• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عن المنطق الأجوف وهلاك العاطفة

سمانا السامرائي / الثلاثاء 12 كانون الأول 2023 / ثقافة / 1579
شارك الموضوع :

إن من المنطق استخدام العاطفة في مواقف العاطفة كعلاقة الأزواج ببعضهم وعلاقة الآباء وأبنائهم

عليك أن تضبط انفعالاتك، أن تزن المواقف بميزان المنطق، ذلك ما يجعل منك شخصاً موثوقاً وراقياً، هذا ما أخبرت به طالباتي ذات مرة وعندها سألتني طالبة "هل يجب أن نتخلى عن العواطف إذن؟" كان سؤالاً بسيطاً نابعاً من الفضول الخالص، لكنه أحد تلك الأسئلة التي نريد جميعاً طرحها، نساءً ورجالاً..

تميل أغلب فلسفات العيش ومناهجه الرصينة إلى الدعوة إلى عقلنة الأمور، ومنطقية الفكر والفعل، وضبط النفس، وربط الغربيون العاطفة بالنساء ووصموهن بالضعف والخمول وعدم سداد الرأي بفعل هذه العاطفة، فحرموهن من الممارسات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية.

ثم تسرب هذا التيار الفكري إلى العالم العربي عن طريق الاحتلال وتسيد المشهد العربي حتى ظُن أنه عربي.

فأبى الرجل أن يكون مهزوماً منكسراً فنأى عن العواطف كلها، ولم تربي النساء رجالاً يحملون عواطف لأنهن رأوه نقصاً في شخصيته، ونبذت المرأة العاطفة ومحت كل آثارها لأنها ما أرادت أن تحرم من فرص النمو الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي في عالم شديد تنافس هي فيه الحلقة الأضعف والأجدد دخولاً على الساحة، مما جعل كثير من الشعوب تميل إلى التعامل الجلف والعلاقات الخشنة والباردة.

إن من المنطق استخدام العاطفة في مواقف العاطفة كعلاقة الأزواج ببعضهم وعلاقة الآباء وأبنائهم، فلو كان الأبوان عقلانيين بلا عاطفة في تعاملهما مع هفوات الأبناء، لظهرت للأبناء علل نفسية كثيرة، ولما بقيت علاقة سليمة لابن مع والديه، فالولد بحكم جهله كثير الخطأ، والأبوان بحكم محبتهما كثيرا الغفران، فهي العواطف الإنسانية هي ما تجمع الناس كغراء وتربطهم وتجعل هذا الرباط محكم طويل الأمد.

ولا ينحسر الأمر في العلاقات الإنسانية بين الفرد وما يحيطه بل يمتد إلى علاقته بالعالم أجمع، فإن لم يحرك قلبه ظل الشجرة الوارف ونسمات الربيع جاعلة إياه أكثر رأفة وأصفى مزاجاً فهو لم يعش حياة كاملة، وبالمثل ذلك الذي لا يغضبه الظلم، ولا يهزه بؤس الشعوب، ولا يحزنه ألم المتألمين، ولا يشعر بهوان وذل وعجز في المواقف العظام كسرقة بيته والتلاعب بإرثه ومستقبله وحكمه من سلطان جائر، فما هو إلا هيكل عظمي قادر على الحركة، بل لا يمكنه اتخاذ قرار حكيم لافتقاره إلى العاطفة، فقراراته مريضة ذات طبيعة أنانية ضيقة الأفق، لا يمكنها أن توصف بكلمة "منطقي" أبداً مع أنها في حينها قد تبدو في غاية المنطق، وإن كان قاضياً لحكم بأحكام تعسفية.

لذا فلتخش ممن لم تبكيهم غزة مثلاً، ولتبتعد مسافة مدن عمن لم يغضبهم الظلم الغاشم، ولتتحاشى أولئك الذين يرون سخطك ونقمتك لما يحدث من مذبحة أمام ناظريهم مبالغاً به، فتلك عاطفة نبيلة مُحرِرة تسمو بصاحبها وتريه الحق حقاً والباطل باطلاً، وتدفعه للتحرك لرفع الأذى والعدوان عن نفسه وعن غيره.

أما من يحسب أنه حاز المنطق كله بموت عواطفه، فقد خسر المنطق كله، وعبد نفسه وهواه ومصلحته، لأن الشعور هو رابط الأفراد المؤمنين ببعضهم، ورابط العبد بدينه، ودليله نحو النور.

قال تعالى: ((محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)) (الفتح:29).

العاطفة
الانسان
التفكير
السلوك
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    نقص نوم حركة العين السريعة مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف

    النشر : الخميس 07 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    كيف عالج الامام علي الظواهر الاجتماعية السلبية؟

    النشر : الخميس 25 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    عالم الأبراج والجذب في نظرية الإمام الصادق

    النشر : الأربعاء 30 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    السيدة خديجة.. سكن الرسول وملاذ النبوة

    النشر : الثلاثاء 12 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    حلم فوق قمة جبل

    النشر : الأثنين 18 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    قراءة في كتاب: رسائل من القرآن

    النشر : السبت 16 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 488 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 433 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 380 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 358 مشاهدات

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    • 325 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1207 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1112 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1090 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 7 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 7 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 7 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة