لم تكن رحلة مريم مجرد أرقام تُحصي الكتب، بل شهادة على أن القراءة سلاح يُغيّر الأفراد ويُحيي الأمم. بتواضع العالِم وطموح الثائر، تسير مريم بخطى واثقة نحو آفاق أرحب، حاملةً معها إصرار جيل يرفض أن يُحدّ بزمن أو مكان، ويؤمن أن كل كتاب يُقرأ هو خطوة نحو تغيير أكبر.
كان ل موقع (بشرى حياة) حواراً شيّقاً معها..
1. من هي مريم محمد غضبان؟
أنا مريم محمد العيساوي، عمري 14 عامًا، طالبة في الصف الثاني المتوسط في مدرسة فاطمة بنت أسد، قارئة نهمة وطموحة.
2. كيف نظّمتِ وقتكِ لقراءة 300 كتاب؟ وهل واجهتِ صعوبات؟
نظّمت وقتي بين الدراسة والقراءة، وجعلت لكل منهما وقتًا محددًا. كانت هناك صعوبات، لكن الشغف جعل التحدي ممتعًا. بدأت بالجداول السهلة.
"يجب أن نقصر البحر". من أوائل الكتب العميقة التي تعلّقت بها وكانت لحظة لا تُنسى: سياحة في الغرب، مصير الأرواح بعد الموت، عالم البرزخ، وكيف تربح الحياة.
3. هل لديكِ طقوس معينة أثناء القراءة؟
نعم، أحب القراءة في مكان هادئ، ومع كوب شاي أو قهوة، وغالبًا ما أستخدم أوراق الملاحظات لتدوين الاقتباسات.
4. كيف كانت تجربتكِ في "تحدي القراءة العربي"؟ وما الذي دفعكِ للمشاركة؟
كانت تجربة مميزة وغنية بالمعلومات. شاركت في التحدي لأبحر فيه وأغوص في أعماق العلم والمعرفة، وأتنافس بالعلم. شغفي بالكتب، ورغبتي في تمثيل بلدي بفخر، وعشقي للتحديات، وحبي للتحدث باللغة العربية الفصحى، كلّها دفعتني للمشاركة.
5. ما الذكريات أو المواقف التي لا تُنسى خلال رحلتكِ في التحدي؟
أجمل اللحظات كانت عندما رأيت اسمي ضمن قائمة المرشحين، ولقائي بأصدقائي من مختلف الدول، وإذاعة اسمي للصعود إلى الاختبارات.
6. كيف ساهمت القراءة في تشكيل شخصيتكِ؟
جعلتني أُفكر بعمق، وأعبر عن نفسي بثقة، وفتحت لي آفاقًا جديدة.
7. ما الموضوعات التي أصبحتِ تهتمين بها أكثر؟
الكتب الحديثة، وكتب السير الذاتية، والفكر، والتطوير، والكتب الملهمة.
8. من بين الـ300 كتاب، أي كتاب ترك فيكِ أثرًا عميقًا؟
السيرة النبوية.
9. أكثر كتاب أثّر فيكِ؟ ولماذا؟
أكثر كتاب أثّر فيّ وجعلني أؤمن بالحياة أكثر هو القرآن الكريم.
10. كاتب تعتبرينه مُلهمًا؟
كل كاتب ترك بصمة في داخلي، لكنني أحب القراءة للشيخ محمد حسن النجفي القوجاني، وهادي المدرسي، وإبراهيم الفقي، وعلي الطنطاوي، وأيضًا أحب كتابات مُدرّساتي في جمعية المودة والازدهار.
11. ما نصيحتكِ لمن يريد أن يبدأ بالقراءة؟
ابدأ بالقراءة لأنها تجعلك شخصًا أفضل، تتطوّر، ترتقي، وتفهم ذاتك بعمق من خلال المعارف التي تكتسبها. وأوصيكم بالقرآن، فهو هداية للنفس، وذخيرة للعقل، وكنز للمعرفة. ومن الكتب الثقافية أنصح بـ كيمياء القراءة، السيرة النبوية، فاتتني الصلاة.
12. ما نصيحتكِ لمن يجد صعوبة في القراءة؟
ابدأ بالكتب البسيطة والممتعة، لا تجبر نفسك، ومع الوقت ستجد أن القراءة تصبح عادة جميلة.
13. كيف تساعد القراءة الشباب العربي؟
القراءة توسّع الأفق، وتعزز الوعي، وتمنح الشباب أدوات لفهم الواقع ومواجهة تحدياته بثقة.
14. كيف ترين دوركِ في مجتمعكِ؟
أطمح لترك بصمة مؤثرة في وطني، وأن أرفع اسم بلادي عاليًا في المحافل الدولية.
15. ما دوركِ في مجتمعكِ كقارئة؟
أطمح لنشر حب القراءة، وتشجيع أقراني، وترك أثر فكري وثقافي جميل في مجتمعي.
16. جملة تصف حياتك من أحد الكتب؟
"تعلّموا أن الأحلام العظيمة لا حدود لها."
تُلخّص فلسفتها بكلمات بسيطة وعميقة:
"الأحلام العظيمة لا تعرف مستحيلاً، اقرأوا لتُضيئوا الدرب لأنفسكم وللوطن."
هكذا تترك مريم بصمتها: قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل، وشابة تُذكّرنا أن النهضة تبدأ بفكر يقرأ، وقلب يؤمن أن المعرفة كنز لا يفنى.
اضافةتعليق
التعليقات