• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

رجال الغيوم

زهراء الوكيل / الأربعاء 08 آذار 2023 / تربية / 1402
شارك الموضوع :

من عادات أسرتنا أن يقوم كلّ فرد بترتيب سريره بنفسه حالما يستيقظ من نومه، ويرفع الوسادة بحثًا عن صكّ كنزٍ

القصة الفائزة بالمرتبة الثالثة في مسابقة القصة القصيرة المقامة على هامش مهرجان أفق الانتظار وبناء الأمل ٤

غزت خيوط الشمس الذهبية دارنا بعد أن ألقت بشباكها شعاعًا ناصعًا على نباتاتي الظليّة، دفئها الذي غمرنا لم يكن إلّا إحدى لمسات أمّي السحرية حين تفتح النافذة كلّ صباح لأصحو على أثرها مع صفير البلبل، رتّبتُ سريري، رفعتُ وسادتي باحثةً عن شيءٍ ثمين، لكن وا حرّ قلبي اليوم كذلك لم أجد شيئًا، أخذت دموعي تتساقط رغمًا عنّي بغزارة.

من عادات أسرتنا أن يقوم كلّ فرد بترتيب سريره بنفسه حالما يستيقظ من نومه، ويرفع الوسادة بحثًا عن صكّ كنزٍ لا يُقدّر بثمن جُعل تحتها، فوالدنا قد وعدنا بأن يجعله تحت وسادة بعضنا.

يعتقد والدنا أنّنا في رحلتنا نتعرّض للمطبّات، لقد حذّرنا من العدوّ فهو يشنّ هجمة شرسة، يعمل ويخطّط وينفّذ، هدفه الأطفال والشباب، يريد أن يشغلهم بالتفاهة ليُسقطهم في الغربال، لن يبقى منهم سوى الأندر الأندر، وهو الذي سيكون جديرًا بالحصول على الكنز، احترتُ في أمري، فأنّى لي بالوصول، لابدّ من وجود طريق للفوز، التجأتُ إلى كتاب الله ليكون لي نِعم السند، فقرأتُ قوله تعالى: ﴿...وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ و ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ۞ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾ ازداد حماسي فزَخَر إصراري، صِرنا نحن الأخوة نتنافس فيما بيننا لكسب رضا أبينا، عملتُ على قلبي لأجعله نقيًّا من دنس النفاق، مهذّبًا من رجس الشقاق، وتطبّعتُ بالهشاشة والبشاشة.

أحد إخوتي صار مثل المسك الذي يفوح أريجه فلا يتغيّر أبدًا، ومثل القمر المنير في كبد السماء الذي لا يُطفأ نوره أبدًا، وآخر بات لا ينام الليل، له دويّ في صلاته كدويّ النحل، يبيت قائمًا على أطرافه ويصبح على خيله، راهب بالليل، ليث بالنهار كالمصباح كأنّ قلبه القنديل.

كُلٌّ منّا باشر بالعمل على نفسه ليكون الأول في الفوز بالسباق قبل الآخرين، عندما أراد أبونا السفر قال لنا: في غيابي مَن يصلح نفسه أولًا يكون الأقرب، أمّا إذا عدتُ فسيصعب على المقصّرين الحصول على الكنز؛ لأنّهم لم يجاهدوا أنفسهم ويعدّونها في غيابي ليكونوا جديرين بالفوز..

وهكذا مضت الأيام والساعات الواحدة تلو الأخرى، وكلّنا يعمل بما يراه الأفضل، أمّا أبونا فلم يعد بعدُ.

طالت المدّة ونحن في غياهب الإنتظار، زاد شوقي إلى أبي وفاضت شهقات الحنين كمرجل تصفق فيه أجنحة الفقد.

رنتُ إلى السماء فرأيتُ الغيوم قد تشكّلت على صورة دلو ماء فوق بئر الغَيْبة، قلتُ لنفسي: ربّما ستروي العطاشى إلى الماء المعين.

تأجّجت مشاعري حين ذكرتُ الغائب، فصدحتُ قائلةً: استعدّي يا غيوم فما يدريكِ لعلّ الساعة قريبة لتحملي رجالًا قلب أحدهم كزبر الحديد، يتمسّح بسرج مولاه، يحفّ به، يقيه بنفسه في السرّاء والضرّاء، أطوع له من الأمة لسيّدها، برأه الله بطهارة الولادة ونفاسة التربة.

ليس من شيءٍ إلّا وهو مطيعٌ لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير، ولتتفاخر الأرض حين يسيرون عليها وتقول: مرّ بي اليوم رجلٌ من أصحاب القائم.

هنّأكِ الله ياغيوم بما أولاكِ من رجالٍ أشدّاء، قوة الرجل منهم بأربعين شخصًا، لو مرّوا بجبال الحديد لقطعوها، سيتنقّلون عليكِ في وضح النهار ليسيروا إلى سيّدهم من بلدٍ إلى بلد، في ذلك الصباح الموعود سيتفقّد كلّ رجلٍ منهم تحت وسادته فيعثر على صكٍّ مكتوبٍ فيه: طاعةٌ معروفة.. حينها ستغمره السعادة الكبرى بحصوله على الكنز الحقيقي إذ سيتيقّن بأنّه من رجالكِ ياغيوم.

الامام المهدي
التاريخ
الايمان
الانتظار
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    آخر القراءات

    آية وإضاءة للحياة: أدب العطاء

    النشر : الثلاثاء 13 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    فوائد التفاح الصحية وماهو فرق اللون الأحمر عن بقية الألوان؟

    النشر : الخميس 06 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    لا تستهن بمعجون الأسنان.. له 12 استخدام من بينها تلميع المصابيح وتنظيف الأظافر

    النشر : الأحد 26 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    فاكهة الفلاسفة.. 10 فوائد لا تصدق للموز

    النشر : السبت 31 آب 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    مسابقة القرب المهدوي

    النشر : السبت 21 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    علي بابا تطلق نموذج ذكاء اصطناعي ينافس تشات جي بي تي

    النشر : الأحد 02 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 571 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 498 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 412 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 391 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 389 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 370 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1288 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 902 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 711 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 685 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 666 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 629 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها
    • منذ 16 ساعة
    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟
    • منذ 16 ساعة
    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة
    • منذ 16 ساعة
    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة