• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لا حِرمانٌ ولا شبع

مريم حسين العبودي / الثلاثاء 21 كانون الأول 2021 / ثقافة / 2395
شارك الموضوع :

الربط بين الدنيا والعالم الحتمي النهائي، يتطلب ارتداء نظارات خاصة لا تُشترى إلا بالابتلاء والنضج البطيء

إن الاقتراب من الفهم العميق لحكمة الدنيا والآخرة يشتمل على الربط المباشر بينهما، أن تُرى الدنيا بمنظار الآخرة، حتى في أكثر الأمور دُنيويةً، أن يأكل المرء فيستشعر عُمق حكمة قوله تعالى "وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب". 1

أذكرُ موقفاً حدث معي قبل فترة، لكنه رسخ في عقلي وتأملته مطولاً. كنتُ أشتري عصيراً من متجرٍ للعصائر والآيسكريم، وانا أطلب العصير عادةً دون سُكر، فقلت للفتى الذي يُعد الطلبات ذلك كي يتذكر، فلم يسمعني بسبب أصوات الخلاطات العالية، فلما هدأت الآلات وبدأ يسكب العصائر، قلت له إنني أريده دون سُكر، وكان قد وضع سكر في الخلاط بالفعل! فأكمل سكبه وجهزه ثم أعطاه لفتاة كانت قد طلبت ٣ عصائر فقط، فقال لها هذا الرابع ضيافة من المتجر! وراح يُعد لي واحداً جديداً دون سُكر. تأملت الموقف بعُمق حينذاك، وقلت في نفسي، سُبحانه! يرزق دون حساب.

الربط بين الدنيا والعالم الحتمي النهائي، يتطلب ارتداء نظارات خاصة لا تُشترى إلا بالابتلاء والنضج البطيء، حيث إن إمكانية عيش لذائذ الأرض من دون الانغماس في الدنيا يحتاج مقدرة عظيمة، أن يتمتع المرء بعطايا الله دون الانهماك فيها كأنها شيءٌ حتمي وثابت الوجود، بل كونه مُحركٌ رئيسي للسعي نحو مصدر العطاء الأكبر، نحو مورد اللذائذ والأرزاق.

أن يتأمل الرجل أهل بيته، ينظرُ إلى زوجته فيتذكر "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا" أن يعاملها بعطفٍ ورأفةٍ مُجسِداً: "وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة"(2). لذّة الأنس بالدنيا وزينتها لا يكتمل إلا حين يمتزج بنكهة الآخرة، وما أقلّهم أولئك الذين يشتبكُ العالمين في جوفهم، يعيشون روحيّة السماوات بأرضٍ واسعة، ولا تزيدهم رغبات الدنيا فيهم إلا تقرباً من رياض المعشوق الأبدي.

ينبغي على المخلوق أن لا يقع في فخ الفصل بين العالميّن، فإنه حين يعيش كأنه قابعٌ في الدُنيا دون انتقال للعالم الثاني، فإنه يتحوّل إلى أداةٍ طيّعة تُحركه خيوط الحياة الفانية، تُحيله إلى دابةٍ لا تعرف إلا الاستهلاك والاعتياد على المتوفر لها ولا تنتظر إلا أن ينقضي اليوم ليبدأ الغد وتنال منه ما قُسم لها، إنها عملية تناولٌ مستمر دون أن يهدف إلى شيء ودون أن ينتجُ عنه ثمر.

وإن من يحيا متصوفاً زاهداً في الدنيا تمام الزُهد، لا يحيا فيها إلا منهكاً متعباً يكادُ لا يذوقُ فيها طعاماً ولا شراباً خوفاً من أن تُبّدِل الجحيم مسراته لحروقٍ لا شفاء لها، وتعاقبه على ابتسامةٍ ترتسمُ على محياه. ينزوي بنفسه عن الناس لا يألفهم ولا يألفونه، كأن مفاتيح الفردوس الأعلى تكمن في شقاء نفسه وحرمانها. إن السعيدُ الآمن، يسعى إلى نيل فلاح الدنيا والآخرة، وهو من يوازنُ بين الكفتين، فلا يُحرمُ في الأولى ولا يُعاقبُ في الآخرة.

(1)  سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الآية/ 37.

(2)  سُورَة الروم/ الآية/ 21

الانسان
الحياة
الدين
الشخصية
السلوك
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب

    كعكة عيد الميلاد أمنية مؤجلة

    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير

    المضادات الحيوية تضر بالأمعاء... وهكذا يتم ترميمها

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    آخر القراءات

    لعلمك: الإفراط في تجنب الدهون يجعلك بدينا! 9 اخطاء ترتكبها مع السعرات الحرارية المنخفضة

    النشر : الأحد 14 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كادر مدرسة الإحسان في رحاب العلم والثقافة

    النشر : الأثنين 06 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    أساليب ترغيب القراءة للطفل

    النشر : الأربعاء 30 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    التعليم.. بين القولبة الهدامة والمسار الانحداري

    النشر : السبت 18 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    هنا والآن

    النشر : السبت 10 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    قراءة في كتاب: الملحمة الإلهية.. واقعة كربلاء

    النشر : السبت 26 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1042 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 812 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 684 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 666 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 535 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 456 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1125 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1061 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1042 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 977 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 847 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 812 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب
    • منذ 11 ساعة
    كعكة عيد الميلاد أمنية مؤجلة
    • منذ 11 ساعة
    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير
    • منذ 11 ساعة
    المضادات الحيوية تضر بالأمعاء... وهكذا يتم ترميمها
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة