• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

روح الحسين.. وضياء العباس

منى المالكي / منذ 3 ساعة / حقوق / 56
شارك الموضوع :

كربلاء ليست ذكرى تُبكى فقط، بل مشعل هداية، ومدرسة أبدية تُعلّمنا أن الرسالة أغلى من العمر

كيف أبدأ الحديث عمّن لا تفيه الكلمات؟ كيف أصف من كانت كل خطوة من خطاه نورًا يهدي الأحرار، وصرخة في وجه الطغيان؟ هل يكفي القلم، وهل يقدر القرطاس أن يخطّ ما يليق بمقامه؟

تقف الحروف خاشعة، ويجفّ المداد حياءً حين تُذكر كربلاء، ويُذكر الحسين، ويُذكر العباس (عليه السلام).. هناك، في تلك البقعة الطاهرة، ترقد بطولةٌ لا تنام، وتُروى ملاحم خالدة لا تعرف الفناء.

تأخذنا كربلاء من ضجيج الدنيا إلى سكينة الروح، ومن اضطراب الحياة إلى طمأنينة الإيمان، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الحق، ولا نور يُرى سوى نور الفداء.

العباس… روح الحسين وضياء البطولة

في عمق هذه المأساة العظيمة، يسطع نجم أبي الفضل العباس (عليه السلام)، حامل اللواء، وكافل العقيلة زينب، وقائد جيش الوفاء. هو روح الحسين، وسنده، وجدار الطمأنينة الذي احتمت به قلوب الهاشميات.

تعلّق به القلوب، وذابت فيه الأرواح حبًا وهيبة، لما رأت فيه من شجاعةٍ تُدهش، وكرمٍ يُدهش أكثر. لم يكن مجرد أخٍ، بل كان الوديع الأمين الذي تركه الإمام علي (عليه السلام) أمانةً لدى زينب، فلم يخنها لحظة.

حين افتقدته، قالت زينب وهي تتحسّس ألم الغياب:

“ضَيَّعت أخو يكسر الظهر… ساعد الله قلبك يا زينب، وقلوبنا معك.”

أيُّ قلبٍ هذا الذي يحوي كل هذا النبل؟ وأيُّ وفاءٍ هذا الذي جعله يرفض الخلود والملك في سبيل مرافقة الحسين؟ حين عرض عليه العدو القيادة والولاية، ارتجف العباس غضبًا وقال كلمته الخالدة:

“أتساومني بين الجنة والنار؟ بين النور والظلام؟ بين العلم والجهل؟”

فما كان منه إلا أن رجع إلى أخيه الحسين، يحمل بين كفّيه ضياء الموقف ووهج الإيمان، كأنهما الشمس والقمر وقد اجتمعا في لحظة قدر.

من مواقف التاريخ… حكمة بني هاشم

حين رأى أبو طالب عمّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، قريشًا تضع الأذى على رأسه الشريف، لم يحتمل المشهد. سأله بحزنٍ وغضب:

من فعل هذا بك؟

فقال: كبار قريش وسادتها.

فانتفض أبو طالب غضبًا، وأمر بالقصاص منهم، ليعلّمهم أن النور لا يُطفأ بالتراب، وأن شمس محمد لا تُحجب بأيدي الظالمين.

وهكذا كانت الهاشمية نبلاً وشرفًا وموقفًا، منذ أولهم إلى آخرهم… فالمعدن واحد، والرسالة واحدة، والدم النقي لا يَقبَل الذل.

كربلاء… الدرس الخالد

كربلاء ليست أرضًا فحسب، بل جغرافيا للألم الإنساني، وتاريخ للكرامة والإباء. لم تكن السيوف وحدها تتكلّم، بل تكلمت القلوب المؤمنة، وتكلم الصمت حين عجزت الكلمات عن وصف المأساة.

الحسين (عليه السلام) لم يحمل سيفًا فقط، بل حمل رسالةً إلهية، وسار نحو الموت الواعي لا عن جهل، بل عن وعيٍ بأن هذه التضحية هي التي ستحيي الأمة.

في كربلاء، سقطت كلّ الأقنعة، وتجلّى الحق في أبهى صوره. كانت الحرية تنادي، والكرامة تصرخ، والدم الطاهر يكتب على وجه الأرض:

“أن الحياة الحقيقية لا تُقاس بالسنين، بل بالوقوف مع الحق، ولو كنت وحدك.”

من أراد أن يفهم… فلينظر إلى الحسين، من أراد أن يفهم الحرية، فليتأمل في صرخة الحسين: “هيهات منّا الذلّة!”، من أراد أن يعرف العزة، فلينظر إلى رأس الحسين مرفوعًا على الرمح، لكنه أعلى من كلّ السلاطين.

من أراد أن يعرف الوفاء الحقيقي، فلينظر إلى العباس، وهو يُقدّم كفّيه فداءً، دون أن يشتكي، فقط ليحمل الماء لأطفال كربلاء.

ليلةً الحزن ونوحُ الأرض قد عَلَنا فيها العباسُ خرَّ وسيفَهُ انحنى، ساقي العطاشي قضى ظمآنَ مُحتسبًا، والنهرُ بكى دماً والدمعُ ما سكنا عباسُ سيف انكسرْ والنهرُ ممتلئّ، لكنْ عطاشى الحمى ما ذاقَهُ أبداً.

ختامًا… كربلاء ليست ذكرى تُبكى فقط، بل مشعل هداية، ومدرسة أبدية تُعلّمنا أن الرسالة أغلى من العمر، وأن الوقوف مع الحق لا يحتاج جيوشًا، بل قلوبًا لا تساوم.

السلام عليك يا أبا عبد الله، وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك، عليك مني سلام الله أبدًا ما بقيتُ وبقي الليل والنهار…

الامام الحسين
ابو الفضل العباس
عاشوراء
كربلاء
التاريخ
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زيارة الأربعين: قرار المشروع المهدوي

    من عبق الطريق إلى كربلاء

    تقنية "شمسية" لاستخراج الماء والأكسجين والوقود من تربة القمر

    مقام السبايا... جرح يندّ أثر المسير لواقعة الطف

    الهدف... حين يسمو، تصغر دونه الصعاب زيارة الأربعين أنموذجًا

    اصنع وقتك

    آخر القراءات

    مستقبل الأديان في عصر الظهور

    النشر : الأحد 16 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    دار لآبائي!

    النشر : الأحد 09 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    فضيلة الإحسان في أحسن قصص القرآن

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    البشر سيتواصلون بـ \"الصمت\" مستقبلا!

    النشر : الخميس 25 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    نبات البيلسان.. فوائد وأضرار

    النشر : الأربعاء 08 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    أيقظ القوة في داخلك

    النشر : الثلاثاء 21 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 41 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1016 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 587 مشاهدات

    في قلب كل خيبة… ميلاد جديد

    • 451 مشاهدات

    الأربعين: مسيرة تدعو للتجديد والتأمل في القيم الروحية

    • 410 مشاهدات

    ما بعد البصمات: كيف تكشف الخلايا الجذعية السنية أسرار مسرح الجريمة

    • 392 مشاهدات

    غياب الحقائق التاريخية في هدنة الإمام الحسن

    • 381 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1205 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1138 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1099 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1022 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1016 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 870 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زيارة الأربعين: قرار المشروع المهدوي
    • منذ 3 ساعة
    روح الحسين.. وضياء العباس
    • منذ 3 ساعة
    من عبق الطريق إلى كربلاء
    • منذ 3 ساعة
    تقنية "شمسية" لاستخراج الماء والأكسجين والوقود من تربة القمر
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة