• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مبدأ الحق في منظور الإمام علي

زهراء الجابري / الأثنين 02 آب 2021 / اعلام / 2154
شارك الموضوع :

جسّد الإمام علي عليه السلام عدالته من خلال التشريعات الإسلامية التي حولها إلى تطبيق

حلمت البشرية منذ الأزل بهدفها المنشود وهو حق الإنسان في الحياة والعيش بسعادة ليكون العدل والمساواة والحرية الضمان لبقاء هذا الحق، ولطالما برزت دعوات الإصلاح حتى قبل الإسلام مما يدل على أن المطلب هو فطري بطبعه وقد جاءت الأديان بشرائعها لتحقيق هذا الهدف: "وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط"، وقد تبنت بعض التشريعات الوضعية هذا الهدف أيضاً مداً وجزراً، فتضمنت تشريعات حمورابي بعض الأحكام الموافقة لحقوق الإنسان. كما أن الأغريق منحوا المجتمع سلطة التشريع وسمّوها بالديمقراطية الإغريقية، واستمدّت الثورة الفرنسية من جان جاك روسو أفكاره عن حقوق الفرد لتؤثر تأثيراً كبيراً في إعداد وثيقة عن: "حقوق الإنسان" التي تضمنها دستور عام 1719م، أكّدت على الحرية والمساواة وسيادة الشعب.

إذا كانت الحضارة اليونانية تفخر بشريعة سولون، والتاريخ الإنجليزي يفخر بوثيقة (الماجنا كارتا)، والثورة الفرنسية تفخر بين تاريخ الثورات بإعلان حقوق الإنسان، فإن الحضارة الإسلامية الزاهرة قد قدّمت للأجيال المتعاقبة منذ أربعة عشر قرناً هذا العهد العلوي الخالد على الدهر بأعدل المبادئ المقرّرة في فقه السياسة والحكم، فليس من أساس بوثيقة حقوق الإنسان التي نشرتها هيئة الأمم المتحدة إلا وتجد له مثيلاً في دستور ابن أبي طالب عليه السلام ثم تجد في دستوره ما يعلو ويزيد.

جسّد الإمام علي عليه السلام عدالته من خلال التشريعات الإسلامية التي حولها إلى تطبيق في الواقع على رعيته حتى بقيت مقولته الفريدة والتي لم تصدر عن غيره، تثير استغراب وتعجب الكثيرين من المؤرخين لتاريخ الأمم والتي قال فيها: "لقد أصبحت الأمم تشكو ظلم رعاتها وأصبحت أشكو ظلم رعيتي، ولقد كنت بالأمس أميراً واليوم مأموراً، وكنت ناهياً واليوم منهياً"، وقد وضع الإمام علي عليه السلام معالم الحق عند الراعي الحاكم من وحي ما افترضه الله على عباده لتصلح بذلك البلاد والعباد، من هذه الديباجة الرائعة التي تصلح لأن تكون رؤية الإسلام للحقوق الإنسانية صبّها علي بن أبي طالب عليه السلام في هذا القالب الأدبي المفعم بأدبيات الحاكم الذي يحرص على إقامة الحق: "وأعظم ما افترض سبحانه من تلك الحقوق حق الوالي على الرعيّة وحق الرعيّة على الوالي فريضة فرضها الله سبحانه لكلٍّ على كلّ فجعلها نظاماً لألفتهم وعزاً لدينهم، فليست تصلح الرعيّة إلا بصلاح الولاة ولا تصلح الولاة إلا باستقامة الرعيّة. فإذا أدّت الرعيّة إلى الوالي حقّه، وأدى الوالي إليها حقّها، عزّ الحق بينهم، وقامت مناهج الدين، واعتدلت معالم العدل، وجرت على إذلالها السنن فصلح بذلك الزمان وطمع في بقاء الدولة ويئست مطامع الأعداء".

إذن يرى الإمام عليه السلام أن الحقوق المتبادلة بين الراعي والرعيّة هي ما يُقوِّم أركان الدولة ويصحّح أيَّ مسار قد ينحرف بالأمة، وإذا تم تجاهل هذه الحقوق فستنهار أركان الدولة لقوله عليه السلام: "وإذا غلبت الرعيّة واليها، أو أجحف الوالي برعيّته، اختلفت هنالك الكلمة وظهرت معالم الجور، وكثر الإدغال في الدين، وتركت محاج السنن فعمل بالهوى، وعطلت الأحكام، وكثرت علل النفوس".

ولم تفتأ البشرية تبحث عن حقوق الإنسان في أروقة الهيئات والثورات التي طالبت بالحقوق في العصر الحديث خاصّة بعد الدمار الذي لحق بالعالم من خلال الحربين العالميتين من خلال عصبة الأمم المتحدة عام 1920 التي كانت من أهدافها: المحافظة على الأمن والسلم الدوليين وما أقرب ذلك من مواثيق كميثاق باريس في 1928 الذي يطالب بالتسويات السلميّة بين الدول.

وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية أنشئت هيئة الأمم المتحدة سنة 1945 في مؤتمر: "سان فرنسيسكو" وحينها شكّلت لجنة لتعزيز حقوق الإنسان، وورد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تضمّن في المقدمة ثلاثين مادّة، وجاء في مقدمته: "لما كان الاعتراف بكرامة الإنسان المتأصلة في كيان أعضاء الأسرة البشرية جميعاً وبحقوقهم المتساوية التي لا انتزاع لها عنهم إنما هو على أساس العدل والسلام في العالم، ولما كان تجاهل حقوق الإنسان واحتقارها قد أفضيا إلى أعمال همجية استثارت الضمير الإنساني وكان انبثاق عالم يتمتع المرء فيه بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الخوف والفاقة هي غاية ما يصبو إليه الناس، ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق الإنسان لئلا يضطر المرء في النهاية إلى التمرد على الاستبداد والظلم.

من كتاب (دولة الإمام علي عليه السلام) للدكتور سعيد جعفر كاظم
الامام علي
المجتمع
مفاهيم
القيم
الفكر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    لا تقبل الحياة الضيقة

    النشر : السبت 30 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    هاريس تقول إن إسرائيل "لها الحق في الدفاع عن نفسها"، والفلسطينيون يحتاجون إلى "الكرامة والأمن"!

    النشر : السبت 31 آب 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    درر الامام علي

    النشر : الأربعاء 22 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    فكر بذاتك تفكيراً صحياً

    النشر : السبت 23 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    ما هو سر فقدان الشم لدى مصابي كورونا؟

    النشر : الأثنين 03 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    اخصم وبايع: مبادرة في كربلاء بمناسبة عيد الغدير

    النشر : الأثنين 10 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 361 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 333 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 324 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1076 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1003 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 18 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 18 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 18 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة