• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ين الطموح والضغط: كشف الغطاء عن الكمالية القسرية

ليلى قيس / الثلاثاء 17 ايلول 2024 / تطوير / 1120
شارك الموضوع :

تتزايد الضغوط التي تجعل من الصعب على الأفراد الهروب من هذا السعي القسري نحو الكمال

يعبر الكمالية القسرية عن حالة من السعي الدائم لتحقيق الكمال في جميع جوانب الحياة، ليس بدافع الإيثار أو الرغبة في التميز، بل تحت ضغوط داخلية أو خارجية قد تكون مجتمعية أو نفسية. تتسم هذه الحالة بالتحكم المفرط في التفاصيل والبحث المستمر عن المثالية، مما يؤدي إلى مستويات عالية من القلق والضغط النفسي. الكمالية القسرية ليست مجرد طموح لتحقيق الأهداف، بل هي حالة من الإكراه الذي يفرضه الفرد على نفسه أو يُفرض عليه من قبل المحيطين به.

في العصر الحديث، تتزايد الضغوط التي تجعل من الصعب على الأفراد الهروب من هذا السعي القسري نحو الكمال. سواء كان ذلك عبر وسائل الإعلام التي تروج لنماذج مثالية للجمال والنجاح، أو عبر الضغوط المجتمعية التي تفرض معايير صارمة للنجاح المهني والشخصي، فإن الكمالية القسرية تؤثر بشكل عميق على الصحة النفسية والعاطفية للأفراد. تتجلى هذه الظاهرة في العديد من المجالات مثل العمل، التعليم، والعلاقات الشخصية، حيث يتوقع الأفراد تحقيق معايير عالية وباستمرار، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإحساس بالإرهاق وعدم الرضا.

إن الكمالية القسرية ليست طريقة مَرَضيّة فحسب، تسفر عن علل نفسية عدة كالإجهاد والقلق والسويداء، وإنما هي تخون نفسها أيضاً إذ تؤدي إلى نقيض الغاية التي وُجدت من أجلها، ألا وهي جودة الإنتاج، وتأمين احترام الآخرين، والثقة بالذات. وأحد الأسباب التي تجعل ناشد الكمال عرضة للاضطراب النفسي وضالة الإنتاج كونه يفكر في الحياة على نحو مشوه يعوزه المنطق الصحيح.

وربما كان أفضل دليل على اعوجاج منطق الكماليين، تفكيرهم في أن عدم حصولهم على «الكل» مرادف للحصول على «لا شيء»، كمثل الطالب الذي كانت علامته في الامتحان على الدوام 90 من مئة، حتى إذا حصل على 85 وجد في ذلك إخفاقاً ذريعاً.

وهذا النوع من التفكير يرغم صاحبه على الخوف من الخطأ، والتصرف حياله على نحو غير منطقي. ومن الأمثلة الأخرى على اعوجاج منطق هؤلاء اعتقادهم أن الحدث الذي لا يروقهم سيتكرر إلى ما لا نهاية. لذلك يقول واحدهم إذا أخفق: إني لن أحصل البتة على هذا الأمر». وبدلاً من أن يحاول اكتشاف الخطأ كي يتجنبه، نسمعه يقول: «لم يكن جائزاً أن أرتكب هذه الأخطاء كلها. وهذا النوع من إلقاء اللوم على الذات يولد لدى صاحبه حسّاً بالذنب والإحباط يوقعه في شرك الأخطاء نفسها عوض اكتشاف طرائق لتجنبها.

وهذا النوع من التفكير يسميه أحدهم «ظاهرة القديس أو المجرم»، بمعنى أن الذي يؤمن بهذا الخط ينفي وجود منزلة بين المنزلتين. والظاهرة المذكورة تعمل على النحو الآتي: عندما يستهل الشخص الكمالي نظاماً للحمية الغذائية، على سبيل المثال، فهذا يعني عنده أن عدم اتباع النظام يعني كسره. لذلك يشعر بالغبطة حين يستطيع التقيد بشروط النظام، ومع الغبطة يلازمه شعور بالفضيلة. ولكن ما إن ينحرف قليلاً عن نظامه حتى يظن أن برنامجه انهار نهائياً ويطغى عليه شعور بـ «النجاسة». فإذا أتاح لنفسه أن يأكل مقداراً ضئيلاً من طعام محظور، أتى عليه حس الإخفاق وحمله على أكل ذلك الطعام كله.

ومن الصفات الأخرى الشائعة لدى ناشدي الكمال أن حياتهم تتميز بالوحدة والاضطراب في العلاقات الشخصية.

وانطلاقاً من ظنهم أن الأحكام السلبية للآخرين على أعمالهم تعني الرفض، فهم ينزعون إلى اتخاذ موقف الدفاع حيال النقد، كذلك إلى إصدار الأحكام القاسية على الآخرين. وهذا يبعد الناس عنهم ويخيب آمالهم بهم، وربما أدّى إلى الرفض التام الذي يخشاه أصحاب النزعة الكمالية أيما خشية. وأعتقد أن الخوف - وليس الرغبة - هو الدافع وراء النزعة إلى الكمال.

فأنت تسعى إلى الكمال كي تحمي نفسك من النقد أو الإخفاق أو معارضة الآخرين. إلا أن هذا السعي يسلبك النمو والتقدم وروح المغامرة واكتشاف كنوز الحياة. إن الخطأ ملازم للأفعال الإنسانية. وتحررك من خوف السقوط فيه يجعلك أكثر إنسانيَّةً، كما يجعلك امراً أكثر سعادة وإنتاجاً. فإذا كانت أهدافك أكثر واقعية، فهذا يمنحك شعوراً بالطمأنينة والثقة ويحفزك بالتالي على الإبداع والإنتاج.

وهذا الكلام ليس دعوة إلى هجر الجهد والاستخفاف بالعمل، لكنه دعوة إلى نبذ الأهداف المستحيلة، وتبني الأهداف الواقعية، ففي هذا الأمر ضمان أكبر للنجاح.

وإذا كنت من الذين يرغمون أنفسهم على الكمال، فإنك تصرف وقتاً كبيراً في مراقبة الأمور التي تقع خارج مقاييسك، وهكذا تقضي عمرك في تحري أخطاء الآخرين ونقائصهم. وإليك طريقة بسيطة قد تعينك على إطراح هذه العادة الأليمة: سجل في جميع الأمور التي تنجزها حَسَناً كل يوم، واضعاً نقطة إلى جانب كل منها. وبعد ذلك اجمع النقاط. وهكذا تتعوّد التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك وتكتسب شعوراً بالرضا عن ذاتك.

لقد عدد أحد الباحثين ست سيئات لنشدان الكمال وهي:

أولاً ـ التوتر العصبي الذي يسلب صاحبه القدرة على إنجاز عمل مقبول أحياناً.

ثانياً - منع الإقدام على العمل، خوفاً من ارتكاب الأخطاء التي لا يد منها لإنجاز أي عمل إبداعي.

ثالثاً ـ منع التجديد في العمل، والإبداع فيه.

رابعاً - النقد المستمر للذات، الذي يسلب البهجة.

خامساً ـ الحرمان من التسامح مع الآخرين، حيث يتحول صاحب النزعة المثالية إلى صائد الهفوات والباحث عن عثرات الآخرين.

سادساً - منع الاسترخاء، حيث يسعى المثالي على الدوام إلى البحث عن نقاط الضعف أو الأخطاء.

وعلى كل حال فإن من أهم ما يبتلي به أصحاب النزعة المثالية أنهم لا ينجزون أعمالهم، أو ينجزون شيئاً قليلاً.. والسبب هو أنهم يغيرون ويبدلون كثيراً فيما بدأوه حتى يتجاوزه الزمن.

 المصدر:
مقتبس بتصرف من كتاب "عوامل النجاح" للمؤلف "السيد هادي المدرسي"
الانسان
النجاح
التغيير
الشخصية
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    من أفكار المجدد الشيرازي: القوانين المادية في المجتمع الغربي

    النشر : الخميس 05 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    القلب أم العقل.. أيهما يفوز؟!

    النشر : الأثنين 31 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    كيف حمل الامام السجاد راية الاصلاح عن طريق الدعاء؟

    النشر : الثلاثاء 31 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    حافظ على صحتك النفسية

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    وصايا للتحكم في أوقات الفراغ والاستفادة منها

    النشر : الثلاثاء 24 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    عيد الغدير.. يوم العهد المعهود والميثاق المأخوذ

    النشر : الخميس 06 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 663 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 4 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 4 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 4 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة