• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فأدركت أني أنا اللص

زهراء المرشدي / الأحد 30 حزيران 2024 / منوعات / 1498
شارك الموضوع :

هذه العملية وما يشبهها من أهم الأسباب التي تؤدي عادة إلى اختلال اتزان العلاقات الاجتماعية

يقول أحدهم : فقدت فأسي، فإشتبهت بالجار أنه قد سرقه مني، فبدأت أراقبه بإهتمام شديد.. كانت مشيته مشية سارق. وكلامه كلام السارق. حتى حركاته توحي بأنه هو من سرقني. أمضيت تلك الليلة حزينًا ولم أعرف كيف أنام وأنا أفكر بالطريقه التي سأواجهه بها ؟؟

وفي الصباح الباكر عثرتُ على فأسي، لقد كان ولدي الصغير قد وضع فوقه كومة قش، نظرت إلى الجار في اليوم التالي، فلم أجد فيه شيئا يشبه سارق فأسي، لا مشيته، ولا كلامه، ولا إشاراته وجدته كالأبرياء تمامًا، فأدركتُ بأني أنا اللص،

لقد سرقتُ من جاري أمانته وذمته، وسرقتُ من عمري ليلة كاملة أمضيتها ساهرًا أفكر كيف أواجه بالتهمة رجلًا بريئًا منها.

إن هذه العملية وما يشبهها من أهم الأسباب التي تؤدي عادة إلى اختلال اتزان العلاقات الاجتماعية، وهي تلك التصورات التي تبنى على التفسير الخاطئ بين أفراد المجتمع إتجاه مختلف المواقف، وعادة ما تكون هذه التفسيرات بناء على معطيات وهمية تتشكل في لا وعي الإنسان نتيجة الخصائص التي يحملها العقل الباطن في عدم قدرته على التمييز بين ما نتخيله حقيقة وما هو حقيقة أصلا.

 لذلك فإن من مميزات الإنسان الأكثر وعيا هو إدراكه لحقيقة أن الظنون تصيب تارة وتخطئ عشرات المرات تبعا لسايكلوجيا عقل الإنسان والطريقة التي يتعامل بها في معالجة المعلومات، فهو بوعيه يمتلك القدرة على إعادة التفكير بشكل مستمر في كل ما يكون متعلقا بالآخرين، وصولا لإلتماس جميل العذر لغيره، فلا يتجه مباشرة نحو الاحتمالات السلبية، قلة هم أولئك الذين يتمتعون بهذه المرونة الفكرية لأن قيود الذهن وأصفاده هي أكبر معيق في تشكيل شخصيات تحمل أفراد مجتمعهم على أنهم مسؤولية شخصية يجب الاعتناء بما تظهر عليه.

أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول: (ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن)، فيا ترى هل تخلو تعاملاتنا ومواقفنا من هذه الظاهرة الفتاكة، فكم من أسرة هدمت وعلاقات خربت وصلات تقطعت بسبب سيناريوهات وتخيلات لا تستند إلى شيء عدا الظنون والأوهام بحجة أن (ظاهر الأمر يبدو كذلك)، حتى أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم بعلمهم ومعارفهم لم تكن أحكامهم و ردودهم ببواطن الأمر إنما كان اعتمادهم على مقتضيات الموقف ودلائله الواضحة .

فقد روي عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في واقعة الاحتكام إلى القرآن الكريم في صفين، البعض سمع أن أبا موسى الاشعري قال" كأني به وقد خدع "،

(يقصد بذلك أمير المؤمنين).

فلما سئل الإمام عن ذلك اجاب (أن لو عمل الله في خلقه بعلمه ما احتج عليهم بالرسل)، فكان تعامله حينها قائما على ما يبدو من ظاهر مع علمه ببواطن الأمور إلا أنه أثر بذلك أن يعلمنا انه هو المعصوم وصاحب علم اليقين تعامل بالمعطيات ولم يلجأ لعلمه وما يراه من كوامن الآخرين.

فكيف بنا ونحن قصار الفكر نقوم بما نتوهم ونظن أنه الحقيقة الكاملة، هذا الموقف وغيره من المواقف التي نستلهم منها أن نتوقف عن محاولة الاحتكام إلى ما هو مجهول من كوامن الآخرين ومتعلقاتهم والسعي الحثيث للمحافظة على سلامة الشكل العام للمجتمع من خلال الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يسيء لأحد من الخلق ظلما وبهتانا، وصولا بذلك لتشييد مجتمع يخلو من كثير آثام الظن الواهية وتبعاتها على صحة مجتمعاتنا وتكاملها.

قصة
السلوك
الاخلاق
الامام علي
الدين
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    المدن أم الريف.. من يعيش العمر الأطول؟

    النشر : السبت 19 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    كيف تكشف التأثير الإيجابي للذكاء الاصطناعي على الوظائف؟

    النشر : الأربعاء 23 آب 2023
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    كيف تعامل الإمام السجاد مع مهمتين ذات اتجاهين؟

    النشر : السبت 04 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    في اليوم العالمي للوالدين.. لا ترعى نقمة بل ربّي نعمة

    النشر : السبت 01 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    من عرف مستقره سعى اليه..

    النشر : الخميس 20 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    فرصتي نحو النجاح

    النشر : الأثنين 14 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 540 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 353 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1158 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 10 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 10 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 10 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 10 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة