• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الصناديق الفارغة!

خديجة الصحاف / الثلاثاء 19 تشرين الاول 2021 / ثقافة / 2387
شارك الموضوع :

فلنحذر من أن نملأ جعبتنا بمتاع فاسد، أو أن نوقر ظهورنا بصناديق فارغة، فلا ينالنا منها سوى ثقل الأوزار

عندما كنت أتابع مسلسل يوسف الصديق لفت انتباهي أحد المشاهد، عندما كان كهنة معبد آمون يفرغون أكياس الحنطة الفاسدة في نهر النيل؛ تلك الحنطة التي ادّخروها لأيام القحط والسنوات العجاف، وكانوا يتصورون أنهم في أمان، وأن المجاعة لن تمسهم.

لقد ادّخروا الكثير لكنهم فشلوا في الحفاظ عليه، واتلفوه بسوء تصرفهم  وجهلهم، وحماقتهم!.

عندها مرّ بخاطري هذا الهاجس: ماذا لو كنا يوم القيامة ككهنة المعبد، نجد ما ادخرناه ليوم الحاجة قد فسد، وأصبحنا صفر اليدين لا نملك شيئا، أو فوجئنا بأن  صناديق أعمالنا فارغة، أو مليئة بأعمال فاسدة لا تسمن ولا تغني من جوع؟

عندها سنكون مصداقا واضحا لقوله تعالى: (قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِینَ أَعۡمَـٰلًا ۝  ٱلَّذِینَ ضَلَّ سَعۡیُهُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَهُمۡ یَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ یُحۡسِنُونَ صُنۡعًا)!

وسوف نتساءل في حيرة ودهشة: أين ذهبت تلك الأعمال؟ أين صلاتنا وعبادتنا وصدقاتنا؟ أين أعمالنا الصالحة التي ادخرناها ليوم فاقتنا وكنا نتّكل عليها للنجاة، ونشعر بالرضى والأمان والاطمئنان؟

للأسف الكثير منا يعمل لكنه يتلف تلك الأعمال ولا يحسن حفظها، يزرع حقوله ثم يبعث نارا فتحرق غرسه، وتحيله رمادا وهباء منثورا!

نمحي بأيدينا ما كُتب في صحفنا من أعمال الخير والبرّ لتُكتب في صحف من ظلمناهم، أو اغتبناهم، وافترينا عليهم بالبهتان والإثم. نفرغ مدّخراتنا في صناديق الغير لينتهي بنا الأمر فقراء حد الإفلاس!.

يداخلنا العُجُب والزهو المقيت، ولا نلتفت لقول الإمام السجاد عليه السلام: ولا تُفسدْ عبادتي بالعُجُب!.

نوايانا القبيحة تتوارى خلف أعمالنا الحسنة الجميلة، ومقاصدنا الباطلة تترصدنا دون أن نلتفت، وقد نكون ملتفتين ولكن تلك الدوافع تتصدر قائمة أولوياتنا، فقلّما تخلو أعمالنا من الدوافع الكاذبة، نحن وإن قلنا إننا نقصد وجه الله  بأعمالنا لكن نادرا ما نكون صادقين في هذا الإدّعاء إلا من رحم ربي!

يذكرني هذا بقصة البهلول مع صاحب المسجد، فقد مرّ البهلول يوما على عمال يبنون مسجدا؛ فسألهم لمن هذا المسجد؟ قالوا لفلان، فقصد صاحب المسجد وسأله عن سبب بنائه للمسجد الضخم والذي يبدو إنه صرف عليه أموالا طائلة!  فأجابه: أريد بذلك وجه الله تعالى.

عند المساء جاء بهلول متسلّلا وعلّق على المسجد لافتة كُتب عليها: (مسجد البهلول)!

عرف صاحب المسجد بأمر اللافتة فذهب للبهلول وأخذ بتلابيبه وهمّ بضربه وهو يصرخ بغضب: كيف تنسب لنفسك عملا لم تقم به؟ كيف تكتب اسمك على مسجدي الذي بنيته بمالي؟

فرد عليه البهلول: ولكنك قلت إنك بنيته لوجه الله، والله يعلم إنك من بناه، فما يهمك إني كتبت اسمي عليه؟!

إن الله لا تخفى عليه نوايانا، ولا تبهره أعمالنا الضخة وعباداتنا العظيمة، إذا لم تكن خالصة ونقية، سوف يرمي بها في وجوهنا، لأنه تعالى لا يحب الشركاء، ولا يُخدع عن جنته !.

فلنحذر من أن نملأ جعبتنا بمتاع فاسد، أو أن نوقر ظهورنا بصناديق فارغة، فلا ينالنا منها سوى ثقل الأوزار، وخيبة السعي!.

الانسان
الحياة
الايمان
العمل
الموت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    كيف نتعامل مع الشائعات في ظل الأزمات؟

    النشر : الأحد 15 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الزموا حبل الجماعة.. من أفكار سلطان المؤلفين السيد محمد الشيرازي

    النشر : الأحد 06 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    شجرة زقوم

    النشر : الأحد 14 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 40 ثانية

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام

    النشر : الخميس 04 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 55 ثانية

    نور العقل

    النشر : الأثنين 02 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 57 ثانية

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    النشر : الأربعاء 17 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 494 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 433 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 381 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 359 مشاهدات

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    • 326 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1207 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1112 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1090 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 9 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 9 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 9 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة