• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

موت بطعم الزيتون: مذكرات خيمة

مروة حسن الجبوري / الخميس 06 حزيران 2024 / حقوق / 2099
شارك الموضوع :

هناك ايضا شعب كامل تركوه في بئر الاحتلال يستنشق الرصاص والدم من دون ان يشم ريح العروبة

وردة طفلة صغيرة في بعض الأحيان أبقى في خيمة جدتي وأنام هناك، كثيرا ما أنا أحب أن أبقى عند جدتي خيمتها صغيرة جدا مليئ بالروائح الطيبة كرائحة الزيتون والزعتر، جدتي تحبني كثيرا حين أكون عندها تلاعبني طيلة النهار ألعب مع صديقتي ياسمين التي تعرفت عليها في الخيمة المجاورة لجدتي نلعب الغميضة والركض ونلعب بالكرة ونتسلق أشجار الزيتون ونتعثر في الركام والرصاص ونحفر التراب لنخبئ بعض احلامنا.

فكانت تحكي لي جدتي قصصا جميلة عن غزة ورفح ، وبيت القدس ، ومذكرات جدي في بيت لحم الخليل ، تعرف قصصا كثيرة و كل قصصها من يوميات الحرب فهي تحكي لي عن جدي وعمي وأبي حين كان صغيرا، كان صوت القصف يعلو على صوتها، تحتضني وتردد هذه لا تزعجنا يا جميلتي اعتدنا على سماعها منذ الصغر .

جدتي: لأنهم شياطين هذه الارض يرقصون ويطربون على جراحنا ، بهدوء وسكون، سيأتي يوم ويخرجون منها هذا وعد الله.

نفرح بعودة ارضنا ونرى أحلاما جميلة وملونة، لكن من يعود لنا بشهداء ورفاق الحرب، سينتهي كل شيء ويبقى الشيء الوحيد هو اسماء الشهداء والمفقودين وإصابات الجرحى شاهدة لتلك المجازر البشرية .

 سيكتب التاريخ يا حفيدتي ان شعوب العرب كانت تقضي وقتها في متابعة البرامج وكتابة التعليق والحداد معها كلمة (ندين) نستنكر وبشدة..

بينما اولادنا تذبح وارضنا تغتصب، متى يعلمون اولادهم هناك على خارطة الزمن بقعة اسمها (غزة) صرخة وصلت الى عنان السماء اه يا غزة، اغمضت جفوني ويد جدتي تمسح بها على شعري، درجات الحرارة الهالكة لا نملك غير الهواء غير الصالح للتنفّس فكيف ينعش بين البعوض والذباب وأصوات القصف، والجوع والعطش وجع الوطن ننام في الخيام، أتساءلُ كيف سيكونُ شعورُ النهايةِ السعيدةِ لشخصٍ يسكن الخيام في وسط بلده، ويخذلَه الرفيق والصديق والعرب ، كيف يحسب معهم ومنهم وهو منعم بكل الرفاهية وغيره يقتل.  

قضى عُمرَه مُرتجِفا وكيف من الجوع لا تتوقف رعشةِ اليدين ، تكسر رغيف الخبز اليابس وتجعله مع الماء الساخن ليكن مسخن فعلاُ، طبق من المسخن لكن هذه المرة على طريقة جدتي، تصنع لي لعبة من ورق ، اقترب صوت القصف احتضنت جدتي بقوة لم أشعر بشيء وبعد مدة مع أول صرخة من المسعف وجدت جدتي تحت الانقاض معها صديقتي ياسمين ولعبتي الورقة مع غصن من الزيتون، قطعت يدي وفقدت عيني اليمنى ، معصوبة الرأس ابحث في قائمة المفقودين عن أمي واخي اكرم، لا احد يعرف عنهم شيئاً جثث محترقة ملامح مشوهة واشلاء مبعثرة ابحث عن رأس أخي أو رائحة أمي ، ليس يوسف فقط من تركوه اخوته في البئر هناك ايضا شعب كامل تركوه في بئر الاحتلال يستنشق الرصاص والدم من دون ان يشم ريح العروبة ليعيد العزة لغزة وانما وضعوه في غياهب الجب ويكتبون ندين وبشدة ..

أودُّ أن أعيشَ هذه اللحظةَ ان انسى تلك الهموم والاحزان وأسأل سؤالا واحدا اين العرب ُ... العرب أين ؟ رفح مع مليون وربع من البشر تنتهي قصتهم قبل البداية.

العرب
فلسطين
الانسانية
قصة
الحزن
الموت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    من أفكار المجدد الشيرازي: القوانين المادية في المجتمع الغربي

    النشر : الخميس 05 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    القلب أم العقل.. أيهما يفوز؟!

    النشر : الأثنين 31 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    كيف حمل الامام السجاد راية الاصلاح عن طريق الدعاء؟

    النشر : الثلاثاء 31 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    حافظ على صحتك النفسية

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    وصايا للتحكم في أوقات الفراغ والاستفادة منها

    النشر : الثلاثاء 24 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    عيد الغدير.. يوم العهد المعهود والميثاق المأخوذ

    النشر : الخميس 06 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 663 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 4 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 4 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 4 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة