• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عنوسة أم أزمة رجال؟

زهراء وحيدي / السبت 21 كانون الثاني 2017 / علاقات زوجية / 2739
شارك الموضوع :

هاهي أقدام الأربعين تقترب من عتبة عمري بخطوات عنيفة، عقارب الزمن تصارع اللحظات لترمي بزهرة شبابي على مقصلة الخوف، عيون العابرين تشنق احلام

هاهي أقدام الأربعين تقترب من عتبة عمري بخطوات عنيفة، عقارب الزمن تصارع اللحظات لترمي بزهرة شبابي على مقصلة الخوف، عيون العابرين تشنق احلامي الصغرى، وانا اتمتم شهادتي... حتى تأملت ما يحصل حولي، مقصلة!، شهادة!، عنف!، عقارب زمن!، هل يريدون اعدامي فقط لأني تجاوزت الأربعين؟، هل هذه "الكاميرا الخفية" ام ماذا؟!.

عدت الى وعيي ونزلت من المقصلة، خلعت الزي البرتقالي الذي يشبه لون عاداتهم البالية ونطقت جملتي بفائق السخرية: تريدون اعدامي فقط لأني عانس؟، رفعت حاجبي وكسرت صمتي بضحكة عالية، مسكت "المايك"، واعتليت المنصة، وقفت بكل جبروت وتحدثت مع الجمهور بأعلى ترددات صوتي: أحبائي الجمهور، تجاوزت الأربعين من عمري نعم!، بدأت التجاعيد تظهر على ملامح وجهي نعم، انا عانس نعم!، ولكن، هل أستحق ان تلفوا حول عنقي حبل العادات بتهمة العنوسة؟!، انا يا سادة بريئة مما تدعون. عندما بلغت الخامسة عشر من عمري، تفتحت إقحوانتي وتمنيت لو يأتي شاب من العصر الذهبي يعتلي حصانه الأبيض، او بالأحرى سيارته (الرانج روفر) البيضاء، يأخذني الى قصره الذهبي واعيش معه حياة رغيدة، وانجب منه طفلة شقراء، ولكن هذا الشاب استشهد في الانفجار الذي استهدف مدينتي، ولم يسعه الوقت كي يأتي ويتزوجني...

وما ان تجاوزت الخامسة والعشرين انخفض سقف توقعاتي، تمنيت شاباً ذا حسب ونسب بوظيفة محترمة، وراتب لا بأس به، أنجب منه طفلة سمراء!، ولكنه لم يأتِ لأنه كان مشغولاً في محاربة داعش ولم يكن فارغاً ليترك ساحات القتال للعدو ويأتي يتزوجني وينقذني من كابوس العنوسة!، وما ان تجاوزت الثلاثين.. تغيرت نظرتي للحياة، وقلت لنفسي: الغنى غنى النفس، وماذا يعني لو تزوجت شاباً فقيراً وانجبت منه فتاةً سوداء؟!. ولكنه ولسوء حظي لم يأتِ ايضاً، لأنه هاجر الى المانيا... وتركني هنا اصارع مصطلح العنوسة وحدي.

ما ذنبي انا اذا كان بلدي يعاني من ازمة رجال، لأن اعداد النساء تفوق اعداد الرجال، او لأن الشاب العراقي هاجر الى الخارج او لا زال مشغولاً في محاربة داعش، او لأن اغلب النساء المتزوجات يرفضن مفهوم تعدد الزوجات..

او لأن والدي الكريم يحلم بمهر خرافي على أمل انه سيضمن به مستقبلي الذي لن اعيشه حتى، او كارثة امي التي تحلم بعرس ملكي لا يستطيع دفع تكاليفه الاّ ابن الملك!.

تلفّون حبل العادات المتأخرة على عنق المظلوم، وتتركون الظالم يسرح بحرية؟!، جعلتم من مصطلح العنوسة مسبة توجهونها للفتاة التي فاتها قطار الزواج!. ماهذا بربكم، حتى وان كانت الفتاة راضية بقدرها، انتم من ستكرّهونها بنفسها.. وكأن الحياة ستتوقف بسبب رجل!.

لو كنتم كما تدعون اعدموا الظروف، والحروب التي باتت تقطف زهور شبابنا، وتنازلوا عن المتطلبات الملكية، راعوا الشباب في مسألة المهر، ثم تعالوا واطلقوا عليَّ وعلى مثيلاتي مصطلح العنوسة.

اظنني وبكل الأحوال سأبقى جالسة في مطرحي، انتم تندبون حظي العاثر الذي تركني بلا زواج، وانا الوم الحروب، الظروف، امي، وابي، وحتى سقف توقعاتي الهابط! الى ان اتزوج بمعجزة الهية ويشملني العفو من تهمة العنوسة، صدقوني يا سادة لو بلغت التسعين من العمر سأبقى أنتظر فارس احلامي، وسارتدي الفستان الابيض، وسأنجب منه طفلة جميلة، وسأغيض عذالي... لأن شعاع الأمل الذي يسكن وسط فؤادي من المستحيل ان ينطفىء.

المرأة
الرجل
الزواج
العمر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    النشر : الأحد 27 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    فرح لم يتم..

    النشر : السبت 11 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    قراءة في رواية: الغريب

    النشر : الثلاثاء 13 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    تلقين العقل الباطني: قوة الكلمة الملفوظة

    النشر : الخميس 09 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    حرف من السَعَفَة: عبقات من التراث العراقي الأصيل

    النشر : الخميس 25 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    صراعات خلف الأبواب المغلقة.. في العراق أكثر من 90 حالة عنف أسري يومياً في البلاد

    النشر : الأثنين 05 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 537 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 352 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 9 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 9 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 9 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة