• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لا حِرمانٌ ولا شبع

مريم حسين العبودي / الثلاثاء 21 كانون الأول 2021 / ثقافة / 2305
شارك الموضوع :

الربط بين الدنيا والعالم الحتمي النهائي، يتطلب ارتداء نظارات خاصة لا تُشترى إلا بالابتلاء والنضج البطيء

إن الاقتراب من الفهم العميق لحكمة الدنيا والآخرة يشتمل على الربط المباشر بينهما، أن تُرى الدنيا بمنظار الآخرة، حتى في أكثر الأمور دُنيويةً، أن يأكل المرء فيستشعر عُمق حكمة قوله تعالى "وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب". 1

أذكرُ موقفاً حدث معي قبل فترة، لكنه رسخ في عقلي وتأملته مطولاً. كنتُ أشتري عصيراً من متجرٍ للعصائر والآيسكريم، وانا أطلب العصير عادةً دون سُكر، فقلت للفتى الذي يُعد الطلبات ذلك كي يتذكر، فلم يسمعني بسبب أصوات الخلاطات العالية، فلما هدأت الآلات وبدأ يسكب العصائر، قلت له إنني أريده دون سُكر، وكان قد وضع سكر في الخلاط بالفعل! فأكمل سكبه وجهزه ثم أعطاه لفتاة كانت قد طلبت ٣ عصائر فقط، فقال لها هذا الرابع ضيافة من المتجر! وراح يُعد لي واحداً جديداً دون سُكر. تأملت الموقف بعُمق حينذاك، وقلت في نفسي، سُبحانه! يرزق دون حساب.

الربط بين الدنيا والعالم الحتمي النهائي، يتطلب ارتداء نظارات خاصة لا تُشترى إلا بالابتلاء والنضج البطيء، حيث إن إمكانية عيش لذائذ الأرض من دون الانغماس في الدنيا يحتاج مقدرة عظيمة، أن يتمتع المرء بعطايا الله دون الانهماك فيها كأنها شيءٌ حتمي وثابت الوجود، بل كونه مُحركٌ رئيسي للسعي نحو مصدر العطاء الأكبر، نحو مورد اللذائذ والأرزاق.

أن يتأمل الرجل أهل بيته، ينظرُ إلى زوجته فيتذكر "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا" أن يعاملها بعطفٍ ورأفةٍ مُجسِداً: "وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة"(2). لذّة الأنس بالدنيا وزينتها لا يكتمل إلا حين يمتزج بنكهة الآخرة، وما أقلّهم أولئك الذين يشتبكُ العالمين في جوفهم، يعيشون روحيّة السماوات بأرضٍ واسعة، ولا تزيدهم رغبات الدنيا فيهم إلا تقرباً من رياض المعشوق الأبدي.

ينبغي على المخلوق أن لا يقع في فخ الفصل بين العالميّن، فإنه حين يعيش كأنه قابعٌ في الدُنيا دون انتقال للعالم الثاني، فإنه يتحوّل إلى أداةٍ طيّعة تُحركه خيوط الحياة الفانية، تُحيله إلى دابةٍ لا تعرف إلا الاستهلاك والاعتياد على المتوفر لها ولا تنتظر إلا أن ينقضي اليوم ليبدأ الغد وتنال منه ما قُسم لها، إنها عملية تناولٌ مستمر دون أن يهدف إلى شيء ودون أن ينتجُ عنه ثمر.

وإن من يحيا متصوفاً زاهداً في الدنيا تمام الزُهد، لا يحيا فيها إلا منهكاً متعباً يكادُ لا يذوقُ فيها طعاماً ولا شراباً خوفاً من أن تُبّدِل الجحيم مسراته لحروقٍ لا شفاء لها، وتعاقبه على ابتسامةٍ ترتسمُ على محياه. ينزوي بنفسه عن الناس لا يألفهم ولا يألفونه، كأن مفاتيح الفردوس الأعلى تكمن في شقاء نفسه وحرمانها. إن السعيدُ الآمن، يسعى إلى نيل فلاح الدنيا والآخرة، وهو من يوازنُ بين الكفتين، فلا يُحرمُ في الأولى ولا يُعاقبُ في الآخرة.

(1)  سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الآية/ 37.

(2)  سُورَة الروم/ الآية/ 21

الانسان
الحياة
الدين
الشخصية
السلوك
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    هل هناك أضرار صحية لتناول الفلفل الحار؟

    النشر : الأربعاء 21 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    استطلاع رأي: ما هو تأثير الوضع المادي على الخدمات الانسانية؟!

    النشر : السبت 28 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    أنانية الراحة الموهومة

    النشر : الثلاثاء 25 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    التصفح المفرط لفيسبوك "قد يجعلك تعيسا"

    النشر : الأحد 01 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    ما هي الدوافع وراء ظاهرة تعذيب الحيوانات؟

    النشر : الخميس 23 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    دور الحب في انتظام المجتمع

    النشر : الثلاثاء 14 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1026 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 375 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 369 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 361 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 343 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3462 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1090 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1030 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1026 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1000 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 20 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 20 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 21 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة