• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

رغم تكويني

حنين كريم / الثلاثاء 06 تشرين الثاني 2018 / ثقافة / 1703
شارك الموضوع :

فيأتيك الصوت رقيقاً، عذبا يزيدك طمأنينةً وسكينة، هو أول صوت تسمعه وتشعر به لكيانٍ كلهُ ينادي: لاتقلق ياصغيري أنت بأمان معي، في أحشائي، سأرع

-تُرى أين أنا؟!

- ماهذا المكان؟!

-إنهُ مُظلم، لكنهُ آمن!

- أنه مُخيف، لكنه دافىء!

فيأتيك الصوت رقيقاً، عذبا يزيدك طمأنينةً وسكينة، هو أول صوت تسمعه وتشعر به لكيانٍ كلهُ ينادي: لاتقلق ياصغيري أنت بأمان معي، في أحشائي، سأرعاك أكثر من نفسي سأغذيك من دمي وروحي، وتذكر بأنك مُحاطٌ برحمة ربي أكثر مما تحيطك رحمتي، ستبقى هنا في رحْمِي حتى يُبنى جسدك الحبيب بسلام قطعةً قطعة، وخليّةً خلية..

"أسكنتني في ظلماتٍ ثلاث، بين لحمٍ ودمٍ وجلد، لم تشهدني خلقي ولم تجعل إلي شيئاً من أمري".

- لابُد أنّ هذهِ هي أمــي، ما ألطفها وأرأفها، تُرى هل يوجد من هو أرحم منها؟!

هذا الصوت لا بُد أنهُ صوت قلبها، أنه يبعث للأطمئنان..

"لم أزل ظاعناً من صلبٍ إلى رحم"..

تبقى هكذا بين ظلماتك الثلاث في رحلة التسعة أشهر، مستمرٌ في التكوين وأنتَ لاتملك من أمر نفسك شيئاً، حتى إذا أكتملتَ تاماً سويا كاملا، مزقتَ جسدها وروحها لتخرج بسلام، وفي أشد حالاتها أعياءاً وأرهاقا، لم ولن ترتاح حتى يأتيها نبأ هو الأهم والأسعد على قلبها من راحة جسدها:

 "أنه بخير وتام الخلقة"..

"ثم أخرجتني للذي سبق لي من الهدى الى الدنيا تاماً سويا، وحفظتني في المهد طفلاً سويا ورزقتني من الغذاء لبناً مريا وعطفت عليّ قلوب الحواضن وكلفتني الأمهات الرواحم، وكلأتني من طوارق الجان وسلمتني من الزيادة والنقصان، فتعاليت يارحيم يا رحمان".

تامُ الخلقة، كل خلاياك، أعضائك، أجهزتك وأطرافك سالمة وتامة، خُلقت بأبهى صورة وأحسن تقويم..

فتتوالى الأيام، ويستمر سير الزمان وأنت تزداد في كل عام، مُحاطاً بأشد أنواع اللطف والعناية الألهية التي تحفظ لك جسدك من حوادث الأزمان..

ثم ما لبثت أن أصبحت على هيئتك هذه، ظناً منك بأنك كبرت كفايةً لتتحكم بكل شيء، وبأنك وحدك مسؤول عن هذا الجسد وعن سلامته، بأنانية تملكك له تظن أن بأمكانك تدمير ما يحلو لك منه بدم بارد وبحجج واهية، وكأنه ليس أمانة عندك ستُسأل عنها يوماً ما..

نعم، جسدك أمانةً عندك، ذلك الجسد الذي بلحظة تأثر منك كأن تكون لحظة حزن، تمرد، أو تحدي تقرر سحق ما يمكنك سحقه فيه، عن طريق سماعك أكثر أنغامك صخباً - أنغاماً هي من الشدة بحيث ترتج معها أوصال الدماغ وليس فقط عصب السمع الذي هو أرق من خيط رفيع حساسٌ للأهتزازات-.

أو تأخذ سيكارة نتنة بين يديك متبختراً للرجولة ومعانيها التي حُصرت بين أصبعيك وتفكيرك الضيق! تسحب من سمومها نفساً، تلك السموم التي ما صنعها البشر بعبثهم إلا لضررك ولنفع جيوبهم..!

مع كل سحبة من سيكارة أو نفس من أرگيلة تقتل ماشاء الله من الخلايا التي ما زُرعت فيك عبثاً، بل لحاجة الجسم لكفاءة عمل كل خلية منها بحكمة وتقدير من لطيفٍ خبير..

تلك الخلايا هي من الرقة ودقة صنع المبدع، خُلقت لتحتمل خفة الهواء بداخلك وتجعلك تُدخل الهواء وتُخرجه بدون اي شعور لضيق ثقلهُ على صدرك..

مع أول نفس يُسحب، يُعلن جسدك حالة التأهب القصوى التي تجعل الدماغ يعطي أيعازات الطوارئ لتفعيل دفاعات جسمك، فتعمل دفاعات ربك َضد عبثك بأقصى ما أوتيت من قوّة،

تخرج هذه القوة عن طريق نوبات سعال شديدة ومتتالية معلنتاً رفض الجسد لما تدخله اليه كُرها..

وتستمر أنت بالرغم من كل ذلك بأدخال المزيد والمزيد حتى يضطر دماغك لرفع شارة الأستسلام لقرارك، ويعطي أيعازاً للرئة بالقنوط  والخضوع للأمر الواقع، وترك الدفاع نزولاً عند رغبةِ المالك..

نفَسٌ بعد نفَس، تستسلم خلايا رئتيك لأوامركَ بؤدها وهي لازالت فتيّة ومفعمة بالحياة، ويستسلم جسدك لهذا القرار ويحاول التأقلُم مع واقعهُ الجديد -واقعهُ المريض-.

في لحظة حزنٍ، لحظة ضيق أو توتر، يتخذ الأنسان قراراتٌ قد يكلّفهُ دفع ثمنها طيلة حياتهِ..

الحزن والضيق والهم مهما كانت أسبابه وشدته فهو لايعدو كونه مجرد خاطرة مؤقته يمكن التخلص من الخوض في غمارها، بالتحكم بجزء ضئيل جداً من أدراك الدماغ، عن طريق صرف التفكير عن كل ما يُسيئُك -قدر الأمكان-، وتوجيهه نحو أشياء أيجابية:

(لحظات طلب لجوء تركُن فيها بين يدي جبار السماوات والأرض، أو اللجوء لأشياء تحب ممارستها، أو مهارات تستمتع بمزاولتها)..

كل هذا وغيره كفيلٌ بزوال حزنك وهمك تدريجيا، بنعمة النسيان أو التناسي.. أليس في ذلك فيضٌ من اللطف يستحق السجود شكراً.. أكثر من المقت عبثا.

*دعاء الأمام الحسين - عليه السلام - يوم عرفة
*دعاء الامام زين العابدين - عليه السلام - في مكارم الأخلاق..

الانسان
الحياة
الايمان
الامل
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    لعبة الروبلكس.. قنبلة موقوتة في عقول الأطفال

    التربية بين جناحين: دفء الأمومة وأفق العمل

    كيف تبني ثقتك بنفسك؟!

    الأرق ليس مجرد تعب.. دراسة تربطه بزيادة خطر الخرف

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    آخر القراءات

    دور الشباب في تثبيت المبادىء والقيم

    النشر : الأثنين 02 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    أديسون الشرق وفتى العلم الكهربائي: حسن كامل الصباح

    النشر : الأربعاء 15 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    لعنة الصداقة

    النشر : الأثنين 22 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    الأخ.. ملجأ دافئ للفتاة أم سلطة ظالمة؟!

    النشر : الأربعاء 24 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    في ظل التحديات الاقتصادية.. كيف استقبلت الشعوب العربية شهر رمضان؟

    النشر : الأثنين 27 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    أين توجد السعادة؟

    النشر : الثلاثاء 19 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 654 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 537 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 385 مشاهدات

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    • 360 مشاهدات

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    • 357 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 355 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1217 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1178 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1121 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1099 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1081 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 694 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    لعبة الروبلكس.. قنبلة موقوتة في عقول الأطفال
    • منذ 9 ساعة
    التربية بين جناحين: دفء الأمومة وأفق العمل
    • منذ 9 ساعة
    كيف تبني ثقتك بنفسك؟!
    • منذ 9 ساعة
    الأرق ليس مجرد تعب.. دراسة تربطه بزيادة خطر الخرف
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة