• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

غصن نعناع

مروة حسن الجبوري / الأثنين 28 كانون الثاني 2019 / ثقافة / 2865
شارك الموضوع :

كم مرة نظرت إلى المرآة وحدثت نفسي، اعتدت كل يوم أن أقف أمام تلك اللوحة الصافية التي يقال عنها مرآة، أبحث عن شيء جديد في ملامحي، أتمتم مع نفسي

كم مرة نظرت إلى المرآة وحدثت نفسي، اعتدت كل يوم أن أقف أمام تلك اللوحة الصافية التي يقال عنها مرآة، أبحث عن شيء جديد في ملامحي، أتمتم مع نفسي بهمهمات لا يعرفها غيري، عند أول حديث يطرأ في بالي، كيف لهذه الملامح العشرينية أن تظهر بهذه التجاعيد الأربعينية، خيط  من اللون الأبيض، بدأ يلون خصلات شعري، علامة أن الروح قد شاخت ودخلت سن اليأس..

من يفكر في تفاصيل يومه سيجعل في حياته خيوط سوداء تقتل كل شيء أبيض في داخله، ماذا لو أصبحت هذه المرآة تتكلم، هل ستفصح عن أسرار ملامحنا، هل ترى تلك الندوب التي شوهت ملامحنا فأصبحت باهتة، ليس أمرًا هينا، فقد قتلت سنوات الأمل في داخلي، في كل موقف كان يمر اسرفت في التدقيق في التفاصيل وحملت الهموم قبل أوانها لذا يجدر بي أن لا أعاتب هذه الملامح الصفراء، ولا تلك اللوحة الصافية فأنا من شوهت صورتها..

بنبرة غضب أمسكت ورقة الصحف ومسحت آثار وجهي من المرآة، لكنها بقيت عالقة وكلما اقتربت ظهرت، كانت صرختي تضج في الغرفة، ما هذه الهموم والأحزان، متى ستنتهي، جاءني الجواب من جدتي التي كانت تنظر الي وأنا أحاور مرآتي، ابتسمت وهي تنفض عن صدري الهموم، قائلة: حفيدتي إن هذه المرآة صافية وملامحك أيضا صافية لكن هناك في زوايا قلبك شيء أكبر من هذا العمر الذي تحملين رقمه جعلك تشعرين بسواد هذه الدنيا، يا صغيرتي لا أحد ينجو من مصاعب الحياة  وكل انسان يحمل ما يكفيه من الحزن والقلق، وكل ما يتطلب منكِ الآن هو أن تعرفي معنى الاعتدال في الحياة فلا حزن مفرط ولا سعادة تامة، واعرفي كيف توازنين بين متطلبات الجسد والروح، فالتوازن يا حفيدتي هو إعطاء كلّ شيء قدره من غير زيادة أو نقصان، وكذلك الأمر بالنسبة للاعتدال..

وليس فقط في الجانب النفسي فهناك اعتدال في كل شيء في الحياة، حتى العبادة وأدائها وفق شروطها وأركانها، لذا فرض الله الصلوات الخمس وأعطى الأجر والثواب لمن قام بالنوافل والمستحبات، والاعتدال في رعاية الصحة للإنسان كالطعام والشراب، والمعاشرة الاجتماعية بضوابط دينية وأخلاقية والعلاقات الإنسانيّة..

وعلى الجانب الروحي أيضا فلا يمكن أن تحملي هم الغد وانتِ لم تعيشيه بعد، وهم الأمس فهو مفقود ولا يمكن أن يعود، تذكرت أن هناك قصة لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) عندما دخل الْحارِث‏ الْهمدانِي‏ على أَمِير المؤمنين (عليه السلام) وهو مثقل بالهموم متكأ على عكازيه وكان مع مجموعة من الشيعة، فَأخذ الْحَارِث يَتَأَوَّدُ فِي مِشيَتِهِ وَيَخْبِطُ الْأَرْضَ بِمِحْجَنِهِ وَكَانَ مَرِيضاً، وكانت لحارث منزلة قريبة جدا من الامام علي، تعجب الامام من حالة حارث وسأله كَيْفَ تَجِدُكَ، يَا حَارِثُ؟

أجاب: نَالَ الدَّهْرُ مِنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَزَادَنِي أُوَاراً وَغَلِيلًا اخْتِصَامُ أَصْحَابِكَ بِبَابِكَ.

علم الامام أن لدى حارث هم كبير فرد (عليه السلام): وَفِيمَ خُصُومَتُهُمْ.

 يزفر حارث عن حسرته ويقول: فِي شَأْنِكَ وَالْبَلِيَّةِ مِنْ قِبَلِكَ، فَمِنْ مُفْرِطٍ غَالٍ وَمُقْتَصِدٍ قَالٍ، وَمِنْ مُتَرَدِّدٍ مُرْتَابٍ لَا يَدْرِي أَيُقْدِمُ أَوْ يُحْجِمُ.

 فرد أمير المؤمنين: فَحَسْبُكَ يَا أَخَا هَمْدَانَ، أَلَا إِنَّ خَيْرَ شِيعَتِي النَّمَطُ الْأَوْسَطُ، إِلَيْهِمْ يَرْجِعُ الْغَالِي، وَبِهِمْ يَلْحَقُ التَّالِي.

تمنى حارث بعدما سمع كلام أمير المؤمنين يا حفيدتي ان يكشف الرين عن  قلبه ويكون على بصيرة من أمره، فأكمل الامام حديثه مع الهمداني وحتى قال: "لا تعرف الحق بالرجال اعرف الحق تعرف أهله"*..

يا حلوتي من عرف الحق بالرجال حار في متاهات الضلال، الطريق إلى الحق يا حفيدتي منى، هو اجتناب أمور الباطل، في كل مجال حياتكِ، في الجامعة مع الصديقات عندما تعرفين أن هذا الامر باطل تعرفين جماعته، ففي هذه الأيام كثر الباطل من المغريات (الغناء وأكل الحرام وقتل النفس..) واتبعي الحق فهو كفيل بأن يزيل عنكِ تجاعيد الباطل وستزهين كما يزهر غصن النعناع يا صغيرتي.

*(مقتبسه من حديث الامام علي  للحارث الهمداني في نهج البلاغة)
الانسان
الحياة
الحزن
الامام علي
قصة
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    نادية شلاش
    العراق2019-01-30
    السلام عليكم ورحمة ألله وبركاته..،موفقين في طرح البحث ،الناس اغلبها على بساطتها ولاتعلم مايدور حولها واساليب الغش لدى ضعاف النفوس التي همها الكسب على حساب هؤلاء البسطاء ليس لهم ذمة ولا ضمير ،المفروض نشر حملات او فرق جواله لتنبيه الناس خطورة ذلك او نشر بوسترات او عن طريق القنوات التلفزيونية ،وافهام الناس هذا الموضوع .اذا قلت لكم اني اشتريت ماءمن اماكن مرخصة وليست من الباعة المتجولين وبعد يومين وجدت الطحالب تغزو العبوة التي فيها الماء وعندما اخبرت صاحب المحل قال لي لا ان مائه خاضع للرقابة ويجوز اني قد وضعت العبوة امام الشمس ،وانا لم اقم بما ادعى ،فهو وضع اللوم.علي واستبدلت العبوة بجديدة وحدث نفس الشي ،اذن على من يقع اللوم ... المظلوم الاكبر هو المواطن.المستهلك، وامره الة الله..

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    كيف سيغير الميتافيرس حياتنا؟ وما هو الميتافيرس؟

    النشر : الثلاثاء 05 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    رتّب أفكارك مرةً أخرى في مرحلة المراهقة

    النشر : الأربعاء 29 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    متلازمة توقف التنفس أثناء النوم وأهم الخطوات لعلاجه

    النشر : الأثنين 30 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    استطلاع رأي: الصداقة بين الرجل والمرأة حقيقة أم وهم؟

    النشر : الخميس 07 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    ما هي مظاهر الحرية في الاسلام؟

    النشر : الخميس 13 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    كيف يؤثر التخطيط لحياتك مع بداية العام الجديد في صحتك النفسية؟

    النشر : الأربعاء 05 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1045 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 420 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 356 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 347 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 341 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 337 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3483 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1120 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1093 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1086 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1045 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1012 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • الخميس 19 حزيران 2025
    الإستجارة في عائلتي
    • الخميس 19 حزيران 2025
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • الخميس 19 حزيران 2025
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • الخميس 19 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة