• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

وحان اللقاء

هدى محمد الحسيني / الخميس 15 آب 2019 / ثقافة / 1824
شارك الموضوع :

أذكر تلك الظهيرة ولا أدري ماذا أسميها، الظهيرة المشؤومة؟ أم الظهيرة التي أشعلت مشاعري وحركت فيَّ الحياة؟! كنت ميتةً تماماً، أدبُ على وجه ال

لم يكن حلمها سراباً، لقد أحبته فعلاً بكل جوارحها، لم يكن يومها يمر لو لم ترَ وجهه وتسمع ضحكته الموسيقية.

أذكر تلك الظهيرة ولا أدري ماذا أسميها، الظهيرة المشؤومة؟ أم الظهيرة التي أشعلت مشاعري وحركت فيَّ الحياة؟! كنت ميتةً تماماً، أدبُ على وجه الأرض بلا مشاعر ولا أحاسيس، أفتقد جميع العواطف؛ عاطفة الأمومة والأبوة والأخوة ووو.. محاطة بالجميع وكأنهم لا شيء لا أحد يهتم بي (وجودي وعدمي سواء) هذا ماصرح به أحدهم ذات مرة!.

رغم مشاعري الفياضة اتجاههم ولكن كانوا يقابلونها بجدار من الصمت المؤلم، اضطررت أن أفتش أوراقي الثبوتية لكي أتأكد هل أنا أعيش في عائلتي أم أنا فتاة أنتمي لعائلة أخرى أو عالم آخر، كنت متفوقة دراسياً وذلك الأمر لم يكن يهتم به أحد من العائلة، أعشق الأشغال اليدوية وإعادة التدوير، كنت أصنع من الشيء المحطم كقلبي شيئاً جديداً يبهر الناظرين، أعتقد أن هذه الهواية ساعدتني كثيراً في اعادة تدوير روحي التائهة المحطمة، كل الأشياء تشعر بها هينة إذا كنت في وسط  يشعرك بالحب، فالحب هو الحياة، لا ذنب لي أني ولدت في عائلة محطمة كل فرد فيها يعيش عالمه وأمنياته الخاصة.

أذكر أمور بسيطة لو قصصتها لكم ستنفجرون ضاحكين وتقولون أنها أمور بسيطة ولكن تلك الأمور أحدثت شرخا عميقا في قلبي وولدت لديَّ شعورا لا أقدر أن أصفه، شعور بالانتقام والحقد والكراهية أو لا أعرف ماذا هو ذلك الشعور بالضبط!.

الكل يعرفني بهدوئي واني إنسانة مسالمة لكن داخلي يعج بالعديد من الأصوات الشريرة والمؤذية التي لو يسمعها من بجانبي قد يقرر الفرار على البقاء حفاظاً على حياته!، إلا هو قد سمع مني كل شيء حتى أصواتي الداخلية المخيفة ورغم ذلك قرر البقاء معي والتواصل عبر تلك الشاشة التي قررت أن أجمع النقود لمدة عامين لشرائها بحجة الدراسة.

تلك الشاشة غيرت عالمي إلى الأبد تعرفت فيها على ذلك الشاب وبما أن لكل فرد من عائلتي عالمه الخاص فلم يشعر أي أحد بانطوائي في تلك الغرفة لساعات طوال!.

أربع سنوات مرت منذ أن كلمته في تلك الظهيرة، أعجبت بصوته وكلامه وكل شيء، كنت بأمس الحاجة لمن يسمع لي وأبوح له بدواخلي وكان هو الحل الأمثل كما تصورت، لم أستطع أن أرفض طلبه في فتح الكاميرا والتحدث كان ذلك ماكنت انتظره أن يفاتحني كي يراني وجهاً لوجه، بعد مرور سنة من المكالمات الصوتية، اتفقنا أن يرى كل منا الآخر وفتحت الكامرا، رأيت وجهه لأول مرة، شاب عشريني جميل، أكثر شي جذبني إليه عينيه العسليتين ووجهه الذي تكسوه سُمرة خفيفة زادت من جاذبيته، كنت أنا على أعتاب دخول الجامعة وكان هو في السنة الثانية منها.

لم يطلب مني يوماً شيئاً بذيئاً، كل علاقتنا كانت قائمة على الحب والتفاهم والانسجام حتى بعد دخولي الجامعة لم تتغير فكرتي اتجاهه كونه هو الشخص المناسب والذي تتمناه كل فتاة أن يكون شريكا لحياتها، لكن شيء واحد استغربته منه هو أنه كان يرفض أن نلتقي في أي مكان ويصر أن يكون تواصلنا عبر الفيس بوك فقط الذي كان بذرة تعارفنا منه، أصريت أكثر من مرة على اللقاء لكن دون جدوى، بدأت الحيرة والقلق تسري في داخلي هل يريد أن يتسلى معي فقط؟ هل سيستدرجني لإقامة علاقة معه من نوع ما؟.

هذه بداية السنة الرابعة لهذه العلاقة الغامضة ولم يحدث شيء إلى الآن سوى بضع كلمات خجولة وحكايا عائلية ومشاكلي وهمومي التي أصبحت هذه العلاقة أحدها، إلى أن جاء اليوم الموعود، أرسل لي رسالة كتب فيها: (غاليتي أعلم أن الأفكار تدور برأسكِ لماذا لا نلتقي ولماذا ووو... سوف أجيب على أسئلتك عندما نلتقي في حفل تخرجي الأسبوع القادم إن شاء الله.   المخلص لكِ مدى الحياة).

لا أكاد أصدق ما رأته عيناي، قلبي يقفز من الفرح وعيناي تدمع للقاء أعدُ الساعات والثواني، ترى ماذا سأكلمه وكيف سيقدمني لزملائه في الجامعة هل يطلق عليَّ صفة خطيبته؟ أم سيقول لهم أني إحدى أقربائه؟

ماذا سيلبس، هل أجده شديد الأناقة أم لا يهتم لهذه الأمور؟

لا أعرف شعرت بشعور غريب أن بهذا اللقاء ستكون نهايتي، ولكني طردت هذا الشعور بابتسامة وشرعت باختيار ملابسي التي سألتقي بها معه.

جرت محاولاتي أن يكون لباسي محتشماً نوعاً ما وجميلاً في الوقت ذاته، اخترت الألوان بعناية ورتبت كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة منها حتى كلماتي بِتُ أنتقيها وكأني سأذهب لإلقاء خطبة أو قصيدة، طردت تلك الكلمات وقررت أن أكون أكثر عفوية وأن أعود لسجيتي..

حان اللقاء في قاعات الاحتفال، دخلت وقدماي تمشي على وجل أعرفه حق المعرفة حفظت تقاسيم وجهه، عيناه، ضحكته، لماذا لم يتقدم كي أراه بسرعة، وجوه كثيرة وعليَّ أن أدقق بكل منها إنه أمر متعب..

سمعت اسمه في مكبر الصوت بأنه الأول على دفعته وكان صوت التصفيق عالياً وحشود تهنئ شخصاً ما، حاولت أن أراه لكنه كان محاطاً بالكثيرين من زملائه.

كان هو بينهم، الكل يبارك له مجهود السنين ما إن انبرى عنه معظم المهنّين حتى شاهدته، كانت صدمتي كبيرة جداً فوق ما تتخيلون بكثير، صرخت بأعلى صوتي عند رؤيته، أغمضت عيناي تمنيت أن يوم اللقاء كان حلماً فقط  لكنه مع شديد الأسف كان حقيقة، لم تعد قدماي تحملاني جلست على الأرض، أتى لي سعياً بكرسيه المتحرك أمسكت مقبض الكرسي ولم أعد أشعر بشيء.

استيقظت وأنا في المشفى محاطة بعائلتي وأخيراً شعروا بي وبآلامي المتكدسة، قررت أن ألغي تلك العلاقة التي بدت بكذبة، إذا كان هذا الشخص مقعداً ولا يستطيع الحركة لم تكن تلك مشكلة أساسية لو أنه أخبرني في البداية لكنه كذب عليَّ تلك السنوات الطوال كذبة كادت تودي بحياتي عند اكتشافها، وقررت أن ألغي حسابي على الفيس بوك وأن أرجع إلى ربي هو خير سند ومأوى.

المرأة
قصة
الحب
الخير والشر
الشخصية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟

    النشر : الأربعاء 16 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    هل هناك أيام طويلة وأخرى قصيرة؟ دراسة علمية تكشف الحقيقة

    النشر : الخميس 18 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الزواج.. المشروع الأهم في حياة الانسان

    النشر : الخميس 28 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    مظلومية الزهراء.. حقيقة مخفيّة في بطون الكتب

    النشر : الأثنين 19 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    إنما بعثت معلماً

    النشر : السبت 01 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    التنمية الإدارية في عهد الإمام علي

    النشر : الأربعاء 29 آب 2018
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 488 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 433 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 380 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 358 مشاهدات

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    • 325 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1207 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1112 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1090 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 7 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 7 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 7 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة