• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عن المنطق الأجوف وهلاك العاطفة

سمانا السامرائي / الثلاثاء 12 كانون الأول 2023 / ثقافة / 1465
شارك الموضوع :

إن من المنطق استخدام العاطفة في مواقف العاطفة كعلاقة الأزواج ببعضهم وعلاقة الآباء وأبنائهم

عليك أن تضبط انفعالاتك، أن تزن المواقف بميزان المنطق، ذلك ما يجعل منك شخصاً موثوقاً وراقياً، هذا ما أخبرت به طالباتي ذات مرة وعندها سألتني طالبة "هل يجب أن نتخلى عن العواطف إذن؟" كان سؤالاً بسيطاً نابعاً من الفضول الخالص، لكنه أحد تلك الأسئلة التي نريد جميعاً طرحها، نساءً ورجالاً..

تميل أغلب فلسفات العيش ومناهجه الرصينة إلى الدعوة إلى عقلنة الأمور، ومنطقية الفكر والفعل، وضبط النفس، وربط الغربيون العاطفة بالنساء ووصموهن بالضعف والخمول وعدم سداد الرأي بفعل هذه العاطفة، فحرموهن من الممارسات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية.

ثم تسرب هذا التيار الفكري إلى العالم العربي عن طريق الاحتلال وتسيد المشهد العربي حتى ظُن أنه عربي.

فأبى الرجل أن يكون مهزوماً منكسراً فنأى عن العواطف كلها، ولم تربي النساء رجالاً يحملون عواطف لأنهن رأوه نقصاً في شخصيته، ونبذت المرأة العاطفة ومحت كل آثارها لأنها ما أرادت أن تحرم من فرص النمو الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي في عالم شديد تنافس هي فيه الحلقة الأضعف والأجدد دخولاً على الساحة، مما جعل كثير من الشعوب تميل إلى التعامل الجلف والعلاقات الخشنة والباردة.

إن من المنطق استخدام العاطفة في مواقف العاطفة كعلاقة الأزواج ببعضهم وعلاقة الآباء وأبنائهم، فلو كان الأبوان عقلانيين بلا عاطفة في تعاملهما مع هفوات الأبناء، لظهرت للأبناء علل نفسية كثيرة، ولما بقيت علاقة سليمة لابن مع والديه، فالولد بحكم جهله كثير الخطأ، والأبوان بحكم محبتهما كثيرا الغفران، فهي العواطف الإنسانية هي ما تجمع الناس كغراء وتربطهم وتجعل هذا الرباط محكم طويل الأمد.

ولا ينحسر الأمر في العلاقات الإنسانية بين الفرد وما يحيطه بل يمتد إلى علاقته بالعالم أجمع، فإن لم يحرك قلبه ظل الشجرة الوارف ونسمات الربيع جاعلة إياه أكثر رأفة وأصفى مزاجاً فهو لم يعش حياة كاملة، وبالمثل ذلك الذي لا يغضبه الظلم، ولا يهزه بؤس الشعوب، ولا يحزنه ألم المتألمين، ولا يشعر بهوان وذل وعجز في المواقف العظام كسرقة بيته والتلاعب بإرثه ومستقبله وحكمه من سلطان جائر، فما هو إلا هيكل عظمي قادر على الحركة، بل لا يمكنه اتخاذ قرار حكيم لافتقاره إلى العاطفة، فقراراته مريضة ذات طبيعة أنانية ضيقة الأفق، لا يمكنها أن توصف بكلمة "منطقي" أبداً مع أنها في حينها قد تبدو في غاية المنطق، وإن كان قاضياً لحكم بأحكام تعسفية.

لذا فلتخش ممن لم تبكيهم غزة مثلاً، ولتبتعد مسافة مدن عمن لم يغضبهم الظلم الغاشم، ولتتحاشى أولئك الذين يرون سخطك ونقمتك لما يحدث من مذبحة أمام ناظريهم مبالغاً به، فتلك عاطفة نبيلة مُحرِرة تسمو بصاحبها وتريه الحق حقاً والباطل باطلاً، وتدفعه للتحرك لرفع الأذى والعدوان عن نفسه وعن غيره.

أما من يحسب أنه حاز المنطق كله بموت عواطفه، فقد خسر المنطق كله، وعبد نفسه وهواه ومصلحته، لأن الشعور هو رابط الأفراد المؤمنين ببعضهم، ورابط العبد بدينه، ودليله نحو النور.

قال تعالى: ((محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)) (الفتح:29).

العاطفة
الانسان
التفكير
السلوك
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    وما أدراك ما علي!

    النشر : الثلاثاء 05 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الإيمان وحده لايكفي.. كيف يرتقي المؤمن؟

    النشر : الأربعاء 21 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الكتابة التشكيلية في أدعية الإمام السجاد

    النشر : الخميس 02 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أفكارك هي أنت.. فأحسن الإختيار

    النشر : الأحد 28 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الكنز المغبون

    النشر : الأربعاء 30 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الشكر: بوصلة للتائهين

    النشر : الخميس 23 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1018 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 747 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 647 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 619 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 618 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 518 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1056 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1018 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 974 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 747 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 17 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 17 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 17 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 17 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة