• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الوأد الحاني

عبير المنظور / الخميس 11 كانون الثاني 2018 / تربية / 3023
شارك الموضوع :

بعيدا عن اسماع الزمن حيث تتوقف اللحظات وتتسع الحدقات وتصمت الكلمات ويبقى الأمل واجماً حينما تنهال ذرات التراب على وليدة يئدها ابوها في زمن

بعيدا عن اسماع الزمن حيث تتوقف اللحظات وتتسع الحدقات وتصمت الكلمات ويبقى الأمل واجماً حينما تنهال ذرات التراب على وليدة يئدها ابوها في زمن الجاهلية الاولى، وبعد قرون من الحضارات المتعاقبة على مر الاجيال وحتى في وقتنا الحاضر زمن العولمة لا زال وأد البنات موجودا ولكن باشكال اخرى نراها في مجتمعاتنا اليوم فهو وان لم يكن قتلا ماديا لكنه قتل معنوي، قتل للروح، قتل للارادة، قتل للحرية، قتل للحياة، قتل للبراءة، قتل للفكر، قتل للمفاهيم والاسس الصحيحة..

وجميعها صور لا تخلو من الهمجية والظلم للنساء كزواج الغصب والاكراه والفصلية والنهوة وغيرها، ومما لا شك فيه ان هذه الظواهر يرفضها العقل والدين والفطرة الانسانية، كما ان هناك العديد من الاصوات الصادحة بمحاربة هذه الظواهر وتثقف وتنظّر لزرع الوعي في المجتمع للحد من هذه الظواهر وايجاد الحلول المناسبة لها لانها صور متجددة لوأد البنات وممارسات عنف تميت الفتيات وهن على قيد الحياة وهذا ما لا خلاف فيه.

ومن هذا المنطلق نستطيع ان نقول ان هناك نوعا جديدا من وأد البنات لكن بصورة حضارية اكثر فقد تعددت المصاديق والمفهوم واحد انه وأد بلغة الحب وبلمسة الابوين الحانية! مما يجعلني اسميه الوأد الحاني!.

فالاباء يئدون البنت وأدا حانيا حينما يعتقدون ان دورهم التربوي تجاه فتياتهم ينحصر في الانفاق وتوفير المستلزمات البدنية والكمالية دون الالتفات الى اهمية الغذاء الروحي والفكري وتوجيه الفتيات نحو الايديولوجيات الصحيحة بحيث تبني الفتاة نفسها وتحدد هويتها ومسارها الفكري والعقائدي على اسس متينة وبعكسه نرى الفتاة تتخبط في اول مزلق من مزالق الحياة وابسطها وصدق الامام الحسن الزكي (ع) حينما قال (عَجِبْتُ لِمَنْ يَتَفَكَّـرُ فى مَـأْكُولِهِ كَيْـفَ لا يَتَفَـكَّـرُ في مَعْـقُـولِهِ، فَيُجَنِّبُ بَطْنَهُ ما يُؤْذيهِ، وَيُودِعُ صَدْرَهُ ما يُرْدِيهِ)*١.

 يئدون الفتيات وأدا حانيا حينما يقحمون الفتيات في عالم التكنولوجيا الحديثة دون رقابة وتوجيه مسبق للتمييز بين الصالح والطالح، يئدون البنات حينما يبتاعون الاجهزة الذكية الباهظة الثمن مع العديد من مواقع التواصل الاجتماعي وينامون ليلهم تاركين الفتاة تتنقل من موقع تواصل الى اخر حتى وقت متأخر من الليل ولربما حتى الصباح مع وسائل الاغراء الشيطانية وحب الفضول والاندفاع عند الشباب وقد تكون احيانا محادثات للجنس الاخر واستخدامات لسمايلات لها دلالات وايحاءات غير اخلاقية وربما يتطور الحال الى امور لا يحمد عقباها بسبب اهمال الاهل وعدم الرقابة للصحيحة للفتاة وبعدهم عن عالم الفتيات ومشاكلهن وسلوكياتهن على مواقع التواصل الاجتماعي.

يئدون البنات حينما يشتركون معهم في متابعة محطات التلفزة الفضائية وبرامجها غير الهادفة والمتميعة او البرامج الموجهة لتضليل عقول النشئ وتغيير المفاهيم وهي احدى اخطر وسائل الحرب الباردة والتي تنتشر بكثرة في المسلسلات المدبلجة التي تصور واقعا بعيدا كل البعد عن عالمنا الاسلامي والفطرة السليمة والمنظومة القيمية لمجتمعاتنا الملتزمة مما يميت في نفوس الفتيات القيم والمفاهيم الصحيحة.

نحن لسنا ضد ان نوفر لفتياتنا كل مستلزمات الحياة العصرية واعطاءهن الثقة لكن على الاباء ان يلتفتوا الى وسائل التربية الصحيحة من رقابة في حدها المعقول لا ان نلاحقها في كل شاردة وواردة ونجعلها تبدو كمتهمة في قفص الاتهام ولا ان نترك لها الحبل على الغارب اي لا افراط ولا تفريط..

فالوسطية والاعتدال في الرقابة والتواصل مع الفتيات وتغذيتهن بالعاطفة المشوبة بالتعقل ومد جسور التفاهم والصداقة معهن ومشاركتهن اهتماماتهن وطموحاتهن وافكارهن وتوجيههن كفيل بأن نربي جيلا من الفتيات تتحمل مسؤوليات الحياة بعقلية ناضجة متفتحة مميزة للامور لدرجة الامان على زهراتنا وفتياتنا من براثن الحرب الناعمة واشكاله المتعددة وحرب الاعلام المضلل وهيمنة مواقع التواصل على حياة الفتيات وادمانهن عليه بحجج كثيرة منها قتل الوقت والتسلية وغيرها من الاعذار الواهية مما خلق جيلا من للفتيات الغالبية العظمى منه انسلخ من هويته الاسلامية واخذ يلهث وراء الاقنعة البراقة من العبودية، عبودية التكنولوجيا، عبودية الذات، عبودية الايدلوجيات الغربية وانعكاساتها على سلوكيات الفتاة ومدى التزامها الديني والعقائدي وتداعيات تلك الانعكاسات على البنية الاسرية والاجتماعية.

فلنكن حذرين من هذه السموم المنتشرة في مجتمعاتنا قبل ان تستفحل ولنجنبها فلذات اكبادنا فنحن مسؤولون ومساءلون عن تربية اولادنا والفتيات بشكل خاص لمشاعرهن المرهفة وطبيعتهن الفسيولوجية كي لا نكون ممن يئد بناته وأدا حانيا ولنتذكر دائما قوله تعالى (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَت ْ(8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9))*٢.

الهوامش:
*١ بحارالأنوار: ج1، ص218
*٢ سورة التكوير ٨_٩

المرأة
المجتمع
وسائل التواصل الاجتماعي
الاخلاق
التربية
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    لماذا غابت بهجة العيد؟

    النشر : الخميس 15 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    اليوم العالمي للأرامل: نساء خفيات.. ومشكلات خفية

    النشر : الثلاثاء 23 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    في أدراج الذاكرة.. لاشيء يموت!

    النشر : الخميس 07 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    رجوع المطلقين الى حياتهم.. بداية النهاية

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    ما هي الملكية الفكرية؟

    النشر : السبت 27 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    "تاكسي وردي" من اجل توفير المزيد من الراحة والخصوصية للنساء في الاردن

    النشر : الأربعاء 04 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 487 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 432 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 379 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 355 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 325 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1203 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1108 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1088 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 3 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 3 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 4 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة