• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الصناديق الفارغة!

خديجة الصحاف / الثلاثاء 19 تشرين الاول 2021 / ثقافة / 2298
شارك الموضوع :

فلنحذر من أن نملأ جعبتنا بمتاع فاسد، أو أن نوقر ظهورنا بصناديق فارغة، فلا ينالنا منها سوى ثقل الأوزار

عندما كنت أتابع مسلسل يوسف الصديق لفت انتباهي أحد المشاهد، عندما كان كهنة معبد آمون يفرغون أكياس الحنطة الفاسدة في نهر النيل؛ تلك الحنطة التي ادّخروها لأيام القحط والسنوات العجاف، وكانوا يتصورون أنهم في أمان، وأن المجاعة لن تمسهم.

لقد ادّخروا الكثير لكنهم فشلوا في الحفاظ عليه، واتلفوه بسوء تصرفهم  وجهلهم، وحماقتهم!.

عندها مرّ بخاطري هذا الهاجس: ماذا لو كنا يوم القيامة ككهنة المعبد، نجد ما ادخرناه ليوم الحاجة قد فسد، وأصبحنا صفر اليدين لا نملك شيئا، أو فوجئنا بأن  صناديق أعمالنا فارغة، أو مليئة بأعمال فاسدة لا تسمن ولا تغني من جوع؟

عندها سنكون مصداقا واضحا لقوله تعالى: (قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِینَ أَعۡمَـٰلًا ۝  ٱلَّذِینَ ضَلَّ سَعۡیُهُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَهُمۡ یَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ یُحۡسِنُونَ صُنۡعًا)!

وسوف نتساءل في حيرة ودهشة: أين ذهبت تلك الأعمال؟ أين صلاتنا وعبادتنا وصدقاتنا؟ أين أعمالنا الصالحة التي ادخرناها ليوم فاقتنا وكنا نتّكل عليها للنجاة، ونشعر بالرضى والأمان والاطمئنان؟

للأسف الكثير منا يعمل لكنه يتلف تلك الأعمال ولا يحسن حفظها، يزرع حقوله ثم يبعث نارا فتحرق غرسه، وتحيله رمادا وهباء منثورا!

نمحي بأيدينا ما كُتب في صحفنا من أعمال الخير والبرّ لتُكتب في صحف من ظلمناهم، أو اغتبناهم، وافترينا عليهم بالبهتان والإثم. نفرغ مدّخراتنا في صناديق الغير لينتهي بنا الأمر فقراء حد الإفلاس!.

يداخلنا العُجُب والزهو المقيت، ولا نلتفت لقول الإمام السجاد عليه السلام: ولا تُفسدْ عبادتي بالعُجُب!.

نوايانا القبيحة تتوارى خلف أعمالنا الحسنة الجميلة، ومقاصدنا الباطلة تترصدنا دون أن نلتفت، وقد نكون ملتفتين ولكن تلك الدوافع تتصدر قائمة أولوياتنا، فقلّما تخلو أعمالنا من الدوافع الكاذبة، نحن وإن قلنا إننا نقصد وجه الله  بأعمالنا لكن نادرا ما نكون صادقين في هذا الإدّعاء إلا من رحم ربي!

يذكرني هذا بقصة البهلول مع صاحب المسجد، فقد مرّ البهلول يوما على عمال يبنون مسجدا؛ فسألهم لمن هذا المسجد؟ قالوا لفلان، فقصد صاحب المسجد وسأله عن سبب بنائه للمسجد الضخم والذي يبدو إنه صرف عليه أموالا طائلة!  فأجابه: أريد بذلك وجه الله تعالى.

عند المساء جاء بهلول متسلّلا وعلّق على المسجد لافتة كُتب عليها: (مسجد البهلول)!

عرف صاحب المسجد بأمر اللافتة فذهب للبهلول وأخذ بتلابيبه وهمّ بضربه وهو يصرخ بغضب: كيف تنسب لنفسك عملا لم تقم به؟ كيف تكتب اسمك على مسجدي الذي بنيته بمالي؟

فرد عليه البهلول: ولكنك قلت إنك بنيته لوجه الله، والله يعلم إنك من بناه، فما يهمك إني كتبت اسمي عليه؟!

إن الله لا تخفى عليه نوايانا، ولا تبهره أعمالنا الضخة وعباداتنا العظيمة، إذا لم تكن خالصة ونقية، سوف يرمي بها في وجوهنا، لأنه تعالى لا يحب الشركاء، ولا يُخدع عن جنته !.

فلنحذر من أن نملأ جعبتنا بمتاع فاسد، أو أن نوقر ظهورنا بصناديق فارغة، فلا ينالنا منها سوى ثقل الأوزار، وخيبة السعي!.

الانسان
الحياة
الايمان
العمل
الموت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    إذا الشعب يوماً أراد الكهرباء!

    النشر : الثلاثاء 24 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أمل البابلي.. تطرز احلى الكلمات بقلمها

    النشر : الأحد 03 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماهي خيوط النياط التي ذكرتها السيدة زينب؟

    النشر : الأثنين 01 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    صاحبة المقام

    النشر : الثلاثاء 28 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    لا تفرِّط بكلمة عيب!

    النشر : الثلاثاء 21 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    القرنبيط.. فوائد غذائية ووصفات شهية

    النشر : الخميس 01 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1010 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 746 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 646 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 619 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 616 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 455 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1054 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1010 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 973 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 746 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 14 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 14 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 14 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة