءٍ - قبل أن يُرفع للسماء - جاءت تأكيدًا على كل القيم والمعارف والأفكار والعقائد التي آمن بها ودعا إليها، كانت وصايا سيد الموحدين في فجره الأخير لأبنائه وأحبته :

(يا بني عبد المطلب: لا ألفيكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً تقولون قتل أمير المؤمنين، ألا لا يقتلن بي إلاّ قاتلي، انظروا إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة، ولا يُمثّل بالرجل فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: "إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور")..

نعم فصوت العدالة الانسانية يُبقي ميزان العدل قائما، حتى مع فداحة مصابه وضراوة آلامه. ونقرأ في جزء من وصاياه (أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام، وإن البغضة حالقة الدين ولا قوة إلا بالله، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهوّن الله عليكم الحساب. الله الله في الأيتام لا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله له الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار).

أي إنسانٍ هو علي بن أبي طالب! ..أرق من النسمة الباردة مع الأيتام و الضعفاء.. وأشد وأصلب من زبر الحديد مع الطغاة والمردة.

إنّ كل من قرأ سيرة علي الإنسان هام بهذا النموذج الأوحد بلا مثيل ولا نظير، فهل يملك أي إنسانٍ طيب النفس، نقي السريرة، محبًا للخير و يمقت الظلم والعدوان ثم يسمع بعلي.. بعدل علي.. بنبل علي وانسانيته.. وببطولة علي إلا أن يذوب عشقًا لعلي وتغنيًا بحب علي.

الفكر
الدين
العمل
العلم
الايمان
الامام علي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    تدعيم مقومات النجاح وأسباب الإخفاق

    النشر : الأربعاء 15 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    عندما نحلّق بأجنحة من شمع.. متى تصبح الكلمات قاتلة؟

    النشر : الأثنين 14 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    رحيل

    النشر : الأثنين 25 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    7 أنواع من البذور عليك حتماً الشروع في تناولها!

    النشر : الأثنين 30 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: إغواء العقل الباطن

    النشر : الخميس 24 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    هل تتقبل المرأة خيانة زوجها على زواجــه الثاني؟!

    النشر : السبت 18 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 361 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 333 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 324 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1076 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1003 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 19 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 19 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 19 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة