• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ثقافة الاعتدال.. مدخل للتعايش والسلام

جنان الهلالي / الأربعاء 08 حزيران 2022 / ثقافة / 2170
شارك الموضوع :

وما التعصب إلا سبب رئيسي لتفرقة المجتمعات وتشتتها، وهو فتيل الفتنة والاقتتال بين فئات الشعب الواحد

يعد مفهوم الاعتدال من المفاهيم ذات الأهمية الأساسية في المجالات كافة وهي مجموعة من القيم تمثل انعكاسات فعلية لدى الإنسان وتفاعله مع أزمات ومواقف على صعيد المجتمع أو الأمة، والاعتدال هو التزام المنهج العدل الأقوم، والحق الذي هو وسط التفريط والتقصير، كما يعرف انَّه الاقتصاد والتوسط في الأمور. 

وما التعصب إلا سبب رئيسي لتفرقة المجتمعات وتشتتها، وهو فتيل الفتنة والاقتتال بين فئات الشعب الواحد والأمة الواحدة، والتعصب هو رفض الآخر ورفض التعايش والتوافق معه، ونجد الأسباب المؤدية للتعصب وعدم الاستقامة هو الجهل أو التخلف العرفي وضيق الأفق أو الفهم الديني الخاطئ، أو غياب أخلاقيات التعامل مع المخالف، ولما كان الاعتدال في الإسلام يعني العدل والتوازن والاستقامة والحكمة، قد حذر من كل مايخالف منهج الاعتدال، وبلا أدنى شك أَنَّ الإسلام حضاري، فهو يقدم للبشرية نموذجا من التكامل لا تجد مثله فى أي نظام عرفته الأرض، من قبل الإسلام ومن بعده سواء، وقدم للإنسانية علاجاً كاملا لمشكلاتها، فأكد القرآن على وحدة المجتمع وتماسكه، بمعنى ينبغي أن  يتخذ المجتمع من الاعتدال والتوازن طريقاً للحياة وهذه مهمة النخب المعنية بهذا الأمر.

وإذا تحقق ذلك مع مرور الزمن، فإن المجتمع سيكون في هذه الحالة صانع الاستقرار. وهو المحفز على التغير والإبداع والتجدد وهو الطريق الأمثل نحو بناء دولة مستقرة تسعى إلى التطور والتقدم. فالاستقامة والاستواء، هو وسط بين الغلو والتنطع، والاستقامة: هي التمسك بأمر الله فعلاً للطاعات، وترك المعاصي والسيئات، قال الله - تعالى -: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود] .

أمر الله في هذه الآية النبي"صلى الله عليه وآله" وأمته بالاستقامة على شرع الله ونهاهم عن الطغيان؛ فالله يريد منا استقامة بلا طغيان  فالاعتدال من المفاهيم ذات الأهمية الأساسية إذ هي تعامل الإنسان ضمن نظام حضاري، يعكس اعتدال أفكاره وتقبل اختلاف الآخر.

كماهو أمر ضروري وجوهري في حياة المجتمعات الحديثة، مما له أثر كبير في اشاعة وحدة المجتمع وسبباً لتطورها، وهي ليست مجرد ترف فكري وإنما هي ووفق جميع الاعتبارات الأسلوب الأساس القادر على جعل المجتمع مكاناً صالحاً للحياة سواء. والاعتدال هو بلسم العلاقات مع الآخرين، وروح الاتصال الصحيح ومن دونه تصبح الحياة جافة جدا وتفقد قيمتها، ولايصبح للاتصال معنى ولا روح وهو أساس مهم جداً في العلاقات البشرية.

ويرى العالم (ديفسون) أن الشخص المعتدل اجتماعياً يكون فرداً موجها نحو الآخرين أكثر من توجهه نحو الذات ويتميز بقابلية الصفح مع من أخطأ بحقه. فالإنسان له حرية الفكر وحرية التعبير وحرية التصرف، وإبداء رأيه، واحترام شخصيته كإنسان بصرف النظر عن جنسه وعرقه ولونه؛ وإنما تكريمه يأتي من كونه هذا الإنسان الذي كرمه الله على سائر مخلوقاته، سواء بإرسال الرسل إليه وهدايته، أو بمنحه هذا العقل الذي هو أداة التفكير والتميز والاختيار بين المتناقضات والبدائل، أو حينما قرر أنه محاسب على مابدر منه وسوف يبعث لكي يحاسب على أعماله الخيرة أو الشريرة.

قال الله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى}. والمتأمل في آيات القرآن يلحظ أنه كتاب طواف في الكون، متغلغل في شؤون الحياة يتناولها بالسرد والحكم، ويشرح وصاياه للفرد والمجتمع والدولة، فلايدع ريبة ولا شبهة إلا أزاحها. يستحيل أن يفرط في قضية تعني الناس من معاشهم أو معادهم. وهو دين الشمول. يشمل الأمة بكل شعوبها وأوطانها، التي جعلها الله أمة وسطا. بعيدة في كل شؤونها عن الحديَّة، وهذا ما يؤهلها للشهادة على الأمم.

فيجب على المسلم أن يستقيم على شرع الله بلا غلو وطغيان؛ فلا يقصر عن الاستقامة فيقع في التفريط، ولا يجاوز الحد فيقع في الإفراط، فالغلو في الدين أو في المعاملة ضرره عظيم وشرُّه مستطير، وآثاره سيئة للغاية على الفرد نفسه وعلى أسرته، وعلى مجتمعه وأمته. كما إن الحياة الهادئة لا تصلح بغير توسط في الأمور وإن التوفيق بين متطلبات الدين وشؤون الدنيا والمصالح العامة والخاصة أمر مرهون بتوافر القدرة على انجاز المهام كلها، فالمطلوب أن يكون الإنسان بكل ماتحمله هذه الكلمة من مضامين عالية وثمينة، حب الإنسانية والتضامن مع الناس، والتعاطف الوجداني والاحساس بوجودهم. ولابد من السعي لتفعيل دور قيّم الاعتدال، وتهيأة وتفعيل الأفكار والآراء للتعامل مع القضايا الأخلاقية بأسلوب يتسم بالسلم الأهلي والمرونة والترويج لتنمية الشعور باحترام الآخر، والاعتراف به وبحقه في ممارسة أفكاره، وعقائده بالطريقة التي يؤمنون بها.

ولابد من السعي الحثيث لنشر ثقافة الاعتدال في المجتمع بشأن التعريف بالثقافة الوسطية وتوظيفها في الإصلاح، من خلال تنظيم وتوظيف تكنولوجيا المعلومات الحديثة ومواقع التواصل الإجتماعي، فهي الأسرع والأنفع، بالإضافة إلى دور المدرسة الكبير في التربية، وتطوير المناهج التعليمة الحديثة المجددة بما يخدم خطاب الاعتدال.

وبالتأكيد لا نغفل عن دور الأسرة وتوجيهها للأبناء وتربيتهم على الاستقامة وإلالتزام بكتاب الله كونه المرجع الأول في تربية الإنسان وتقويم سلوكه وفق النواهي وماهو مشروع  للإنسان. كما أنَّ من الضروري تنظيم حملات إعلامية تهدف إلى توعية المجتمع، وتوسيع دائرة الدورات التثقيفية للشباب ومالها دور كبير لنشر فكر الاعتدال، فالعالم أحوج مايكون إلى استجلاء الأهداف الإنسانية للوصول إلى مجتمع قادر على استيعاب الحياة الكريمة بكل أفرادها.

الانسان
المجتمع
الاسلام
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب

    كعكة عيد الميلاد أمنية مؤجلة

    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير

    المضادات الحيوية تضر بالأمعاء... وهكذا يتم ترميمها

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    آخر القراءات

    كي لا تفقد بياض فطرتك

    النشر : الثلاثاء 12 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    فَقدُ الأَحِبة غُربة.. ولكن!

    النشر : الأربعاء 18 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    هل هناك مخاطر صحية لتناوله الإندومي على الأطفال؟

    النشر : الثلاثاء 25 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    أربع علامات مرضية رغم الشعور بأنك بخير!

    النشر : الأربعاء 28 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    عقوق الوالدين بدايته ألم ونهايته إثم

    النشر : الخميس 04 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    الذهب البرازيلي.. زينه كاذبة وتجارة رائجة

    النشر : الثلاثاء 24 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 36 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1063 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 812 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 701 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 670 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 539 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 456 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1185 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1065 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1063 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 977 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 850 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 812 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب
    • منذ 20 ساعة
    كعكة عيد الميلاد أمنية مؤجلة
    • منذ 20 ساعة
    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير
    • منذ 20 ساعة
    المضادات الحيوية تضر بالأمعاء... وهكذا يتم ترميمها
    • منذ 21 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة