• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قصة جورجيا: من الكنيسة إلى صالون التجميل

ليلى قيس / الثلاثاء 06 ايلول 2022 / تطوير / 1553
شارك الموضوع :

هكذا، جمعت مجموعة من مزيني الشعر في المدينة، وأخضعتهم لسلسلة من دورات التدريب

منذ زمن غير بعيد، بدأت ممرضة اسمها جورجيا سادلر حملة لزيادة المعرفة، والوعي حول داء السكر وسرطان الثدي في المجتمع الأسود في سان دييغو. أرادت إنشاء حركة تهدف إلى الوقاية، وهكذا بدأت تجري المحاضرات في كنائس العرق الأسود في المدينة.

إلا أن النتائج كانت مخيبة للأمل. “قد يكون هناك مئتا شخص في الكنيسة، لكن يبقى منهم عشرون شخصا تقريباً، والأشخاص الذين يبقون هم أشخاص يعرفون أصلا الكثير عن هذه الأمراض ويريدون فقط معرفة المزيد. كان هذا مخيبا للأمل”. لم تستطع سادلر جعل رسالتها تنتشر خارج تلك المجموعة الصغيرة. أدركت أنها بحاجة إلى سياق جديد. قالت: “أظن أن الأشخاص كانوا متعبين وجائعين بعد القداس. فنحن جميعاً نعيش حياة مشغولة. أراد الناس الذهاب إلى المنزل”. لذا، كانت بحاجة إلى مكان تشعر فيه النساء بالاسترخاء، ويتقبلن الأفكار الجديدة، ويملكن الوقت، والفرصة لسماع شيء جديد. كما كانت بحاجة إلى باعث جديد، إلى شخص موصل، بائع، وصاحب خبرة نوعا ما.

كانت بحاجة إلى طريقة جديدة وأكثر التصاقا لتقديم المعلومات. وكانت بحاجة أيضا إلى جعل كل تلك التغييرات تحدث بطريقة لا تتخطى المقدار الصغير من المال الذي جمعته من مختلف المؤسسات ومجموعات التمويل.

حلها؟ نقل الحملة من الكنائس، إلى صالونات التجميل. تقول سادلر: “إنه جمهور مفتون، فهؤلاء النساء يمكثن في الصالون لمدة تتراوح ما بين ساعتين وثماني ساعات إذا أردن ضفر شعرهن". كما يملك مزين الشعر علاقة خاصة. “حين تعثر على شخص يستطيع الاعتناء بشعرك، تقود مئات الأميال للوصول إليه. مزين الشعر هو صديقك، فهو يرافقك من حفلة تخرج الثانوية، إلى زفافك، ومولودك الأول. إنها علاقة طويلة الأمد، علاقة ثقة. فأنت تتخلين فعلياً، وصورياً عن شعرك في الصالون”. ثمة شيء في مهنة مزين الشعر أيضاً يبدو أنه يجذب نوعاً معيناً من الأشخاص، فهو شخص يتواصل بسهولة وجيداً مع الآخرين، شخص يملك مجموعة كبيرة من المعارف.

تقول سادلر: “إنهم مولعون بالحديث بصورة طبيعية. فهم يحبون التحدث إليك، ويميلون لأن يكونوا بديهيين جدا لأنهم يبقون عينا عليك، ويلاحظون كيف مع زبونته.

"هكذا، جمعت مجموعة من مزيني الشعر في المدينة، وأخضعتهم لسلسلة من دورات التدريب. أحضرت اختصاصياً في الفولكلور ليساعد على تدريب مزيني الشعر في تقديم معلوماتهم بشأن سرطان الثدي بطريقة مقنعة. تقول سادلر: “أردنا الاعتماد على الطرق التقليدية للتواصل، فهذا ليس صفا رسميا. أردنا جعل الأمر شيئاً ترغب النساء في المشاركة به، ونقله إلى الآخرين. وكم يسهل نقل المعرفة على شكل قصة؟".

كانت سادلر تزود الصالونات دوماً بمجموعة من المعلومات الجديدة، والأنباء السارة، والأخبار المستهلة للأحاديث بشأن سرطان الثدي، بحيث أنه كلما عادت زبونة إلى الصالون، كان مزين الشعر يستفيد من تلميح معين للشروع في المحادثة. كتبت المعلومات بأحرف كبيرة، ووضعتها على أوراق مصفحة تتحمل التقلب المحموم في صالون التزيين. كما أعدت برنامج تقييم لمعرفة ما الذي أجدى نفعاً، وكيف نجحت في تغيير المواقف وحث النساء على الخضوع لصور الثدي، واختبارات داء السكر. ووجدت فعلا أن البرنامج قد نجح. يمكن فعل الكثير بالقليل.

لم تذهب سادلر إلى المعهد الوطني للسرطان أو إلى وزارة الصحة في ولاية كاليفورنيا لطلب ملايين الدولارات، وإجراء حملة معقدة لتحفيز الوعي العام عبر مختلف الوسائل الإعلامية، كما أنها لم تذهب وتطرق أبواب المنازل في ضواحي سان دييغو وتطلب توقيع النساء على صور مجانية للثدي، ولم تمطر الموجات الإذاعية بنداء مستمر للوقاية والاختبار. بل عوضا عن ذلك، أخذت الميزانية الصغيرة التي لديها، وفكرت في كيفية استعمالها بطريقة ذكية. لقد غيرت سياق رسالتها، غيرت باعث الرسالة، وغيرت الرسالة نفسها. ركزت جهودها.

هذا هو الدرس الأول من نقطة التحول. إن استهلال الأوبئة يحتاج إلى تركيز الموارد على بعض المجالات الأساسية.

لهذا السبب، يعتبر التغير الاجتماعي متقلبا، وغير مبرر في أغلب الأحيان لأن التقلب، وعدم التبرير يكمنان في طبيعتنا جميعاً. لكن إذا كان هناك صعوبة وتطاير في عالم نقطة التحول، فهناك أيضاً مقدار كبير من الأمل. فبمجرد تحديد حجم المجموعة، نستطيع تحسين تقبلها للأفكار الجديدة بشكل كبير. وبمجرد إصلاح طريقة تقديم المعلومات، نستطيع تحسين التصاقها.

وبمجرد العثور والوصول إلى أولئك الأشخاص القلائل الذين يملكون الكثير من القوة الاجتماعية، نستطيع صياغة مسار الأوبئة الاجتماعية. في النهاية، نقاط التحول هي إعادة تأكيد على إمكانية التغير وقوة العمل الذكي.

انظر إلى العالم حولك، إنه يبدو مثل مكان غير متحرك، ولا سبيل إلى تغييره، لكنه ليس كذلك، فمع أقل دفعة - في المكان الصحيح - يمكن تحويله.

المصدر:
(مقتبس بتصرف من كتاب "نقطة تحول" للمؤلف "مالكولم غلادويل")
قصة
النجاح
أمراض
مفاهيم
الشخصية
مهارات
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    تمكين المرأة من خلال سيرة السيدة زينب

    النشر : الخميس 16 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    حتمية الطفوف وإشهار السيوف

    النشر : الأربعاء 27 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    النشر : الخميس 12 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    الأبناء.. الضحايا الأكبر للخيانة الزوجية

    النشر : الثلاثاء 22 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    الغرق في متاهات الحياة

    النشر : الثلاثاء 02 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    الأكل على متن الطائرة.. هل هو صحي؟

    النشر : الخميس 13 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 367 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 345 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 5 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 5 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 5 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة