• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

 محرم الحرام.. صيحة الوتر في كربلاء

هدى محمدي / السبت 22 تموز 2023 / حقوق / 2426
شارك الموضوع :

إنه نداء عاشوراء، يَبُل الصدى بالفاجعة ويحرر القدر المأساوي من مفرداته، ليبوح بمكنوناته  الغضة

تُجل نسائم الحزن في محرم الحرام بالبكاء وثوب السواد، العيون معتمة وقد أحياها دمع  ساكب والوتر يستغيث، (ألا من ناصر ينصرني )، (ألا من ذابٍ يذب عن حرم رسول الله ).

إنه نداء عاشوراء، يَبُل الصدى بالفاجعة ويحرر القدر المأساوي من مفرداته، ليبوح بمكنوناته  الغضة ومواقفه السمحاء، ويصور لنا ذاك المهرجان وزي الوجوم قابع محاجر الحزن والألم.

ولهفة الطفل، عبدالله الرضيع وليد الوحي تلبي نداء النصرة لفقد الريق خصوبته وعطش التراب لينبوع السلام، وشمس الظهيرة شاهدة على ظلم الهجير، وعلوج الشواذ، والحسين قد لطخ الهواء والفضاء من دماءه الزاكيات .

هو الهتاف، والصحوة لتلبية من ضحى بنفسه وأهل بيته لمجد الشريعة الغراء .

في خيمة الفكر، عقيدة ساكنة، خاضعة، تتجول خواطرها بين أطناب التسليم ونافذة القدر، شكواها من نظر السماء، وثار الله يجوب صحراء الاستقامة، وفي راحة يده المباركة آية من نور، وراية الوتر أثقلت نواحيه، وأجلّت دواعيه حتى تخترم الحياة أهداف النهضة بصورتها المعهودة.

من أنّة الوسادة المتوجعة، همس يتهجد في بيت المرض واستضعاف الجهد، فيء ساجد برقة الحرف… إنه زين العباد، ودعاء الانقطاع إلى الله، لهيب يلهج بإسم السبط ، (إن أبي الحسين مات عطشانا).…

وأعظم المصاب، أن تجول السيوف على شاب، هو للوجود آية وكتاب، وفقيه يرى الجنة  غاية، يعالج المعرفة بغيبه، ويسأله كل من أصابه العتاب، إنه علي الأكبر، وهو أكبر المصاب، أن تفتتن الدنيا بمقتله، وتسجد الطور لفقده، وتبكي المساجد لذكره، مواساة حيث أصاب لأبيه الحسين المستجاب .

على مدى خطوات العباءة المحترقة، وخطاب الكتاب، وثأر العتاب يحتضن امرأة عليها جلباب العفاف والوجع، وكدمات السوط تراود مبسمها الدامي، وقد خالطت دموعها شكواها، وذاكرة  التل مهرجان كل مثابر وثائر والصيحة على كل ظالم وسراب، صوتها الشجي ينادي وا محمداه وا علياه وثوب الولاية راقد على شهاب التراب يجود بنفسه، هي زينب، وزينة الدين، وخطاب كل أنثى في هذا اليباب، يحاسب الله  كل معاند ظالم لا يؤمن بيوم الحساب .

 في صومعة قافلتها أطفال على هيئة در منثور، يرجون السقاية، وقد حجت نواظرهم إلى حيث باب النجاة مولاهم الحسين، وساحة الحقيقة مخضبة بدماء الشباب والأصحاب .

دموعهم شهاب ثاقب ولكن بلغة البيان، أوجاع طريق، وأفق صيف جاف، شمس حارقة وأفواه تطلب النجاة .إنها البراءة على مدار الشفاه الذابلات .

قبلة اليتيم في خطر، منها سكينة وأخرى رقية تطوف القارعة بانسياب، تطلب الحلم أباها  تحتضن نفسها، وتنام أنتها في راحة المحراب، صوما موجعا قد اغتال قلبها والتعصيب   خدش رقتها ونعومة خلدها قد بتر العذاب منها مفاصل، وأسقاها ضيم السماهر، هي تبكي، لا تبالي، حتى يرى العمق فيها روع الحواضن .

فأغاثها فارسا، قادما من القمر، هو العباس، يبكي على راحلة الطريق، ومحاسن خده دموع قد شقت الودج منه خوفا على قيم السماء، ولكي تنام الهمسات الناعمة في أمان، كان لابد للرمق أن يذوب، وتنساب الروافد من نقاء الكوثر لتسد البقاء بعض وفاء، فآثرت نفسه واخترقت حجبه سفينة النجاة، وارتضى لنفسه بطولة تغبطه عليه كل الخلائق يوم الحساب .

ولكن للشجاعة أدوار، وبيت الحسين محشو القدرة والجلال ، حتى ظهر القاسم المغوار في غمد قامته عهد ورسالة، والتزام ورعاية، وقوة الفولاذ قد أثقلت سواعده، أبياً لا يهاب أي قتال، حتى قُطعت أوصاله، وكانت أنفاسه (أدركني عمي ياحسين) قطوف دانية ترغب من الجنة نظرات قبل رحيلها، إلى حيث المطاف.

في كربلاء القيامة، مشاهد مغسولة بدم طاهر، تعج من مراقدها مقل الفداء والعطاء، في ذراعها الشاهد أصحابٌ فقهاء، أسمائهم ربيع كل فكرة، وأعمارهم عقائد خالدة  .

الحرب طاحنة، والعطش سيف حاد، يحز رأس العزيز، والاشاءة قدر عمره مرهون الحياة  ..

ها هي قافلة اليوم، ترتدي لباس السواد، وتكتوي ألما تبحث عن الرشاد، وعصمة التمكين  رهين الرمش والدموع ساقية له إلى يوم الرقاد .

ومن الخيام ينبثق دخان أسود، هو شعار معطر بالهتاف، والجمر مكواة جائرة تنهب أقدام البراءة، وتحرق كل عباءة، والماء بات علقة على الشفاه تطلب نجاة وشفاء، يطاردها الألم، وعين الشيطان قاسية متجردة الرحمة، تلسع سياطها كل العفاف ويعم الجفاف أفواه متعبة هاربة من شدة العذاب إلى زمن الإنقاذ إلى الأرض القاحلة، فمنهم هائم على وجهه وآخر قد غطاه التراب  .

في عافية التوحيد، وعلى مر التاريخ جند غير مهزوم من الأحزاب، بل أكفهم داعية  ترتدي الحلم جلباب، والملائكة سجدا أعتاب البهاء، يقبلون البيت وماحوله، تبارك لمن أعاد كرة التأريخ حضورا مطرزا بالعهد والولاء والطاعة، وسجل لنفسه محفلا مباركا حبا وجاها وخدمة لسيد الشهداء .

الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
شهر محرم
التاريخ
الحب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    من أفكار المجدد الشيرازي: القوانين المادية في المجتمع الغربي

    النشر : الخميس 05 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    القلب أم العقل.. أيهما يفوز؟!

    النشر : الأثنين 31 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    كيف حمل الامام السجاد راية الاصلاح عن طريق الدعاء؟

    النشر : الثلاثاء 31 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    حافظ على صحتك النفسية

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    وصايا للتحكم في أوقات الفراغ والاستفادة منها

    النشر : الثلاثاء 24 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    عيد الغدير.. يوم العهد المعهود والميثاق المأخوذ

    النشر : الخميس 06 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 663 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 4 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 4 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 4 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة