• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

اكتشافات غربية: التدخين وباء مثل الانتحار

ليلى قيس / الأثنين 12 ايلول 2022 / منوعات / 2057
شارك الموضوع :

تدخين المراهقين هو أحد أعظم ظواهر الحياة العصرية المركبة، لا يعرف أحد كيفية محاربته، أو حتى ماهيته، إن الافتراض الأساسي للحركة المناهضة للتدخين هو أن شركات التبغ تقنع المراهقين بالتدخين من خلال الكذب عليهم، وجعل التدخين يبدو أكثر جمالاً، وأقل إيذاء مما هو فعلا.

لجة هذه المشكلة، فرضنا شروطاً على إعلانات السجائر، بحيث بات يصعب كثيرا على شركات التبغ أن تكذب. كما رفعنا سعر السجائر، وفرضنا قانوناً يمنع بيع السجائر للقاصرين في محاولة لتصعيب شراء السجائر بالنسبة إلى المراهقين. وأقمنا حملات مكثفة حول الصحة العامة في التلفزيون، والراديو، وفي المجلات لمحاولة تثقيف المراهقين بشأن مخاطر التدخين. لكن اتضح جلياً أن هذه الطريقة غير فعالة جدا.

لم نظن مثلاً أن أساس محاربة التدخين هو تثقيف الناس بشأن مخاطر التدخين؟ قام عالم الاقتصاد في جامعة هارفارد، و. كيب فيسكوسي، أخيراً بسؤال مجموعة من المدخنين عن عدد السنوات التي يكلفها التدخين من عمر الحادية والعشرين وما فوق. قالوا تسع سنوات. لكن الجواب الحقيقي هو ست، أو سبع سنوات. المدخنون ليسوا مدخنين لأنهم يقللون من مخاطر التدخين. فهم يدخنون حتى لو أفرطوا في تقدير مخاطر التدخين. ومثلما يقول لك أهل كل مراهق، يوحي التناقض الأساسي لدى المراهقين بأنه كلما حارب الكبار التدخين، وتحدثوا عن مخاطره أمام المراهقين، ازدادت رغبة المراهقين في تجربته. إذا نظرت إلى تيارات التدخين خلال الأعوام العشرة الماضية تقريباً، تجد أن هذا ما حدث بالضبط. فالحركة المناهضة للتدخين لم تكن يوما أعلى، أو أكثر بروزاً. إلا أن كل الإشارات توح 124 of 98 المضادة للتدخين لا تلقى بين الشباب الترحيب المطلوب. وبين عامي 1993 وطلاب الجامعات الذين يدخنون من 22.3 في المئة، إلى 28.5 في المئة. وبين عامي 1991 و1997، ازداد عدد تلاميذ المدارس الذين يدخنون بنسبة 32 في المئة. والواقع أنه منذ العام 1998، ارتفع العدد الإجمالي للمراهقين المدخنين في الولايات المتحدة بنسبة 73 فيا لمئة. وظهر عدد قليل من البرامج الصحية في الأعوام الأخيرة، والتي قد أخفقت في مهمتها مثلما فعلت الحرب على التدخين. الدرس هنا هو أنه لا يجدر بنا التوقف عن محاربة السجائر. المهم ببساطة هو أن الطريقة التي كنا نفكر وفقها في أسباب التدخين غير مقبولة كثيراً. لهذا السبب، يعتبر وباء الانتحار في ميكرونيسيا لافتا جداً، ومتطابقا مع مشكلة التدخين. إنه يعطينا طريقة أخرى لمحاولة معالجة مشكلة التدخين عند الشباب.

ماذا لو اتبع التدخين النوع نفسه من القواعد، والطقوس الاجتماعية الغامضة والمعقدة التي تحكم انتحار المراهقين بدل اتباع المبادئ العقلانية للسوق؟ وإذا كان التدخين فعلا وباء مثل الانتحار الميكرونيسي، فكيف يغير ذلك من الطريقة الواجب اعتمادها لمحاربة المشكلة؟

 الملاحظة الأساسية عند الذين يدرسون الانتحار هي أنه في بعض الأماكن والظروف، يمكن لعملية قضاء الشخص على حياته أن تكون معدية، فالانتحار يقود إلى الانتحار. والرائد في هذا المجال هو دافيد فيليبس، عالم اجتماع في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، والذي أجرى عدداً من الدراسات حول الانتحار، وكانت كل واحدة منها تثير الذهول أكثر من التي قبلها. بدأ بإعداد لائحة بكل قصص الانتحار التي وردت في الصفحة الأولى لمعظم الصحف البارزة في المنطقة، خلال العشرين عاماً الممتدة بين أواخر الأربعينيات وأواخر الستينيات. ثم طابقها مع إحصاءات الانتحار في الفترة نفسها. أراد أن يعرف ما إذا كان هناك أية علاقة بين الاثنين. لا شك في أنه كانت توجد علاقة، فمباشرة بعد ظهور قصص الانتحار، كانت حالات الانتحار في المنطقة التي تصل إليها الصحف ترتفع. وفي حالة القصص الوطنية، ارتفع المعدل وطنياً. (أدت وفاة مارلين مونرو إلى زيادة مؤقتة قدرها 12 في المئة في معدل الانتحار الوطني). ثم كرر فيليبس تجربته مع حوادث السير. أخذ قصص الانتحار المذكورة في الصفحة الأولى من “لوس أنجلوس تايمز"، و"سان فرانسيسكو كرونيكل" وطابقها مع الوفيات الناجمة عن حوادث السير في ولاية كاليفورنيا، ووجد النمط نفسه. ففي اليوم الذي يلي انتحاراً حظي بالكثير من التغطية الإعلامية، كان عدد الوفيات الناجمة عن حوادث السير يزداد بنسبة 5.9 في المئة عما هو متوقع. وبعد يومين من قصة انتحار، كانت وفيات حوادث السير ترتفع بنسبة 4.1 في المئة. وبعد ثلاثة أيام، كانت ترتفع بنسبة 3.1 في المئة، وبعد أربعة أيام ترتفع بنسبة 8.1 في المئة (بعد عشرة أيام، يعود معدل الوفيات نتيجة حوادث السير إلى طبيعته). استنتج فيليبس أن إحدى الطرق التي يعتمدها الناس للانتحار هي تحطيم سياراتهم عمداً، وكان هؤلاء الأشخاص عرضة للتأثيرات المعدية للانتحار الذي يحظى بتغطية إعلامية كبيرة، تماما مثل الأشخاص الذين يقتلون أنفسهم بالوسائل التقليدية. إن نوع العدوى الذي يتحدث عنه فيليبس ليس شيئاً عقلانياً، أو حتى واعياً بالضرورة. فهو ليس مثلا لجدل المقنع.

 إنه شيء أكثر دقة من هذا. يقول: “حين أنتظر أمام إشارة المرور، ويكون الضوء أحمر، أتساءل أحياناً ما إذا كان يجدر بي العبور مخالفاً أنظمة السير. ثم يقوم شخص آخر بفعل ذلك، وأنا أفعل ذلك أيضاً. إنه نوع من التقليد. أحصل على إذن للتصرف من شخص آخر يقوم بعمل منحرف. هل هذا قرار واع؟ لا أعرف. قد أتمكن لاحقاً من معرفة الفرق. لكن في الوقت الحاضر، لا أعرف ما إذا كان أي منا يعرف كم قرارنا واع، وكم هو غير واع. القرارات الإنسانية دقيقة، ومعقدة، وغير مفهومة جيدا".

 

يقول فيليبس وفي حالة الانتحار، يمكن لقرار شخص مشهور بالقضاء على حياته أن يفضي إلى التأثير نفسه: إنه يعطي الأشخاص الآخرين، ولا سيما الذين هم عرضة للاقتراحات بسبب عدم نضوجهم، أو مرض عقلي لديهم، الإذن بالشروع في عمل منحرف أيضاً. يتابع فيليبس “قصص الانتحار هي نوع من الإعلان الطبيعي لاستجابة معينة لمشاكلك. لديك كل أولئك الأشخاص غير السعداء، الذين يواجهون صعوبة في اتخاذ قراراتهم لأنهم مكتئبون. إنهم يعيشون مع هذا الألم. هناك الكثير من القصص التي تعلن عن أنواع مختلفة من الاستجابات على ذلك. يحتمل أن يجري بيلي غراهام حملة صليبية في عطلة نهاية الأسبوع تلك؛ هذه استجابة دينية. أو يحتمل أن شخصا ما يعلن لفيلم خيالي للهروب من الواقع؛ هذه استجابة أخرى. تقدم قصص الانتحار بديلا من نوع آخر”.

 فتماماً مثلما يستطيع طوم غو عبر القوة المقنعة لشخصيته - العمل كنقطة تحول في الوباء الشفوي، يعمل الأشخاص الذين يموتون في حوادث الانتحار التي تلقى تغطية إعلانية كبيرة أي الذين يعطي موتهم “إذنا” بالموت للآخرين - كنقاط تحول في أوبئة الانتحار.

 المصدر:

"مقتبس بتصرف من كتاب "نقطة تحول" للمؤلف "مالكولم غلادويل"
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    اوصيك بي خيراً

    النشر : الثلاثاء 28 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    أيُ كتابٍ أثر فيكِ؟.. فكرة جديدة في نادي أصدقاء الكتاب

    النشر : السبت 18 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    أي سر احتواك يا أم القمر

    النشر : الأحد 31 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    الحرمان النفسي وسيكولوجية العقوق.. ارتباطية طردية ونتائج مدمرة

    النشر : الخميس 24 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    وقفة تأملية في سورة محمد ١

    النشر : الأربعاء 13 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    قم بتأسيس ذاكرة جديدة

    النشر : الأحد 12 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 549 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 461 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 402 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 376 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1165 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 675 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 12 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 12 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 12 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 13 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة