• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مقاييس فاطمية: المؤمن سعيد لا يشقى

فاطمة الركابي / الأثنين 08 تشرين الثاني 2021 / ثقافة / 1752
شارك الموضوع :

يمكننا أن نصل الى حقيقة إن الشقاء أمر نفساني يشعر به الإنسان على أثر نظرته لحياته

قال تعالى: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ}(طه:٢)، مما يخطر في الذهن عند التأمل في هذه الآية -كمُخاطَبين بهذه الآية- معاني ومقاصد عدة، منها: أي ما أنزلناه لكي تشقى [بما فيه] أيها العبد، أي ليس لتجد أوامر الله تعالى ونواهيه وأحكامه النازلة فيه إنها أمور شاقة إن أردت تطبيقها فتستصعبها أو تتهاون فيها. فتوصل بذلك نفسك بنفسك للشقاء! بل هي أتت لتُسعدك لأنها مطابقة لما تحتاجه ذاتك، ومُنظِمَة لما غُرس بفطرتك، وما زُين به قلبكَ المُوحد لرب هذا الكتاب. 

ومن المعاني الأخرى أي ما أنزلناه لكي تشقى [بوجوده] أيها العبد، أي لا تعتقد مهما مر بك من ضيق وحيرة وظلمة أنك في أمر عسير شاق لا حل له، ومعك هذا الكتاب المنزل؟! فكل ما فيه هو شفاء لما في الصدور، ومنارة للعقول، وازالة لحجب القلوب، وعصمة وقوة للنفوس وإرادتها، وفرقان لترى فيها المسار-الصراط- الصحيح الذي عليك أن تختاره وتسير اليه؛ بالنتيجة لا يمكن حصول الشقاء لكل من بين يده هذا الكتاب، وأحسن استثماره.

ففي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} (الانشقاق: 6)، يمكننا أن نصل الى حقيقة إن الشقاء أمر نفساني يشعر به الإنسان على أثر نظرته لحياته، ولما ينطوي فيها من تكاليف وواجبات وصعوبات وابتلاءات.

فمتى ما كانت نظرته لها على إنها أمور شاقة سيشقى فهو إما يؤديها وكأنه مجبورًا او مغلوب على أمره، او قد ينفر منها ويتمرد فلا يلتزم بها. بينما المؤمن نظرته تختلف تمامًا فهو لا يمكن أن يعيش أو يشعر بأنه من الأشقياء لأن كتاب الله عبر عنه بهذا الخصوص {بالكادح}.

فهو قد تضعف همته لكنه لا يشعر بالهوان لأنه عبد الرب القوي، ينكسر لكن لا ينحني لأنه عبد الرب الجبار، يتعثر لكن لا يتوقف لأنه عبد الرب العفو الغفار، يُبتلى لكن لا ييأس لأنه عبد الرب الوكيل اللطيف الرحمن.

فتعالى بَيَن لنا إننا لابد أن نعيش الدنيا بكل اختباراتها ومحطاتها حتى نلاقيه، وهذا التعريف يستوجب أن نعيشها ونحن مستأنسين بها لا متكلفين متململين، لأنها المعبر لملاقاته، فالذي يبصر جمال ثمرة هذا الممر لن يراها شقاءً بل كدحًا.

وهذا ما نستشفه مما رواه جابر الأنصاري أنه " رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة وعليها كساء من أجلة الإبل وهي تطحن بيديها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة، فقالت: يا رسول الله الحمد لله على نعمائه، والشكر لله على آلائه فأنزل الله ﴿ولسوف يعطيك ربك فترضى﴾".(١)

فهذا الحمد والشكر الفاطمي كاشف عن شعورها بالسعادة لا الشقاء لما عبر عنه نبي الأكرم إنه "مرارة الدنيا"، بل والسيدة (عليها السلام) تعلمنا أن لا نكتفي بالحمد الظاهري فقط، بل هي عللت حمدها وشكرها بأن هناك ثمرة وجزاء وعطاء في قبال ذلك، ورضى للعبد الكادح سوف يُعطى؛ فهذا اثبت في النفس.

وفيه رسالة للنفوس المؤمنة إن هذه النظرة الفاطمية لصعوبات الحياة الدنيا إنما هي من متطلبات كدحها الى الله تعالى وبلوغ ما عبر عنه النبي الأعظم بتذوق "حلاوة الاخرة" خير دليل وبرهان لما عبر النبي(صل الله عليه واله) بمفردة " تعجلتي " فهي جزء من وجودنا الموصل لكمالنا الإنساني، فكل المقربين الى الله تعالى هم الأكثر كدحًا، والأشد اختبارًا، وفي ذات الوقت الأكثر أنسًا وسعادةً بتكاليف الله تعالى واختباراته.

لذا المؤمن والمؤمن الفاطمي من أهل الإنس والاستئناس، من أهل استشعار نعماء الله تعالى صغيرها وكبيرها، الظاهر منها لهم في عالم الدنيا، والمستودع منها لهم في عالم الأخرة.

بالنتيجة لو استقرت هذه الحقيقة القرآنية الفاطمية في قلوبنا، كم ستُغير من نظرتنا وفهمنا لطبيعة الدنيا، وكيفية التعامل مع تكاليفنا فيها؟ وكم من الخسران سنتجنبه لو إننا لم نحرم أنفسنا كمؤمنين من أن نكون سعداء مستأنسين في كل خطوات المسير وبكل ما فيه من مرارة، لأن ثمرته حلوة وهي ملاقاته سبحانه وتعالى وهو راضٍ عنا.

_______

(١) بحار الأنوار: ج ٤٣،  ص ٨٦.

فاطمة الزهراء
القرآن
الانسان
الدين
الاسلام
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    حين تكون الكتابة منفذك الوحيد والقراءة حياة لذاتك

    النشر : الخميس 04 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ماهي دعامة الدين في فكر الامام الصادق؟

    النشر : الثلاثاء 10 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الحرب الدراسية بين الأجواء الرمضانية

    النشر : الأربعاء 22 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    المجتمع ودوره في تنمية عادة القراءة

    النشر : السبت 06 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    يوميات استكان شاي

    النشر : الأربعاء 26 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    مرض القلب قد يكون له تأثير طويل المدى على الدماغ

    النشر : الأحد 01 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1085 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1007 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 4 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 4 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 4 ساعة
    بوصلة النور
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة