• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مُضادّات للحياة!

منار المهدي / السبت 19 ايلول 2020 / منوعات / 2065
شارك الموضوع :

كان نَحيلاً شاحب الوَجه ذو لحيةٍ كثّة، يحمل شهادة دكتوراه في \"البؤس\" لدرجة أنه يشم رائحة البائسين من مسافة ثلاثة إحباطات

في تلك العِيادة يقف المرضىٰ في الطابور لوقت متأخر من الليل، وكالعادة كان الطبيب الشاب يأتي قبل نصف ساعة من الموعد.

كان نَحيلاً شاحب الوَجه ذو لحيةٍ كثّة، يحمل شهادة دكتوراه في "البؤس" لدرجة أنه يشم رائحة البائسين من مسافة ثلاثة إحباطات وخِذلانَين!

كان بارِعاً جداً.

وبالمناسبة، فقد إستبدل كلمة "پَيشنت" بــ "بائِس"، فهي مناسبة أكثر من وجهة نظره.

المهم، تمدد البائس الأول على السرير، مد الطبيب يده ليجسّ نَبض وريده، أحس بغليان الدم تحت إصبعه، ثم لوّى شفتيه وتمتم بكلمات بالإنگليزية

_ بائس وغاضب أيضاً؟

لاتقلق لاتزال في بداية الغليان، علاجك متوفر..

تناول قلماً ليكتب في "الراچيتة" بخط أشبه بخربشة الأطفال:

"صراخ بصوت عالٍ ٣ مرات في اليوم

وعند الحاجة: كسر أشياء زُجاجيّة أو تمزيق كُتب".

قام البائِسُ من على السرير وتوجّه إلى درج المكتب ليضع فيه مُغلّفاً من شوكولا قديمة و"رخيصة".. ويُغادر.

مَن التالي؟

تقدّم شاب في العشرين من عمره يجرّ قدميه جرّاً، سأله وقد همّ بوضع السّماعة على صدره، ممَ تشكو؟

قال وقد حكّ وجهه:

_ ألا يبدو ذلك عليّ؟.. طفحٌ جِلدي يادكتــ...

_ آه، واضح واضح، طفحُ اليأس منتشر هذه الفترة جداً، لابدّ أنها عدوى!

أجاب بصوت خافت:

_جُرعة من الأمل أليس كذلك؟

ردّ بإبتسامة ساخرة:

_ كلّا، لقد نفدت الكمّية، بالحقيقة ماتبقى لدينا إتضح أنه "إكسپايَر"

_ آه، الأمل أصبح قديماً إذن!

_ لا أُخفيك أن عمله أصبح تخديراً فقط، وكأنهُ يؤجل الشعور باليأس لفترة ثم يختفي مفعوله، لذلك توقفنا عن صرفه حَتى لانغّش مُراجعينا البائسين الكِرام.

على أيّة حال خُذ هذا الشراب لقد وصل إلينا حديثاً.. شراب" الخَيال" نصف ملعقة يوميّاً وستنقلك إلى عالم آخر، لكن إيّاك أن تتجاوز الجُرعة وإلا ستصاب بمُتلازَمة أحلام اليَقظة، وهذا مَرهَم "وعود زائِفة" ضعه كل أسبوع وستتحسن بإذن الله.

_ الهروب من الواقع هو العِلاج الجَديد..؟!

تبسّم بِبلاهة:

_ بالضَبط.

هيّا قُم، التالي؟

_ صُداع الأُمنيّات يؤذيني كثيراً، ومازاد الطين بلّة هو أني مُصاب بإفلاس الجيوب..

_ الأنفيّة؟

_ الماليّة...

رمى سمّاعته أرضاً فأصدرت ضجّة صغيرة..

_ ألاتفهم؟ كم مرّة قُلنا لكم توقفوا عن التمَنّي!

ألا تعلمون أن لبيئتكم تأثيراً سيئاً على الأُمنيات؟

تستمرون بنسج الأحلام والأماني وتُصابون بعدها بالإحباط وأنا مَن يَبتلي!

_ عفواً ولكن أليس هو فِطرة في الإنسان، أعني أن يحلم ويرسم الأمنيات و..

_ أوف ، يبدو أنك لم ترَ ماكُتِب على اللافِتة الموضوعة فوق تلّ "مكب نُفايات الأماني"، حسناً سأُخبرك، مكتوب فيها "أنتَ مواطن عراقي حافظ على نظافة مدينتك وأرمِ أُمنيّاتك التافِهة في مكانها المُخصص، لاتُساهم في تلوّث البيئة المُعادية للأحلام، كُن مُتعاوِناً".

_ وبالتأكيد يوجد غرامة على المُخالفين... حسناً وما العلاج؟

_ سأحقنك بتطعيم "شلَل الأُمنيّات الثُلاثي" سيعطيك حَصانة ضد الأماني والأحلام والتخطيط للمُستقبَل، ستعيش حياة عاديّة.. عاديّة جِداً.

ثلاثة في واحد، وإلتفَت إلى الواقِفين

_ ها، ليقُل أحدكم أن المُستشفَيات خالية من العِلاج؟

إعتلى صوت رجل عجوزٍ من بين الحاضِرين:

_ أستغفرُ الله أي تقصير؟

منذ ستون سنة وأنتم توفّرون لي كل العِلاجات اللازِمة، حتى أنني جِئتُ هذه المرّة كي أستلم مجموعة جديدة  من" كَمّادات التسويف" لمُعالجة حُمّى المُطالَبة بتقاعدٍ وضَمان صِحي.

__________

* پَيشنت : مَريض.
* الطبيب مُغترب عاد للتَو.

الانسان
صحة نفسية
قصة
الحزن
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب

    كعكة عيد الميلاد أمنية مؤجلة

    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير

    المضادات الحيوية تضر بالأمعاء... وهكذا يتم ترميمها

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    آخر القراءات

    همسات ايمانية

    النشر : السبت 09 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف يستمر رمضانك لسنة كاملة؟

    النشر : الخميس 13 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ ثانية

    المنبه.. مسألة حياة أو موت!

    النشر : الثلاثاء 22 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كعكة عيد الميلاد أمنية مؤجلة

    النشر : منذ 25 دقيقة
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    هل نهاية العالم أصبحت وشيكة؟

    النشر : الأحد 29 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير

    النشر : منذ 27 دقيقة
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1025 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 808 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 658 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 652 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 529 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 454 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1058 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1025 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 976 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 808 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    المضادات الحيوية تضر بالأمعاء... وهكذا يتم ترميمها
    • منذ 41 دقيقة
    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • السبت 02 آب 2025
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • السبت 02 آب 2025
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • السبت 02 آب 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة