• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

خلود الذكريات

هدى المفرجي / الأحد 17 شباط 2019 / ثقافة / 2629
شارك الموضوع :

لقد فقدنا شخصا واحدا، لماذا يبدو العالم فارغا هكذا؟نسيت أن أخبرك، الأمس قبل أن أستيقظ بأن الأمر كله كان مزحة، لم يحدث أبدا أن تلونت الحياة ف

لقد فقدنا شخصا واحدا، لماذا يبدو العالم فارغا هكذا؟

نسيت أن أخبرك، الأمس قبل أن أستيقظ بأن الأمر كله كان مزحة، لم يحدث أبدا أن تلونت الحياة في غيابك لم يحدث ذلك أبدا ولم يحدث أن حزنت ذلك الحزن على غائب من قبل أو بعد، كل من مروا في منامي كانوا سرابا إلا أنت كانت رائحتك تسبقك وتملأ المكان كعبق الياسمين بل إن صوتك في وقتها كان رئة ثالثة أتنفس بها وقلبا ثانيا ينبض بي وأنا أغرق في تفاصيلك في كل تلك المرات وأود لو أن المنام يطول لاحتضنك حد ذوبان الشوق ولن يذوب لأنني اشتقت إليك كثيرا ياجدي..

أصبحت لا أحب شيئا كاملا قط، دائما أترك مسافة بيني وبين الآخرين مهما كان قربهم لأنني أدركت لوعة الوداع وألم الفراق حين فارقتنا وأدركت أن الفراق مراحل يبدأ بأول لوعة ثم ينتهي بصمت تام، حينما نصل هذه المرحلة ندرك أننا بتنا أجسادا بأجزاء من الروح، كل جزء يذهب مع عزيز كما أبصرت ذلك بعين أمي حين غادرت أنت، كادت تغادر روحها بعدها غادر آخر فبكت بحرقة ثم آخر.

صرخت من القلب والبرود استأصل جزءا كبيرا منها وسكنها الهدوء بعدها فاعتادت الرحيل، ثم تمر الأيام ونتناسى لكن تبقى الذكرى قابعة بالأعماق..

نسيت أن أخبرك ياجدي أنني كبرت كثيرا وأدركت كثيرا حتى بت أقرأ عيني ابنتيك وقلبي يحترق قبلهن وعيني تبتسم لعلي أنتشل ما في الأعماق لكن لم أستطع ان أبتسامة عينيك التي تنقذ الغريق من عمق المياه وترويه الحياة في عمق الأسى وإني أدرك أن فراغ الروح لايملأه العالم بأسره وأنت كنت الروح فكيف نملأ أنفسنا، ماضرك لو برأفة في رؤياك ترد الروح باللهفة ويستمر الشوق بلا نهاية وربما اللقاء هو النهاية.

كم هو الأمر مؤلم بشكل مضحك حينما تخسر الأشخاص فتظن أنك تستطيع البعد ثم تدرك بعدها أنك مازلت عالقا بتلك اللحظة، الغصة والنظرة الأخيرة ثم نندم قائلين، ماذا لو أنه لم يحدث ماحدث، ماذا لو كانت آخر لحظاتنا بقربهم وأن الأمس كان مخصصا لهم لنشبع أعيننا وأرواحنا من كل تفاصيلهم لنحفظ آخر كلماتهم ونقصها على أنفسنا كل يوم.

ونبقى نقول (ماذا لو) دون فائدة والأسوء أننا مازلنا على نفس حالنا لم نتغير ولم نحتضن كل من فينا وكأننا ضمنّا وجوده غدا، والحقيقة لاضمان لكننا لاندرك قيمة الأشياء إلا بعد فقدها، في حين أنه يجب أن نخبر من نحبهم يوميا أننا نحبهم وأنهم أنفاسنا فلربما غدا لن يكونوا بجانبنا أو أننا الذين سنغادر، فيبقى عطرنا وكلماتنا الجميلة هي آخر ماسمعته اذانهم وحفظته أذهانهم. فلماذا لانكون وردا ينشر جماله في وجوده وحتى بعد الغياب يبث عطره، لماذا نحن نبتعد عن السعادة كل هذا البعد ونحتضن لحظات الحزن بشكل مبالغ به ونحن حتما ندرك أن الأمس رحل والغد غير مضمون، لماذا كل هذا التعصب على أنفسنا بينما نحن نستطيع أن نجعل كل يوم عيد ونترك للعام يوم للأسى وهو الرحيل.

أما نحن وربما هم فلا صحة للمقولة التي تنص أن (الألم والمعاناة لاسبيل للخلاص منها، ومن يجد سبيلا فاعلم حينها أنه قد مات)، تلك مقولة كاذبة فالخلاص قابع فينا ونحن من نجعل منه أياما ونحن من نضمر الشعور به لساعات أو دقائق ونترك كل شيء بداخلنا يترجم على شكل صداع بينما كان يجب أن يترجم بشكل سعادة متناسين أن لحظات الود لها علينا ألف حق وحق فقط علينا أن نعي أن الحياة جميلة.

الأوقاتُ السعيدة كثيرةٌ جدًّا، وما هو آتٍ لك في الأيام القادمةِ أفضلُ ممَّا مضى، وأكثر رخاءً وتوفيقًا. السعادة قابعة في أعماقنا ونحن من نستطيع أن نجعلها تنتشر ونحن من يركن نفسه بالزاوية منتظرا من الله أن يخرجه من حزنه دون أن يفعل شيئا، فقط تحرك وسترى كم أن الله يبث فيك الحياة بشكل لايوصف فإن دعوتَه أجابك، وإن سألتَه أعطاك، وإن استجرتَ به أجارك، وإن استعَذْتَ به أعاذك؛ كريمٌ يستحي إذا رفعتَ إليه يديك أنْ يردَّهما خائبتينِ فقط قل: (ياالله أناجيك بقلب أيوب ولست ببالغ صبره.. لكنني أناجيك).

الانسان
الحياة
الموت
الحزن
الايمان
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    فاكهة الخلد دم الحسين.. الشهيد علي بن قرضة

    النشر : الأحد 14 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    ماهو قصور الدرقية الدراقي؟

    النشر : السبت 03 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    مشروع الثقافة بين الدين والمجتمع في رؤية الفقيه الشيرازي

    النشر : الأربعاء 06 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    طاقات تحت السبائك

    النشر : الثلاثاء 20 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    عيد الغدير.. يوم إكمـــال الديــــن وتبيلغ الرسالة

    النشر : الأثنين 18 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    ماهي علاقة الصحة العقلية بالتغذية؟

    النشر : الأربعاء 22 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1034 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 400 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 351 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 342 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 339 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 333 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3473 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1106 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1083 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1053 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1034 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1004 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • الخميس 19 حزيران 2025
    الإستجارة في عائلتي
    • الخميس 19 حزيران 2025
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • الخميس 19 حزيران 2025
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • الخميس 19 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة