• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الصناديق الفارغة!

خديجة الصحاف / الثلاثاء 19 تشرين الاول 2021 / ثقافة / 2214
شارك الموضوع :

فلنحذر من أن نملأ جعبتنا بمتاع فاسد، أو أن نوقر ظهورنا بصناديق فارغة، فلا ينالنا منها سوى ثقل الأوزار

عندما كنت أتابع مسلسل يوسف الصديق لفت انتباهي أحد المشاهد، عندما كان كهنة معبد آمون يفرغون أكياس الحنطة الفاسدة في نهر النيل؛ تلك الحنطة التي ادّخروها لأيام القحط والسنوات العجاف، وكانوا يتصورون أنهم في أمان، وأن المجاعة لن تمسهم.

لقد ادّخروا الكثير لكنهم فشلوا في الحفاظ عليه، واتلفوه بسوء تصرفهم  وجهلهم، وحماقتهم!.

عندها مرّ بخاطري هذا الهاجس: ماذا لو كنا يوم القيامة ككهنة المعبد، نجد ما ادخرناه ليوم الحاجة قد فسد، وأصبحنا صفر اليدين لا نملك شيئا، أو فوجئنا بأن  صناديق أعمالنا فارغة، أو مليئة بأعمال فاسدة لا تسمن ولا تغني من جوع؟

عندها سنكون مصداقا واضحا لقوله تعالى: (قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِینَ أَعۡمَـٰلًا ۝  ٱلَّذِینَ ضَلَّ سَعۡیُهُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَهُمۡ یَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ یُحۡسِنُونَ صُنۡعًا)!

وسوف نتساءل في حيرة ودهشة: أين ذهبت تلك الأعمال؟ أين صلاتنا وعبادتنا وصدقاتنا؟ أين أعمالنا الصالحة التي ادخرناها ليوم فاقتنا وكنا نتّكل عليها للنجاة، ونشعر بالرضى والأمان والاطمئنان؟

للأسف الكثير منا يعمل لكنه يتلف تلك الأعمال ولا يحسن حفظها، يزرع حقوله ثم يبعث نارا فتحرق غرسه، وتحيله رمادا وهباء منثورا!

نمحي بأيدينا ما كُتب في صحفنا من أعمال الخير والبرّ لتُكتب في صحف من ظلمناهم، أو اغتبناهم، وافترينا عليهم بالبهتان والإثم. نفرغ مدّخراتنا في صناديق الغير لينتهي بنا الأمر فقراء حد الإفلاس!.

يداخلنا العُجُب والزهو المقيت، ولا نلتفت لقول الإمام السجاد عليه السلام: ولا تُفسدْ عبادتي بالعُجُب!.

نوايانا القبيحة تتوارى خلف أعمالنا الحسنة الجميلة، ومقاصدنا الباطلة تترصدنا دون أن نلتفت، وقد نكون ملتفتين ولكن تلك الدوافع تتصدر قائمة أولوياتنا، فقلّما تخلو أعمالنا من الدوافع الكاذبة، نحن وإن قلنا إننا نقصد وجه الله  بأعمالنا لكن نادرا ما نكون صادقين في هذا الإدّعاء إلا من رحم ربي!

يذكرني هذا بقصة البهلول مع صاحب المسجد، فقد مرّ البهلول يوما على عمال يبنون مسجدا؛ فسألهم لمن هذا المسجد؟ قالوا لفلان، فقصد صاحب المسجد وسأله عن سبب بنائه للمسجد الضخم والذي يبدو إنه صرف عليه أموالا طائلة!  فأجابه: أريد بذلك وجه الله تعالى.

عند المساء جاء بهلول متسلّلا وعلّق على المسجد لافتة كُتب عليها: (مسجد البهلول)!

عرف صاحب المسجد بأمر اللافتة فذهب للبهلول وأخذ بتلابيبه وهمّ بضربه وهو يصرخ بغضب: كيف تنسب لنفسك عملا لم تقم به؟ كيف تكتب اسمك على مسجدي الذي بنيته بمالي؟

فرد عليه البهلول: ولكنك قلت إنك بنيته لوجه الله، والله يعلم إنك من بناه، فما يهمك إني كتبت اسمي عليه؟!

إن الله لا تخفى عليه نوايانا، ولا تبهره أعمالنا الضخة وعباداتنا العظيمة، إذا لم تكن خالصة ونقية، سوف يرمي بها في وجوهنا، لأنه تعالى لا يحب الشركاء، ولا يُخدع عن جنته !.

فلنحذر من أن نملأ جعبتنا بمتاع فاسد، أو أن نوقر ظهورنا بصناديق فارغة، فلا ينالنا منها سوى ثقل الأوزار، وخيبة السعي!.

الانسان
الحياة
الايمان
العمل
الموت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    هل مفهوم اللعن موجود في القرآن والسنة النبویة؟

    النشر : الثلاثاء 20 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    لا تكن مديرا طاردا

    النشر : الخميس 24 آب 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    مبادرة مهدوية تقيمها جمعية المودة في ردهة العزل الصحي

    النشر : الخميس 09 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أملٌ مَوعود

    النشر : الأثنين 15 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    التداوي بالأعشاب.. الطب البديل الذي لم تفنيه الحداثة

    النشر : الثلاثاء 09 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    هل وجه الله قمري؟

    النشر : الأحد 15 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 331 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1085 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1010 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 6 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 6 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 7 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة