• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لحن المطر

سرى حميد البياتي / الأثنين 12 كانون الأول 2016 / منوعات / 2401
شارك الموضوع :

أكتب عَن من لا يَنتبه لَهم العالم، ولا يلتفت الحَظ إليهم، تداخل الايام اهلكهم، فباتوا يستجدون الموت، كذلك العجوز العازِب، يُبدع يَومياً بـ

أكتب عَن من لا يَنتبه لَهم العالم، ولا يلتفت الحَظ إليهم، تداخل الايام اهلكهم، فباتوا يستجدون الموت، كذلك العجوز العازِب، يُبدع يَومياً بـخلق شَريط زفاف مَعدوم ممن هام بها عشقاً، يظُن الجميع إنه نَسي، لكِنها تعيش بِخلاياه، وبِداخل كُريات دمه، يفصله عنها شارع، ورَجل وَهو يعيش على أوهام تقوده للهاوية.

و فتاة تقضم اظافرها بِهوس، تحاول إيقاف حروب في رأسها، تلملم حُزنها وتختبئ، "مريضة نفسياً" تشطر املها لألف قطعة، من يخبرها أحد من قبل بإنها "جَميلة"، وأن فُستانها يليق بِها كثيراً، و لم يُثني والدها على درجاتِها المدرسية، وصاحت بها والدتها بأنها غبية، أو ربما عديمة النفع لأنها ارادت يوما أن تمسك قلما وتكتب وتثور! حتى تجردَت من كُل الاحاسيس، وغاصت بـ روتين يومي مكرر..

 وفَتى متخبطٌ في تجاويف الحياة، تائه بوسعها، في جُعبته احلام لا حصر لها، لكنه يجهل طريقها، انشغل عنه من حوله فأطوى ما بجعبته ومضى كما يسيرون.

شاب في العشرين من عمره، اعتاد الحزن حتى بات يتنفسه، يلملم قطع احلام فتتها الواقع، ينزف بلا دماء، يلتفُ حول قلبه شيء يشبه ملامح الموت، ليعلق في الأفق الفاصل بين السماء والأرض..

 وبريئة تسأل يومياً بإلحاح: أخبرتني جدتي ان والديّ يسكنان السماء، لماذا؟.

هل هما لا يحبانني؟ لماذا لا اسكن بجوارهما، انا لست كبيرة لن آخذ حيزاً كبيراً بين الغيوم، أعدكم لن أصدر أي ضوضاء.. وتنهال على الحاضرين بجموع وعودٍ مقابل تنفيذ طلبها، لم يستطع كُل من صادفت أن يُفسر، يُقنع، او ينفذ!

أُم تتابع طفلها ذو الاربع سنوات يركض ويُشير للسماء مُلوحاً لطائرات عسكرية، تختفي وتظهر بين الغيمات منذ ساعات متتالية، أصوات غريبة، مخيفة وتحمل الموت، تُفرغ حمولتها من الصواريخ صوب الارض، يتعانق الدم والياسمين في صفوف فوق المقابر الجماعية..

فتى ذَبُلت زهرات عُمره، منذ اختطاف والده، كلما لَمح ظله، جرى خَلفه محاولاً الامساك بـ سراب، تَجوب ذاكرته كلمات والده بأنه سيكون سَنداً و كـظله لَن يفارقه أبداً وأنه هناك دوماً الى جانبه لحمايته، يندفع ارضاً بغية احتضانه، وفي كل مرة اسوأ من سابقتها يكسب خدوشاً وجراحاً تملأ ملامحه الباهتة وتزيده أسى وأنينا، والكثير مِن اليُتم.

فقيرة حَظ تنام أغلب يومها  لأن أحدهم أخبرها "مَن تحبيه، سَيزور أحلامك يَوماً"، ولكن لَم يزرها من تَترقب منذ أربع سَنوات!..

 مُهشّم الحُلم يجلس بين قبرين، يقبّل كُل منهما ثم يضع وردة حمراء على يمينه وأُخرى بيضاء على يساره، يشهق بقوة، فـيتمتم بكلمات عتاب لوالديه: (إنتو ليش عفتوني؟ هواية استعجلتوا والله، زين ما كدرتوا تنتظرون أسبوعين بس، والله بس أسبوعين حتى تطلع نتيجة السادس بس تشوفوها، يمكن تفرحون أنتو مو حلمكم اصير طبيب؟ والله تحقق الي تريدوه بس كعدوا شوفوا، هاي النتيجة جبتها هسه من المدرسة، بابه، مامه، بابا أكعد).

وَحين يَمل النداء والأنين، يحفر بأصابعه في التراب ثم يدس الورقة بقوة ويُغلق عليها، (أخذوها يمكم، مااريد الطب أني، بدونكم ما تسوى).

يلتفت يئن بعد أن قام بـ "وأد" طموحُه، يزفر بقوة عَلى الحياة، يخرج من جَسده، يكمل سيره بخطى متثاقلة كي يُكمل عَمله في ورشة تصليح السيارات التابعة لـ "عمه"..

 تنتهي من وضع طلاء الاظافر باللون الذي يُحبه عند صراخه امراً اياها أن تلحقه بسرعة، في الطُرقات تلف يداها حول ذراعه، ينهرها بقوة رافعاً يده اليسرى في وجهها ثم يبعد جسده قليلاً،

يجذبها خُلو أصبعه مِن خاتم ارتباطهما، تتلألأ كُتلة نَدم فِي عينيها الواسعة، غرقت في امواج الخَيبة حَين ترى رأسه يدور بالكامل ملاحقاً فتاة مَرت بالقرب، تركض بِعكس الاتجاه فلا يَنتبه لابتعادها، (يا يمه تحملي وأصبري عليه، لعد يتركج وترجعين يمنة، شيكولون الناس علينه؟)..

كعادة كُل مَرة تَعودُ القِطة ذليلة لصاحبها، فيركلها بقوة أكبر، ربما حتى يأكل الموت أحشاءها فترتاح.

الحياة
الموت
الفقدان
الحزن
الارهاب
الظلم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    من أفكار المجدد الشيرازي: القوانين المادية في المجتمع الغربي

    النشر : الخميس 05 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    القلب أم العقل.. أيهما يفوز؟!

    النشر : الأثنين 31 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    كيف حمل الامام السجاد راية الاصلاح عن طريق الدعاء؟

    النشر : الثلاثاء 31 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    حافظ على صحتك النفسية

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    وصايا للتحكم في أوقات الفراغ والاستفادة منها

    النشر : الثلاثاء 24 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    عيد الغدير.. يوم العهد المعهود والميثاق المأخوذ

    النشر : الخميس 06 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1192 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 663 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 3 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 4 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 4 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة