• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

بائع الأقفال

زينب الاسدي / السبت 13 نيسان 2019 / ثقافة / 3152
شارك الموضوع :

اجتمع جمع من الطلبة في بهو القاعة الدراسية المتربعة في قلب المدينة الصاخبة، كل ما فيها كان يتحدى التكلف بازدراء، ويهمس في الأذن الصاغية أنه

اجتمع جمع من الطلبة في بهو القاعة الدراسية المتربعة في قلب المدينة الصاخبة، كل ما فيها  كان يتحدى التكلف بازدراء، ويهمس في الأذن الصاغية أنه يمكن صناعة الحياة بحياكة بسيطة وسبر أغوار الحكمة بأقل الزاد.

نظر أحدهم إلى باقي رفاقه بحالة من اليأس؛ تُبين بجلاء سقوطه في أحابيل خيبة الأمل:

ماذا سنفعل؟!

لقد باءت كلُ خططنا بالفشل.

أومأ رفيقه بحيرة، وهو يرفع عمامته البيضاء الملفوفة بعناية خاصة، حيث توالت طبقاتها تباعاً برتابة أنيقة وحركات دائرية متكررة، انتهت بحنك أحاط ذقنه، فأضاف على وجهه شيئاً من وهج الإيمان؛ لكنه لم يخف هموده البادي على محياه:

لقد قمنا بكل المآثر الواردة من أجل اللقاء بالإمام الحجة (عج) ولابد من وجود خلل في مكان ما،  نقطة غابت عنا أو غفلنا عنها.

مضت خطى الأيام تسجل تراكماً في دفتر العمر دون هوادة، حتى جاءهم الخبر أن المولى سيكون متواجداً في صحن الإمام الحسين (ع) في اليوم الفلاني.

كان وقع الخبر صاعقا وغير متوقع، أحال هدوء الساعات الرتيبة الروتينية، إلى تلاطم هائج يسير بالطلبة إلى عالم الأحاجي الغريب في متاهات لا تعرف الوصول.

استعد كل منهم للسفر..

كان الفجر مشبعاً برذاذ خفيف ما لبث أن تلاشى مع الخيوط الأولى من أشعة الشمس النافذة في كل الإتجاهات، لم يكن في اليوم مناسبة خاصة؛ دخلوا في الرواق المطل على الساحة، بدا الصحن غير الصحن والمقام غير المقام.

كانت الجدران تتمتم بتمائم غير معهودة، كأنها تعزف إيقاعاً تتراقص على أثر ابتهالاتها ثريات السقف المزين بقطع المرايا العاكسة لمطامير النفوس، بينما ينشغل القليل من الناس بأداء مناسك الزيارة بأصوات موسيقية ما ورائية.

أخذوا بالبحث عن أي شئ غريب يوحي بجديد.

تراءى لهم على بعد خطوات؛ شاب في جانب من الصحن الشريف قد انشغل ببسطة عرض فيها للبيع مفاتيح بلا أقفال، وأقفال بلا مفاتيح، وأقفال مع مفاتيحها، حيث كان هذا الأمر سائداً آنذاك في العراق، تلك البقعة الملتهبة بالعجائب والغرائب دائماً وأبداً!.

تقدم نحو البائع شاب عفيف بدا في هندامه صراع مرير للملمة ملامح الفقر الفاحش، فقال بتململ:

عندي قفل ليس له مفتاح، أرجو أن تشتريه مني بسعر مناسب لأعيل أيتاماً ينتظرون الطعام!

 راح الأخير يبحث في أقفاله حتى وجد مفتاحاً لقفل الرجل فقال له:

إن قيمة قفلك فلس واحد، ومفتاحي أيضا فلس واحد، وقيمة كليهما معاً خمسة فلوس؛

سأبيعك المفتاح (بالدين) بفلس واحد.

نظر الشاب إلى بائع القفل بحيرة، بينما راح الآخر يستأنف المعاملة قائلاً:

بعني قفلك ومفتاحك بخمسة فلوس! 

قبل الشاب، فأخذ أربعة فلوس بعد أن أرجع للبائع فلسه الذي استدانه.

وقف الطلاب مذهولين من هذه المعاملة وكل ينظر  إلى الآخر باستغراب.

كان قد جلس عند بائع القفل رجل يبدو وكأنه يرجع من مكان قصي وزمان سحيق، في محياه سيماء الصفاء، يكاد المرء يسمع من حوله همسات الملائكة ورفيف أجنحتها الأثيرية، حسن الوجه قد انحسر الشعر عن جانبي جبهته، طويل الأنف، وجهه كالقمر الدري..

قام وتوجه نحوهم تحيطه هالة من الخشوع الصامت وقال: كونوا كهذا الشاب (مشيراً إلى ذلك البائع) حتى يزوركم الإمام بنفسه، ثم ذهب عنهم غائباً في اللامكان.

هاج الطلبة بينهم متسائلين من كان هذا الشخص؟!

فقال أحدهم فزعاً:

لعله الإمام؟!

أخذ كل منهم جانباً من الصحن يبحث فيه عن الرجل ولكن دون جدوى!

لقد كان غائباً في طيات نفوسهم التي تختلط فيها موازين التعامل، حيث لابد من شحذ الهمة للصيقلة من جديد.

 كان الشيخ مرتضى الأنصاري من كبار علماء الشيعة في القرن الثالث عشر، وقد تصدى للمرجعية بعد الشيخ (محمد حسن النجفي) صاحب الجواهر، واشتهر بالشيخ الأعظم ولقب بخاتم الفقهاء والمجتهدين، كما يعتبر كتاباه الرسائل والمكاسب من أمهات الكتب العلمية التي غيرت مسار الحركة الفقهية في الأوساط الحوزوية.

في بدايات دراسته العلمية كان منشغلاً بحرفة بيع المفاتيح والأقفال حيث يكتسب عدة ساعات في اليوم ليحصل على ما يستطيع به إمرار معاشه..

الانسان
الايمان
قصة
الامل
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    لعبة الروبلكس.. قنبلة موقوتة في عقول الأطفال

    التربية بين جناحين: دفء الأمومة وأفق العمل

    كيف تبني ثقتك بنفسك؟!

    الأرق ليس مجرد تعب.. دراسة تربطه بزيادة خطر الخرف

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    آخر القراءات

    اضاءات بلاغية في الخطبة الفدكية

    النشر : الخميس 08 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    سبع الدجيل.. مسهّل الشدّات وباب للحوائج

    النشر : الثلاثاء 28 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    من أين تأتي أهمية عاشوراء؟

    النشر : الأربعاء 10 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    مرآة عقلك

    النشر : الخميس 18 آب 2016
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    نظريات الإدارة الكلاسيكية والمعاصرة

    النشر : الأحد 10 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    لماذا تعيش النساء أطول من الرجال؟ طبيبة تكشف سر بنات حواء!

    النشر : الخميس 11 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 660 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 543 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 387 مشاهدات

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    • 369 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 361 مشاهدات

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    • 358 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1220 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1179 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1127 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1102 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1083 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 696 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    لعبة الروبلكس.. قنبلة موقوتة في عقول الأطفال
    • منذ 12 ساعة
    التربية بين جناحين: دفء الأمومة وأفق العمل
    • منذ 12 ساعة
    كيف تبني ثقتك بنفسك؟!
    • منذ 12 ساعة
    الأرق ليس مجرد تعب.. دراسة تربطه بزيادة خطر الخرف
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة