• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إنما بعثت معلماً

هدى محمد الحسيني / السبت 01 كانون الأول 2018 / ثقافة / 3015
شارك الموضوع :

في أول يوم مدرسي لي كمعلمة كنت أتصور أن الوضع سهل ویسیر ويمكنني أن أعطي الدروس لتلاميذي بكل سهولة ولكن عند دخولي مدرسة تضم في طياتها حوالي أل

في أول يوم مدرسي لي كمعلمة كنت أتصور أن الوضع سهل ویسیر ويمكنني أن أعطي الدروس لتلاميذي بكل سهولة ولكن عند دخولي مدرسة تضم في طياتها حوالي ألف تلميذة أدركت حينها صعوبة الأمر وأني اتعامل مع أرواح وأجساد لا أجساد فقط، فعرفت حينها فحوى قول الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم حين قال: (إنما بعثت معلماً)، فالمعلم الحقيقي هو الذي يعلّم طلابه من قلبه، لايملي عليهم مقولات من الكتب فقط فتستقر المعلومة برهة من الزمن وسرعان ماتشد رحالها ويبقى مكانها خالياً مقفراً، أما اذا علّم المعلم بقلبه وروحه واندمج مع هؤلاء الكائنات الصغيرة لوجد متعة في تعليمه تضاهي التعب الذي يلاقيه وهل كان نبينا محمد عليه آلاف السلام والتحايا مرتاحاً حين كان يعلّم أمة بأكملها فيها الغني وفيها الفقير وفيها المتكبر وفيها المتواضع ووو..

وعند دخولك للمدرسة تجد أمة مصغرة ايضاً فيها مختلف الطبقات ويجب عليك كمعلم أن تعامل كل حسب بيئته، إنه أمر متعب فعلاً ولكن مع مرور الزمن سوف تعقد صداقات مع اولئك الطلبة وتسمع قصص مؤلمة لطالبة تفقد حنان الأم فبدل أن تشمئز حين رؤيتها رثّة الثياب والاهمال باد على حالها تجد نفسك تفيض حزناً وألماً وتحاول مساعدتها قدر الإمكان وإن كانت الأم جنة لا تعوض، وقد تجد من لديه كل شيء وهو متكبر ومتعالي على الآخرين فتنصحه وترشده وتبين له أن الأمور لا تدوم لبشر وأن المتكبر يدخل النار فيدخل الفرحة في قلبك حين تراه يترك تلك الصفة ويتحول لإنسان آخر تماماً وتجده مفترشاً الأرض ويشارك اصدقائه في سفرة أو لعبة أو ماشابه.

وقد يعصي عليك أمر احدهم لسنوات ولاتستطيع تغييره فتكتفي بأن تكون لك اخلاق دمثة وسعة للبال وتجده يلين شيئاً فشيئاً ويترك ماكان عليه من حال، عالم التعليم عالم صعب وغريب جداً لمن دخله وسعى الى تأديته بصورة صحيحة وبعيدة عن الروتين فقديماً كان العنف سائداً للنظرية القائلة بأن المجتمع قد تعود على العنف ولكن وقفت ذات مرة أتأمل في قوله تعالى مخاطباً لرسوله (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) ۖ 159 ال عمران. 

فتسائلت في دواخلي من هم الذين لو عاملهم الرسول بخشونة سوف يرحلون ويبتعدون عنه؟  أليسوا هم الجاهلية، تلك القبائل التي اشتهرت بعصبيتها وهمجيتها وقسوتها، كان كل شيء لديهم قاس وجاف حتى أرضهم فهم يمشون على صحراء ولم يعرفوا الترف والرقة إلا ماندر فلماذا يتركون رسولهم إذا تعامل معهم بمثل أخلاقهم وبيئتهم التي نشأوا وترعرعوا بين طياتها!.

لأنهم بشر والبشر كما هو مفروض له أن يحمل بين ثناياه الإنسانية بكل ماتحمله من معنى ورسول الله (ص) قد جسد الإنسانية بكل زواياها في ذلك المجتمع الجاهلي فواجه من يعارضه ويهيل عليه الشتائم ولكن خرجت من مدرسة الانسانية نماذج ملأت الكون بعطرها الانساني الآخّاذ والذي لا زال الى يومنا هذا يفوح بأريجه، فمدرسة خرجّت علي سلام الله عليه وعمار وابا ذر وسلمان وووو حري بنا اتباعها والاقتداء برسولها علنا نخرّج جزءا من اولئك أو أشباها لهم كي لاتخلو الأرض من عطر الإسلام.

العلم
طلاب
المدارس
النبي محمد
الاخلاق
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    في ذم مثالية هذا العالم

    الصدقة: بين البعد اللغوي والعمق المفهومي

    مجلس العلماء والحكماء

    الغذاء والسرطان.. كيف تؤثر خياراتنا اليومية على خطر الإصابة؟

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    آخر القراءات

    الصيام المتقطع.. نظام غذائي يساعد النساء على الحد من السمنة

    النشر : الأحد 29 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    استطلاع رأي: هل يعد الحجاب عائقاً أمام الوظيفة؟

    النشر : الثلاثاء 20 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    العالم الوردي..

    النشر : الأثنين 09 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    ضوء الشمس يحسن نبيت الأمعاء

    النشر : الأربعاء 30 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    كُن ميتاً على قيد الحياة

    النشر : الأربعاء 18 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    النشر : الخميس 05 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 423 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 356 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 347 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 337 مشاهدات

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    • 336 مشاهدات

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    • 326 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3483 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1130 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1098 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1086 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1045 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1012 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    في ذم مثالية هذا العالم
    • منذ 3 ساعة
    الصدقة: بين البعد اللغوي والعمق المفهومي
    • منذ 3 ساعة
    مجلس العلماء والحكماء
    • منذ 3 ساعة
    الغذاء والسرطان.. كيف تؤثر خياراتنا اليومية على خطر الإصابة؟
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة