• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

معروفُ عابر

سارة حيدر / الأحد 03 آيار 2020 / منوعات / 1756
شارك الموضوع :

إلّا أنّ القلم لم يُسقط بالكلمات كدأْبه بل الدموع هي التي انهمرت فوق تلك الأوراق راسمةً نهر الأحزان

في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وإذا به يشعر بأنياب المرض تقتربُ منه كالأفعى ولا يدري متى ستبتلعه، مدّ يديه التي لا تكادُ تكفّ عن الإرتعاد وبصعوبةٍ محاولاً امساك القلم وبعضاً من أوراقٍ باهتة البياض.

إلّا أنّ القلم لم يُسقط بالكلمات كدأْبه بل الدموع هي التي انهمرت فوق تلك الأوراق راسمةً نهر الأحزان الذي هو غارقُ فيه، فوجهه المنهك وقلبهه المثخّن بالجراح لم يكن بسبب مرضه مطلقاً بل هو ألَم الفراق الذي حال بينهُ وبين صحته.

أخذَ ينظر إلى تلك الصورة التي رُسِمت فيها ابتسامته مع زوجته وطفله وتمتم بكلماتٍ تغمرها الحسرة، لطالما كانوا سبب راحته ومصدر سعادته حتى وافاهم الأجل ليتركوه وحيداً على فراش المرض!.

لم يمض الكثير حتى داعبَ النومُ عينيه الذابلتين، وغطّ في نومٍ عميق حتى لامست أشعة الشمس وجهه، حينئذ رفع جسدهُ بثقل كي يأخذ اقراص الدواء لتسرح نظراتهُ بعدها إلى تلك الساعة المعلّقة وهو يحدّثُ نفسهُ قائلاً: ما فائدة الوقت وانا ليس لديّ وظيفة أو مشاريع أقوم بها، واذا بصرير الباب يقطع سيل تفكيره، أشاحَ نظره صوب الممرضة التي اعتادت جلبَ الحساء اليه والإطمئنان على صحّته. وقبل ان تهمّ بالخروج أخبرتهُ بأن هناك من جاء لزيارته والسؤال عنه عندما كان غارقاً في النوم.

فاصفرّ وجهه من الدهشة واشتدّت نبرة صوته: من.. من الذي أتى؟!

أجابت ببرود: لم يُعلمني بإسمه لٰكنّه اخبرني بأنّهُ سيعاود زيارتك في السابعة مساء هذا اليوم.

وما إن غادرَت بهدوء حتى وجدَ الأفكار تدورُ كزوبعةٍ داخل رأسه، فمن يكون ذلك الشخص وهو لا يملك أقارب؟

استمرّ التهيّج داخلهُ والعرق لا زال يتصبب منهُ بغزاره، والساعة التي طالما كانت زينةً عنده أصبحت قيمتها الحقيقية جليّةً أمامه.

ولملم النهار ماتبقى من ضوئه بقدوم ذلك الرجل وما إن استأذن بالدخول حتى أُذِن له. لقد كان شاباً في الثلاثين من عمره، متوسط القامة، قسماته تنمّ عن حسنِ خُلقه، وبينما وضعَ باقة الورود حتى ألقى التحيّة والإبتسامة لا تغادِرُ وجهه.

_ ألا تتذكرني أيّها العم؟

أنا... آس!_ لا تعتذر من البديهي أنّك لا تذكرني لأننا لم نلتقِ منذ عشرين عام!

فأجابهُ والذهولُ يملأ عينيه: عشرين عاماً؟!

_ أجل.. ذلك اليوم الذي اصبحتُ فيه يتيم الأب، لقد كنت الشخص الوحيد الذي يمسحُ على رأسي ويقدّم لي الحلوى.

توقف لبرهه ولم يمضِ طويلاً حتى استأنف حديثهُ قائلاً:

 _ لقد أخبرتني بأننا لم نُخلق إلّا لنبتلي وإنّ صبرُنا على فقد الأحبة هو أعظم صبراً عند الله تعالى فلا بدّ أن نجازى عليهِ أحسن الجزاء، أوصيتني بالدعاء لأبي كلما اشتقتُ إليه. أنا مدينُ لك يا عم!.

اغرورقت عينا العجوز بالدموع، فقد كانت تلك الكلمات التي قالها لذلك الطفل في معروفٍ عابر بالنسبة إليه هي بلْسماً لجراح قلبه الآن.

كلّما شعر بالضيق فتح مصحفهُ ليرتّل ما تيسّر منه ويهدي ثواب آياته إلى أحبته، ثمّ يقول: اللهم إني اشتقتُ لأرواحٍ لن تعود فاجعلها يا الله في جنّات النعيم.

قصة
الصبر
الأمل
الايمان
القيم
الخير
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    عودة التمني

    النشر : الأحد 20 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    اخطار تحيط بابنائكم...فلا تتهاونوا

    النشر : الثلاثاء 25 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    إنك ملاقيه

    النشر : الأربعاء 25 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    سليل النور..

    النشر : الثلاثاء 27 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    طريقة عمل الدونات بدون خميرة

    النشر : الأحد 23 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    كيف تساهم المرأة في تعريف أهل البيت للعالم؟

    النشر : الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 361 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 333 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 324 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1076 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1003 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 18 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 18 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 18 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة