• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

تغييرات الأحداث السعيدة والمؤلمة

ولاء عطشان / الأثنين 31 تموز 2017 / تطوير / 2382
شارك الموضوع :

يقول الدكتور \"جيرالد كابلان\"، أستاذ علم النفس: إنّ الإنسان يتغير باستمرار منذ اللحظة التي يرى فيها النور حتى نهاية رحلة الحياة.. ولكن عملية

يقول الدكتور "جيرالد كابلان"، أستاذ علم النفس: إنّ الإنسان يتغير باستمرار منذ اللحظة التي يرى فيها النور حتى نهاية رحلة الحياة.. ولكن عملية التغيير ليست دائماً ثابتة مستقرة.. فهي أحياناً قفزة إلى الأمام، وهي في أحيان أخرى انتكاسة إلى الوراء.. وكما يتغير اتجاه الريح بين ساعة وأخرى من شروق الشمس حتى غروبها وفي ظلام الليل، فتتكاثر الغيوم وتهطل الأمطار، أو تهدأ الطبيعة ويصحو الجو، وتغرد الطيور.. أيضاً نجد هذه التغييرات مع الإنسان، الزوجة السعيدة القانعة بحياتها تصاب فجأة بانهيار عصبي! الصبي المراهق المضطرب يتحول إلى رجل صغير يقدر مسؤوليات الحياة! العامل المجد يشعر بأيدي رؤسائه تطبق على عنقه! الفتاة الصغيرة الطائشة تتزوج وتصبح أمّاً مثالية!.

كيف يمكن أن نفسر التغييرات المفاجئة التي طرأت على هذه النماذج من الناس، إلى أفضل، أو إلى أسوأ.. ما الذي حدث فأضاء الطريق أمام البعض وجعل البعض الآخر يضل طريقه؟

يقول الدكتور كابلان: "ليس صحيحاً، كما يعتقد الكثيرون، أنّ كل حادث سعيد يولد السعادة، وكل حادث تعيس، يولد التعاسة. هذه النظرية السائدة ليست قاعدة نستطيع أن نستند إليها في تفسيرنا لهذه التغييرات المفاجئة التي حدثت في شخصية هؤلاء الناس وسلوكهم.. فقد يحدث العكس تماماً، قد يكون الحادث سعيداً ولكن الذين يعيشونه ليسوا سعداء.. لا لأنهم لا يشعرون بالسعادة.. ولكن لأنهم يحسّون أن دورهم الجديد مع هذا الحادث السعيد أكبر من قدراتهم وطاقاتهم... أو لأنه فاق كل تصوراتهم وتوقعاتهم.. مولد أول طفل في الأسرة مثلاً، أو أول عام في الجامعة، أو هبوط ثروة كبيرة على أسرة فقيرة.. أحداث سعيدة كلها، كما نرى، ولكن البعض منا لا يتحملها.. إنه سعيد بها فرح لها.. ولكنه يشعر وكأنه يتشقق، تماماً كما يحدث للجدار عندما ينوء بحمله الثقيل! وهكذا يصاب صاحبه بالتوتر! وفي الأزمات أيضاً، حيث يستسلم البعض ويركنون إلى الهزيمة، نجد أن هذه الأزمات نفسها قد ولدت قوة عند البعض الآخر.. قوة غير طبيعية، وغير متوقعة، لا لأن صاحبها كان أصلاً "قوياً" فاستطاع أن يصمد، ولكن لأنه شعر في هذا الموقف الجديد الذي نشأ بعد هذه الأزمة، أنه أمام تحد أكبر منه، وأنه لا بد وأن يكون في حجم هذا التحدي حتى يستطيع مواجهته وقهره!.

ويروي الدكتور كابلان قصة الصبي الصغير الذي ذهب والده إلى جبهة القتال.. كان وقتها في الخامسة عشرة من عمره، يعيش مع والدته وشقيقته الصغرى.. وكان صبياً متوسط الذكاء لم تكن تقارير المدرسة توحي بشيء أكثر من أنه يحرص على تأدية واجباته المدرسية، وأنه يحاول قدر المستطاع أن يستوعب ما يلقيه عليه المدرسون من علوم جديدة عليه.. ولكنه لم يكن يقف دائماً في صفوف الناجحين!

وفي مساء أحد الأيام عاد من مدرسته كعادته، وكانت مفاجأة له عندما وجد أمه تبكي.. ماذا حدث؟ لقد استشهد أبوك في الحرب يا بني.. إنني خائفة.. خائفة من المستقبل، من الحياة في هذه الوحدة التي أصبحنا نعيش فيها نحن الثلاثة بعد غياب أبيك.

وأخرج الصبي منديله من جيبه، وراح يجفف به دموع أمه.. لقد كانت تبكي لأنها في تلك اللحظة أحست بأنها تعيش في أرض غير أرضها.. لقد امتلأت مشاعرها وأفكارها بذكريات أزمات مرت بها في الماضي ورسبت في أعماقها مع القلق والخوف.. ولكنها في هذه المرة تواجه أزمة مختلفة أزمة بلا حل، فقد ذهب رجلها ورفيق عمرها، ولن تجد السلوى في غيابه أبداً.. عزاؤها الوحيد في هذه الذكرى التي تركها لها.. في الأبناء الذين ترى فيهم صورة الرجل الذي تزوجته وأحبته.. ومدت يدها تحتضن بها رأس ابنها الذي يجلس بجوارها.. وكان هو الآخر يبكي، فهو لم يفقد أباه فحسب، انه يشعر أنه فقد العالم كله بعد رحيله، فهو الذي كان له أباً وأخاً وصديقاً.. أين يجد كل هؤلاء في رجل واحد يبادله الحب.

أغلق باب غرفته عليه، ووقف أمام صورة أبيه وراح يحدثه: "أعدك يا أبي، بأنني سوف أكون رجلاً.. سوف أحقق لك كل أمانيك.. وسوف أعود إليك دائماً هنا في هذه الحجرة لكي أحدثك وأروي لك ماذا صنعت بنفسي، وماذا صنعت بي الحياة.. وستكون دائماً فخوراً بي! لن أقف في طابور الفاشلين من اليوم".

منذ تلك الليلة، لم تعرف الدموع طريقها إلى عيني الصبي الصغير.. فقد واجه الموقف الجديد، كما يواجه أقوى الرجال، لقد أصبح رجلاً!

وانقضت عشر سنوات عندما خرج أهل البلدة الصغيرة يحتفلون.. ما المناسبة؟ لقد تخرج الصبي الصغير في الجامعة وأكمل دراساته العليا، وأصبح محامياً يحمل درجة الماجستير، وفي حفل تسليم الشهادات.. كان هناك ثلاثة يقفون في انتظار دورهم في مقدمة طابور المهنئين الأم الفخورة بابنها، ثم شقيقته التي كبرت وأصبحت عروساً، وخطيبها الشاب الذي زامله أيام دراسته العليا أو الثانوية التي كان حظه فيها قليلاً مع النجاح، إلى أن كانت تجربته المريرة مع رحيل والده.. في ذلك اليوم منذ عشر سنوات، وقف الابن وحده في مواجهة هذا العالم الغريب.. إنه لم يطلب مساعدة أحد، وحتى عندما كانوا يعرضونها عليه ويقدمونها له، كان يرفض أن يمد لها يده، لقد اعتمد على نفسه، وراح في هدوء يشق طريقه في مدرسته في الجامعة، سنة بعد أخرى، حتى أتم تعليمه.. لم يكن هناك أحد وراءه يدفعه.. كان الحافز دائماً هو رغبته في أن يكون رجلاً جديراً بحب وصداقة الرجل الذي عرفه في طفولته وصباه..

 من كتاب (كيف تغير حياتك) للسيد حسين نجيب محمد

الانسان
الحياة
الشخصية
التفكير
النجاح
الايجابية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زيارة الأربعين: قرار المشروع المهدوي

    روح الحسين.. وضياء العباس

    من عبق الطريق إلى كربلاء

    تقنية "شمسية" لاستخراج الماء والأكسجين والوقود من تربة القمر

    مقام السبايا... جرح يندّ أثر المسير لواقعة الطف

    الهدف... حين يسمو، تصغر دونه الصعاب زيارة الأربعين أنموذجًا

    آخر القراءات

    قراءة في كتاب: فن اللامبالاة

    النشر : الأربعاء 09 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    إدخال الأمن السيبراني في المدارس.. بين التحديات والمواكبة

    النشر : الأربعاء 15 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    رياحين الرسالة.. ومضة في عالم الفتيات في جمعية المودة

    النشر : الثلاثاء 31 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    شرب العصائر مضر أحيانا.. إليك الأسباب

    النشر : الأحد 29 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    ماهي أهمية كثرة الألوان في إفطار شهر رمضان؟

    النشر : الثلاثاء 11 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    طرق عملية تساعدك في التخلص من حر الصيف الذي يطاردك في كل مكان!

    النشر : الخميس 25 آب 2016
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1023 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 602 مشاهدات

    في قلب كل خيبة… ميلاد جديد

    • 453 مشاهدات

    الأربعين: مسيرة تدعو للتجديد والتأمل في القيم الروحية

    • 424 مشاهدات

    ما بعد البصمات: كيف تكشف الخلايا الجذعية السنية أسرار مسرح الجريمة

    • 403 مشاهدات

    غياب الحقائق التاريخية في هدنة الإمام الحسن

    • 391 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1206 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1147 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1100 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1028 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1023 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 871 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زيارة الأربعين: قرار المشروع المهدوي
    • منذ 11 ساعة
    روح الحسين.. وضياء العباس
    • منذ 11 ساعة
    من عبق الطريق إلى كربلاء
    • منذ 11 ساعة
    تقنية "شمسية" لاستخراج الماء والأكسجين والوقود من تربة القمر
    • منذ 11 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة