• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

صفير الوحدة

زينب الاسدي / الأحد 08 آيار 2016 / تطوير / 2313
شارك الموضوع :

كانت السماء متلبّدة بالغبوم، تبعث بهدبرها، محطمة كل جدران الصمت المطبق في أرجاء المنزل.

 كانت السماء متلبّدة بالغيوم، تبعث بهديرها، محطمة كل جدران الصمت المطبق في أرجاء المنزل.

تعصف الكون بشحنات الحياة و الولادة ، و توقض في نفسي كل أحاسيس الضجر.

باتت أيامي كمسلسل اعتدت أحداثه و حفظت نهاياته، أستيقظ صباحا لأرتّب بعض الأشياء التي تسرّبت خلسة لتخرق قانون المنزل و تحتل مكانا غيرمكانها ، فأردّها إلی مواضعها لأهيئ طعام الغداء ثم العشاء و هكذا.

أستطيع أن ألخّص عاما من حياتي في سطور.

ما فتأ الشعراء ينظّمون أشعارهم معاتبين الوحدة و فراق الأحباب حتی أشعر بأنين آهاتهم تدوي فوق رأسي.

تذوقنا جميعا في الغالب و لو لفترة من حياتنا طعم الوحدة و مرارتها،

أن تجلس في صمت و هدوء، في غرفة تحتضن قدميك و تستمع لألحان تهيج في نفسك عويل الزمان لتتدحرج قطرات الدموع في المجهول ، لا يوجد أحد و لا تسمع صوتا . تقلّب في أرقام الهاتف علك تلوذ برسالة إلی أحد ، أو قد تفكّر في قضاء يوم العطلة الممل مع صديق أو قريب أو حتی بعيد إلا أنك لا تجد أحدا ، أو قد تجده ولكن ليس لديه الوقت الكافي أو أنه مدعو قبلا إلی مكان آخر.

تبدأ بالتذمر من هذا الواقع المرير، فلا ينقصك شئ  و من حقك أن تكون کغيرك من أصحابك و معارفك الذين يملكون أزواجا و أولادا أو أصدقاء يلجؤون لهم في وحدتهم و في عطل نهاية الأسبوع.

ولکن النقطة الجوهرية هي أنه (النقنقة) و التذمّر لا يحلاّن عقدة و لا يرسمان حلا ، هذا إن لم يعشعشا في صدر الإنسان حتی يقضيا عليه، فكما قالت الجدّات: الموت فقط لا حل له ، و هناك دوما حل لباقي الأمور.

إذا الوحدة أيضا تعالج ، فليس من المعقول أن تجلس و تنتظر شخصا قادما من الأفق يحبك بما فيك من إيجابيات و سلبيات دون قيد أو شرط.

يجب أن تنهض و تنفض ركام الضجر و الكسل ، و ترفع قدما نحو الحب و السعادة و الفرح و البهجة و السرور ، و الضحكات المرسومة علی شفاه تجذب بعنفوانها كل صديق و قريب و حميم.

فمن البديهی أن ينفر المجتمع عن الوجه المتجهّم المستمرض النكد.

وقتها فقط ستمتد رؤوس الآخرين نحوك لتشارکك الفرح و السرور و تمتلئ بعدوی الطاقة و الإيجابية ، بينما التذمر من الوحدة لا يولد سوی رکاما من الكآبة و شعورا متصاعدا بالتفاهة و الملل.

کم من الطاقات و الإبداعات کانت وليدة الوحدة و نتاجها ؟ کم من الروايات و الأشعار راحت تزقزق في سماء الأدب و الثقافة ، و کم من تجارب علمية قام بها الفلاسفة و العلماء في غرف ضيقة ، في العتمة بعيدا عن کل عین ، في بحر من الوحدة الباعثة إلی روح التفكّر و الإبداع.

ماذا نستطيع أن نفعل؟!

ممارسة الهوايات:     

تميل الأطباع البشرية بالفطرة نحو بعض المهارات کالرسم و النحت و المطالعة و حفظ بعض المحفوظات من الأشعار و الأحاديث و ما شابه ، أو الإهتمام ببعض الفنون کالحياكة و الخياطة و بعض الأعمال اليدوية و ما أکثرها و أکثر  تنوعها.

الدراسة:

يهوی البعض ممارسة الدراسة و کسب العلم ، حتی بعد مرور الزمن ، فما المانع من فتح هذا الباب مرة أخری و الخوض في غماره مجددا ؟

مساعدة الآخرين:

لا فرق في کوننا رجالا أو نساء ، کثيرة هي الحالات التي من الرائع جدا تقديم المساعدة لهم و بالتالی ملء هذا الفراغ بعمل إنسانی رائع ، مثل المساعدة في الأعمال المنزلية لأی شخص من حولنا کالأم و الأخت أو الزوجة أو الجيران أو الأصدقاء و الأقرباء أو حتی الغرباء،  فبالتالي نحن نحاول بذلك تقديم الخير لأنفسنا في الوهلة الأولی.

كما أن هذا العالم ( عالم الأسرة) عالم واسع متجدد حيوي ، متنوع يفضي علی الحياة هالة من الهدوء و الطمأنينة إذا ما انشغل به الإنسان بالطرق السویّة و الإیجابية.

رعاية الأطفال:

عالم الأطفال ، عالم وسيع یتعدی خطوط الجسد و القيود العقلية ، رحب مفعم بالضحك و السعادة ، لذا کان الإنشغال معهم ممتع يحرك في النفس حب الحياة.

من منا  يستطيع أن ینسی حكايات الجدّات و خيالهم الواسع و الأحجيات التی كانت تدفعنا في صغرنا للتفكير، أو بالأحری للتحليق في دنيا غير هذه التي اعتدناها ؟

 يمکن مساعدتهم في حفظ بعض المقاطع الصغيرة من الأشعار و الأحاديث ، أو تعليمهم بعض الرسوم البسيطة ، أو صنع أشكال مختلفة  بالطين الصناعي و حتی الطبيعي  ثم مساعدتهم علی تلوينها و تركها لمدة حتی تنشف ، أو تلوين بعض الأحجار و الرسم عليها.

کما يمكن مساعدتهم في دروسهم و رعايتهم الصحية، و لا فرق في من يكون هذا الطفل ، صديق أو  من الجيران ، أو معارف أو ابن أخ أو أخت أو أي شخص من حولنا ، بل حتی من الممكن تبني بعض الأطفال فإنها سنة حميدة.

النظافة من الإيمان:

أثبتت الدراسات الحديثة أن الإنشغال بالأعمال الحركية هي من الطرق الأساسية لطرد الوساوس و الأوهام و القضاء علی حالات الكآبة المتفشیّة.

التنظيف بون شاسع ملئ بالجزئيات الصغيرة من حولنا ، و يخصص الحدیث الشريف هذا المفهوم الواسع.

ما أجمل أن يتصف الإنسان بالنظافة الشخصية و الإهتمام بالمستحبات من الأغسال و الوضوء و السواك و التعطر و ما شابه في مجال النظافة الفردية.

أما إذا أخذنا هذا الموضوع من جانب أوسع فيشمل نظافة السكن و ما حوله.

بالقطع و اليقين بريق الأدوات و الأغراض في محيطنا ينعکس مباشرة في الروح ، و هو مطابق تماما لهذه الغريزة التكوينية.

من الممکن تجاوز هذا الحد الضیق لنصل إلی الإهتمام بالبيئة و محاولة تنمية هذه الثقافة الحضارية التي تبحث بصورة جدية أكثر في البلاد الأوروبية -التي لا إيمان لها فی الغالب-). )

من الطرق اللطيفة المقترحة في هذا الجانب فرزالنفايات القابلة للتحلل و التفكك عن تلك الصلبة و الناشفة ، كأنواع البلاستيك والمعادن ، او الزجاج و الورق والأجهزة المشعة کالبطاریات و الهواتف النقالة ، و لعب الأطفال و سائر الأجهزة الكهربائیة التي يمكن تدويرها ، و الإستفادة منها  مرة أخری.

أما تلك العضویة فيتم طمرها في  حديقة المنزل  لتتحول إلی أفضل أنواع السماد المرغوب في وقت زمني لايتجاوزالستة أشهر.

يزداد أهمية هذا البحث إذا اکتشفنا أن البشرية مقبلة نحو كارثة بيئية علی المدی الطويل . لأن تحلل هذه المواد بيولوجيا يتم ببطء شديد ، فعلبة الشامبو البلاستيكية  تحتاج 800 سنه لتتحلل ، و النايلون 400 و الإطارات 1000سنة و الزجاج 4000سنة.

الأرقام و الإحصائيات عجيبة غريبة فی هذا البحث.

زيارة الأصدقاء:

من الممتع زيارة الأصدقاء بين فترة و أخری حتی لو کانت مختصرة ، فهي كفيلة بإرجاع أطر التواصل الإجتماعي.

إنجازالأعمال المتراكمة:

إنجاز بعض الأعمال المتراكمة التي اعتدنا تركها ، كتكديس تل من الأوراق و الدفاتر التي لم نعد بحاجة إليها ، أو إصلاح سن مازال يشعرنا بالألم كلما لاحه برد أو حر.

متابعة البرامج الثقافية:

متابعة بعض البرامج الثقافية و العلمية و المحاضرات و الاستماع لنشرة الأخبار اليومية بنسب معقولة.

التنمية البشرية:

مطالعة مقال واحد علی الأقل يوميا يناقش السبل التنموية للفرد و المجتمع.

الإهتمام بالآباء:

الاهتمام بالآباء و الأمهات من الناحیة الصحية و زيارتهم باستمرار، حتی لو كانوا فی أماکن بعيدة.

درج قائمة:

درج قائمة من الأعمال التي نستطيع القيام بها في أوقات الوحدة و الفراغ.

رعاية المسنين:

المسن هو كائن يعيش في أوساطنا يحمل في أعماقه تلاً من المشاعر و الأحاسيس التكوينية ، خاض الحياة بمرارتها حتی وصل إلی  قرب النهاية . يقول تعالی : (يا أيها الإنسان انك كادح إلی ربك كدحا فملاقيه).

يخزّن في  صدره مطبات الزمان يحملها معه أينما حل ، مضافا لها كمّا متعددا من الأوجاع و الآلام كتبعات لجسده الرث الذي أصبح يخذله في إنجاز الکثير من المهام اليومية.

ولکن في الحقيقة أن البشرية تبقی مديونة لهذه الطاقات التي سبقتها في هذه الحياة بإنجازاتها و عطائاتها المتنوعة ، و يجب أن تعترف و تنحنی إجلالا لجهود الآباء و تفانيهم من أجل إيصالنا إلی أفضل ما يمكن من الحالات.

من هنا کانت ضرورة رعاية كبار السن من الآباء و الأجداد و المبادرة إلی الأهتمام بهم خصوصا من النواحي الصحية و الحركية و النفسية.

و قد أشار الباري عزو جل إلی هذا الموضوع في كتابه المجيد بصرامة واضحة يفهمها الصغير و الكبير و الجاهل و العالم بقوله تعالی : (وقضی ربك الا تعبدوا الا إياه و بالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تتنهرهما وقل لهما قولا كريما). 

إن الإسلام منهج لحياة واقعية حسية ملموسة لا تكفيه المشاعرو النوايا الحسنة. يقول تعالی : ( و قل اعملوا فسيری الله عملكم و رسوله و المومنون ).

هذه هي خارطة الطريق التقدمية  التي رسمها  الباري عزوجل ليضمن لنا التحليق في آفاق السعادة الرحبة.

الايجابية
الفراغ
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    البقيع.. قضية غدر تناشد أصحاب الحق

    النشر : الأثنين 07 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الفطور الصباحي أهم وجبة في اليوم.. لهذه الأسباب

    النشر : الأثنين 28 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    التنمية الإدارية في عهد الإمام علي

    النشر : الأربعاء 29 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    سرابُ "يوماً ما"

    النشر : الأربعاء 07 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 41 ثانية

    شرب 8 أكواب من الماء يومياً جيد للصحة.. خرافة أم حقيقة؟

    النشر : الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    السعادة المبطنة!

    النشر : الخميس 18 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 985 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 741 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 627 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 440 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 364 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1070 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1048 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 985 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 970 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 741 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 21 دقيقة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 24 دقيقة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 30 دقيقة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 35 دقيقة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة