• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

بائع الأقفال

زينب الاسدي / السبت 13 نيسان 2019 / ثقافة / 2955
شارك الموضوع :

اجتمع جمع من الطلبة في بهو القاعة الدراسية المتربعة في قلب المدينة الصاخبة، كل ما فيها كان يتحدى التكلف بازدراء، ويهمس في الأذن الصاغية أنه

اجتمع جمع من الطلبة في بهو القاعة الدراسية المتربعة في قلب المدينة الصاخبة، كل ما فيها  كان يتحدى التكلف بازدراء، ويهمس في الأذن الصاغية أنه يمكن صناعة الحياة بحياكة بسيطة وسبر أغوار الحكمة بأقل الزاد.

نظر أحدهم إلى باقي رفاقه بحالة من اليأس؛ تُبين بجلاء سقوطه في أحابيل خيبة الأمل:

ماذا سنفعل؟!

لقد باءت كلُ خططنا بالفشل.

أومأ رفيقه بحيرة، وهو يرفع عمامته البيضاء الملفوفة بعناية خاصة، حيث توالت طبقاتها تباعاً برتابة أنيقة وحركات دائرية متكررة، انتهت بحنك أحاط ذقنه، فأضاف على وجهه شيئاً من وهج الإيمان؛ لكنه لم يخف هموده البادي على محياه:

لقد قمنا بكل المآثر الواردة من أجل اللقاء بالإمام الحجة (عج) ولابد من وجود خلل في مكان ما،  نقطة غابت عنا أو غفلنا عنها.

مضت خطى الأيام تسجل تراكماً في دفتر العمر دون هوادة، حتى جاءهم الخبر أن المولى سيكون متواجداً في صحن الإمام الحسين (ع) في اليوم الفلاني.

كان وقع الخبر صاعقا وغير متوقع، أحال هدوء الساعات الرتيبة الروتينية، إلى تلاطم هائج يسير بالطلبة إلى عالم الأحاجي الغريب في متاهات لا تعرف الوصول.

استعد كل منهم للسفر..

كان الفجر مشبعاً برذاذ خفيف ما لبث أن تلاشى مع الخيوط الأولى من أشعة الشمس النافذة في كل الإتجاهات، لم يكن في اليوم مناسبة خاصة؛ دخلوا في الرواق المطل على الساحة، بدا الصحن غير الصحن والمقام غير المقام.

كانت الجدران تتمتم بتمائم غير معهودة، كأنها تعزف إيقاعاً تتراقص على أثر ابتهالاتها ثريات السقف المزين بقطع المرايا العاكسة لمطامير النفوس، بينما ينشغل القليل من الناس بأداء مناسك الزيارة بأصوات موسيقية ما ورائية.

أخذوا بالبحث عن أي شئ غريب يوحي بجديد.

تراءى لهم على بعد خطوات؛ شاب في جانب من الصحن الشريف قد انشغل ببسطة عرض فيها للبيع مفاتيح بلا أقفال، وأقفال بلا مفاتيح، وأقفال مع مفاتيحها، حيث كان هذا الأمر سائداً آنذاك في العراق، تلك البقعة الملتهبة بالعجائب والغرائب دائماً وأبداً!.

تقدم نحو البائع شاب عفيف بدا في هندامه صراع مرير للملمة ملامح الفقر الفاحش، فقال بتململ:

عندي قفل ليس له مفتاح، أرجو أن تشتريه مني بسعر مناسب لأعيل أيتاماً ينتظرون الطعام!

 راح الأخير يبحث في أقفاله حتى وجد مفتاحاً لقفل الرجل فقال له:

إن قيمة قفلك فلس واحد، ومفتاحي أيضا فلس واحد، وقيمة كليهما معاً خمسة فلوس؛

سأبيعك المفتاح (بالدين) بفلس واحد.

نظر الشاب إلى بائع القفل بحيرة، بينما راح الآخر يستأنف المعاملة قائلاً:

بعني قفلك ومفتاحك بخمسة فلوس! 

قبل الشاب، فأخذ أربعة فلوس بعد أن أرجع للبائع فلسه الذي استدانه.

وقف الطلاب مذهولين من هذه المعاملة وكل ينظر  إلى الآخر باستغراب.

كان قد جلس عند بائع القفل رجل يبدو وكأنه يرجع من مكان قصي وزمان سحيق، في محياه سيماء الصفاء، يكاد المرء يسمع من حوله همسات الملائكة ورفيف أجنحتها الأثيرية، حسن الوجه قد انحسر الشعر عن جانبي جبهته، طويل الأنف، وجهه كالقمر الدري..

قام وتوجه نحوهم تحيطه هالة من الخشوع الصامت وقال: كونوا كهذا الشاب (مشيراً إلى ذلك البائع) حتى يزوركم الإمام بنفسه، ثم ذهب عنهم غائباً في اللامكان.

هاج الطلبة بينهم متسائلين من كان هذا الشخص؟!

فقال أحدهم فزعاً:

لعله الإمام؟!

أخذ كل منهم جانباً من الصحن يبحث فيه عن الرجل ولكن دون جدوى!

لقد كان غائباً في طيات نفوسهم التي تختلط فيها موازين التعامل، حيث لابد من شحذ الهمة للصيقلة من جديد.

 كان الشيخ مرتضى الأنصاري من كبار علماء الشيعة في القرن الثالث عشر، وقد تصدى للمرجعية بعد الشيخ (محمد حسن النجفي) صاحب الجواهر، واشتهر بالشيخ الأعظم ولقب بخاتم الفقهاء والمجتهدين، كما يعتبر كتاباه الرسائل والمكاسب من أمهات الكتب العلمية التي غيرت مسار الحركة الفقهية في الأوساط الحوزوية.

في بدايات دراسته العلمية كان منشغلاً بحرفة بيع المفاتيح والأقفال حيث يكتسب عدة ساعات في اليوم ليحصل على ما يستطيع به إمرار معاشه..

الانسان
الايمان
قصة
الامل
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    تجمّل بما يحافظ على صحتك

    النشر : الأثنين 01 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    في أوقات الصيف الحارة.. تعرّف على  فوائد ماء جوز الهند

    النشر : الخميس 03 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    كلمات الى ولدي

    النشر : السبت 14 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الخدمة الحسينية: هل تنتهي بعد الأربعين؟

    النشر : الأربعاء 29 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    ماهي أسباب حب الشباب بعد سن الثلاثين؟

    النشر : السبت 20 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    وعيٌ غير واعً

    النشر : الخميس 22 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1044 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 420 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 355 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 346 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 341 مشاهدات

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    • 336 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3479 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1117 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1091 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1086 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1044 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1012 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • الخميس 19 حزيران 2025
    الإستجارة في عائلتي
    • الخميس 19 حزيران 2025
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • الخميس 19 حزيران 2025
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • الخميس 19 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة