• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عبق الياسمين في رسالة زين العابدين

هدى المفرجي / الأحد 28 آيار 2023 / حقوق / 2157
شارك الموضوع :

عالمٌ عصي على الوصف، ولا تستطيع الكلمات أن تصفَ هذا العالم أو تحتويه، لأن في الأم سرا عظيمًا

كثيرا ما أشعر أن الكلمات التي نقرأها ونتعثر بها ونشعر بمضمونها هي ليست محض صدفة إنما رسالة قد وضعت في طريقنا كتنبيه لم نفطن له سابقا وعاد على هيئة صياغة أخرى تجر أعتاب الوعي مقيدة إياه هذه المرة أن انتبه، كما حدث معي اليوم حيث تعثرت بنص جعلني أقف عنده وأكرره بدل المرة ثلاث وكأنه مشهد قد زارني من قبل فلم أعره الاهتمام فعاد على هيئة نص معتق برائحة الياسمين حيث كتب أحد المبدعين قائلا:

"باعت أمي خَاتمها لأجل دراستي، وأساورها لزواج أختي، وعِقدها لمرضِ أخي الصغير، لم تترك على جَسدها شيئًا من الزينة، أنا تخرجتُ وسافرتُ خارج البلاد أكلّمها مرتين كل أسبوع، ولا أكادُ أسمع صوتها من البكاء، وأختي تزوجّت رجلا ثريًا وتعيشُ اليومَ أحلامها كاملةً، أما أخي الصغير "لاعب كرة قدم شهير" لم يعد للبيت منذ خرجَ منه في أولِ عقد!

مضت أعوام كثيرة، وهي تركضُ حافيةً للباب، كلما هزه الريحُ أو طرقهُ الجيران، لكنَها كثيرًا ما كانت تعودُ بالدمع وَعَرَجٍ  في ركبتيها، ماتت أمي وهي تخبئ خلخالها في محرمةٍ قديمة، مخافةَ أن يمرضَ أحدنا!"

هو نص انتشلني من حاضري فأعادني للماضي حيث خاتم أمي الذي تخلت عنه لتجعلنا أكثر سعادة بين الأطفال وكأنها عبق ياسمين ينتشلنا من تلوث الهواء وكثيرة تلك الأشياء التي لا يسعني ذكرها فهي تجعل من قلبي يعتصر ألماً وأنا انظر لنفسي إنني لم أفها حقها بعد بينما أستمع لأخي الصغير وهو يصرخ بصوت عالٍ أحيانا قائل أنها لا تشعر به، فأضيع بين الكلام ورده بسؤال ينتابني كثيراً، تشعر الأمهات بنا دوماً لكن من يشعر بها؟

الأم في رسالة الامام زين العابدين

عالمٌ عصي على الوصف، ولا تستطيع الكلمات أن تصفَ هذا العالم أو تحتويه، لأن في الأم سرا عظيمًا أودعَه الله في فطرتها، فجعلها ترى في أبنائها كل حياتها، ولهذا تُعطيهم من قلبها وعمرها دون أن تنتظر أي مقابل، ولا عجبَ أن الله تعالى جعل رضاه مربوطا بِرضا الأمّ وبرها، فعندما نقرأ في رسالة الحقوق للامام زين العابدين (عليه السلام) عن حق الأم، نراه يبينه على أنه من أكبر الحقوق على الولد، ويختصر عظمتها ومقامها بتلك الكلمات المعتية فيقول: "فحقّ أمك عليك أن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحد أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً، وأنّها وقتك بسمعها وبصره ، ويدها ورجلها، وشعرها وبشرها، وجميع جوارحها، مستبشرة بذلك فرحة، موبلة (كثيرة عطاياها)، محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمّها، حتى دفعتها عنك يد القدرة، وأخرجتك إلى الأرض، فرضيت أن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتظلك وتضحى، وتنعمك ببؤسها، وتلذذك بالنوم بأرقها، وكان بطنها لك وعاءً، وحجرها لك حواءً، وثديها لك سقاءً، ونفسها لك وقاءً، تباشر حرّ الدنيا وبردها لك دونك، فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه Yلاّ بعون الله وتوفيقه".

وكأنّ الإمام -عليه السلام- يريد من الإنسان دائماً أن يتذكر ولا يسهو عن هذا الحقّ العظيم للأم ومن بعد ماذكر الامام (عليه السلام) من وصف فلا أجد وصفاً يرادف أو يقابل قوله فقد وضع كل حرف مكانه وكل فعل سهما في الأحشاء ينبهه، فكم تحملت الأم من العذابات في سبيل سعادته، وكم مرت بمراحل ومصاعب تحملتها راضية مستبشرة، مذ كان جنيناً في أحشائها، حتى جاء على قدر وأخرجته يد القدرة الالهية من عالم الرحم إلى عالم الدنيا، فروته من نفسها لا تهتم لضعف في بنيتها ولا لذبول في جسمها، يخفق قلبها مع كل خفقة لقلبه وترى آلامها أنساً أمام راحته.

ثم لم يكن همها إلا أن تراه مسروراً، لا تغفل عنه لحظة واحدة، تعطيه من حنانها ليأمن، ترضى أن يصيبها الجوع والبرد والأرق لكي يشبع ويتدفأ ويتلذذ بالنوم وقد تجسدت فيها كل معاني الخير والعطاء والبذل والتضحية، فلم أكن أنتبه لقدم أمي وهي تؤلمها قدر ماكنت أنتبه لحاجتي التي أود قضائها حتى مر الوقت بي ورأيت كم كبرت وأنا ما شاهدت معالم وجهها وهي تتغير وكيف أصبحت هكذا بينما هي تحفظ كل ندبة بوجهي كيف حدثت ومتى ومن ماذا بينما أنا لا أعرف عنها سوى اسمها.

أمي حتى تاريخ مولدها لا أعيه وهي تحفظ مولدي باليوم رغم كبر سنها، فأي معروف يرقى إلى كلّ ما قدّمته، ومن يستطع أن يفيها ساعة من سهر أو تعب أو ثقل أو ألم وعناء، أو يقدّم لها الشكر على ذلك، لذلك يقول الإمام زين العابدين "عليه السلام": "فتشكرها على قدر ذلك ولا تقدر عليه إلاّ بعون الله وتوفيقه"، بهذه العبارات الندية والصور الموحية، يستجيش الإمام وجدان البر والرحمة في قلوب الأبناء، ذلك أن الحياة وهي مندفعة في طريقها بالأحياء، توجه اهتمامهم القوي إلى الأمام، إلى الناشئة الجديدة والجيل المقبل، وقلما توجه اهتمامهم إلى الوراء إلى الوالدين نبع الحنان والعطاء إلى برهما وهو كان من أولويات كتاب الله وسنة نبيه، والتوجيه إلى شكرهم فهذا الشكر يحتاج إلى تسديد وتأييد وتوفيق من العلي القدير .

الأم
الامام السجاد
الأبناء
الدين
العاطفة
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    اشعارات الهاتف.. دُفعات من البهجة المتعبة للعقل

    النشر : الأثنين 07 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    طرق للتنفيس عن الغضب.. تعرف عليها

    النشر : الخميس 04 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    الكرونوفوبيا: الرهاب من المستقبل

    النشر : الثلاثاء 08 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    عشائر بني اسد.. تُجدد الولاء لشهداء واقعة الطف

    النشر : الأثنين 24 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    المدارس الاهلية.. بين الخدمات العالية ومستوى التعليم المتدني

    النشر : الثلاثاء 26 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    اخطبوط العصر الحديث

    النشر : الخميس 26 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 475 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 411 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 361 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 359 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 337 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1192 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1090 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1078 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 660 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 24 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 24 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 24 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة