• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الممتحنة الصابرة

فاطمة الركابي / الأربعاء 11 كانون الأول 2019 / تربية / 2795
شارك الموضوع :

نقرأ في إحدى فقرات زيارة السيدة الزهراء(عليها السلام): \"اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ الَّذي خَلَقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا

نقرأ في إحدى فقرات زيارة السيدة الزهراء(عليها السلام): "اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ الَّذي خَلَقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً"(١)، إن إختيار حجج السماء لا يكون بلا مقدمات-كما هو بَين- وعلى أساس ذلك يحصل التفاضل بين الناس، إذ أن أول المقدمات المتحققة في مولاتنا الزهراء(عليها السلام) إجتياز الامتحانات الالهية في ذلك العالم، كما ورد في هذه الفقرة التي وصفتها" بالممتحنة"، ومن ثم تخبرنا بتحقق النجاح بالإمتحان بعبارة "فوجدك"، وصورة النجاح هو "تحقق الصبر".

فالصبر في مفهومه الفاطمي يُمكن أن نعبر عنه بإنه ضبط النفس تجاه كل ابتلاء وظرف قاهر وصعب، لأداء التكليف الالهي على أكمل وجه.

إذ يمكن أن نرى شيء من تحقق إجتيازها للإختبارات الالهية في ذلك العالم من خلال ما مرت به وعاشته في حياتها الدنيا-وبمقدار ما وصل إلينا وما فهمناه من سيرتها الشريفة- فمنذ لحظات طفولتها مع إنها ابنة أكبر وأعظم رجل في الأرض إلا إنها لم تعش حياة مرفهة مريحة كما هو المعتاد لمن لهم السلطة والوجاهة والجاه، بل كانت تعيش كحياة بسيطة ومتواضعة جداً، كانت نعم العون والسند المدافع لأبيها الخاتم (صلى الله عليه وآله) في كل مراحل دعوته، لم تظهر إلا الإيمان والثبات، فهي حقيقته وجوهره.

وفي أجمل لحظات كل فتاة أعطت فستان الزفاف، لتكشف لنا عن جوهر قيمة الانسان الصبور في بذل ما تحبه النفس للمحتاج، وفي لحظات إظهار العطف من اي أم للأبناء هي كأم أعطت كل ما في المنزل من طعام لسائل جائع- على بساطته وتواضعه- فبقوا أمامها جياع، فأقر الله تعالى عينها بمائدة من السماء، فأظهرت لنا شكل أخر من الصبر الذي هو بالعطاء وإدخال السرور على الفقراء.

وفي لحظات التعليم للأخريات امتزج الصبر بالحلم  فهي صلوات الله عليها لم تمل تكرار الاجابات، وكثرت الغاديات اليها من النسوة السائلات بل كانت بها تذق طعم إنسانيتها بنفع الاخريات، وفي لحظات المعايشة كانت تشاطر جاريتها في أعمال البيت مع ما لها من رفعة الشأن وعلو الدرجات.

أما حياتها مع الأمير (عليه السلام) فكانت له الأُنس والسَكن، كانت تقاسمه مرارة وصعوبة العيش بثغر باسم وقلب ملئه الحب والرضا والاطمئنان، وهكذا لحظات ليلها كانت تقضيه بالتهجد وتقديم الدعاء لقضاء حوائج الجيران.

 حتى ختمت حياتها كما بينت في خطبها بأن ابتدأت حديثها معرفة نفسها [أيها الناس: اعْلَمُوا أنِّي فاطِمَةُ](٢) وكأنها تقول: أنا التي أصبر على ما سيلحق بي لقول كلمة الحق أمام سلطان جائر في الوقت الذي كانت تلك الوقفة صعبة على الاغلب الأعم من الرجال، وهل يُستغرب بعدئذ من النساء إن لزِمن الصمت والإكتفاء بالإنصات؟! وكأنها تقول: ها أنا أقف لنصرة الحق، ولإظهار الحقيقة، داعية لنجاة مجتمع أتبع حزب الشيطان، ناصرة لحجة الله في أرضه لأكون يوم القيامة من حزب الله {أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(٣) وإن كان به فقد النفس ومفارقة أعز الأحباب، وأي أحباب إنهم أحب الخلق على الخالق المتعال لكنها (عليها السلام) -كما قلنا- الصابرة، فصبرت على فراقهم لتبلغ جوار الباري وقربه وقربهم الأبدي بعد هذه الحياة القصيرة. هكذا كانت دنياها بإختصار تجليا ل[فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً] وما خفي أعظم فهي سر الله !.

________

(١) وسائل الشيعة: ج 14، ص 367.
(٢) بحار الأنوار: ج ٢٩، ص٢٢٣.
(٣) المجادلة:22.

فاطمة الزهراء
القيم
الدين
الانسانية
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    أوراق المانغو .. مميزات صحية وجمالية

    النشر : الأثنين 12 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    بين الحب والمعاملة.. يكمن الدين

    النشر : السبت 10 آب 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ماذا يفعل الأكل المتأخر بجسمك؟

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كيف يؤثر المال على سعادة الأفراد؟

    النشر : الأربعاء 07 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الطلاق ليس نهاية الحياة..

    النشر : الأربعاء 07 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الحزن الشامخ!

    النشر : السبت 08 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 999 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 637 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 592 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 442 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1049 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 999 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 973 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 10 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 10 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 10 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 10 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة