• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الأعمال الأدبية في ظل كورونا.. بين الانحسار والمماطلة

جنان الهلالي / الخميس 16 تموز 2020 / تطوير / 2203
شارك الموضوع :

كيف يقضي هذا الكاتب أيام الحجر الصحي الشامل. هل يكتب؟ هل يقرأ؟

تسبّب فيروس كورونا المُستَجد في تغيير لمسار البلدان السياسي والإقتصادي، والأجتماعي،  وكان المُجتمع المدني كغيره من المتأثرين يجهَل ما سَتؤول إليه الأمور وخاصة مع إلغاء الدول لجميع الفعاليات الثقافية والرياضية والمسابقات الأدبية والمهرجانات والنَّدوات والمعارض وغيرها.

ترك بصمته على كل نواحي الحياة، وأنتج عادات وتقاليد جديدة وأنماط فكرية مختلفة، وتسبب بحجر قسري على الأنسان واضطرابات نفسية مختلفة فأصبحنا نعيش في منفى ووحشة من الغربة؛ في قلب الوطن بين الأهل والأصدقاء.

تلك الأزمة الصحية الكونية أحدثت تغيراً ديمُغرافياً في تفكير الشخص العادي فهل أثرت على قدرة الكاتب على الابداع والكتابة؟ وعلى انتاجية أعماله؟ كيف يقضي هذا الكاتب أيام الحجر الصحي الشامل. هل يكتب؟ هل يقرأ؟ أم يقضي أيامهُ في انتظار انحسار الفايروس وانتهاء مدة الحجر.     

قد يكون الكاتب والفنان أوفر حظاً من الشخص العادي والذي لايملك هواية معينة! أو مهارة  خاصة يمارسها في تلك الساعات الطويلة من أيام الحجر الصحي. فالكثير منهم وظّف تلك الساعات إما بالنوم المتواصل لا يعرف ليله من نهاره، أو بتصفح مواقع التواصل الأجتماعي، أو متابعة نشرات الأخبار المملة.

فيما تفرق الكتاب إلى فريقين الأول عمل بمن سبقه تمكن منه الخوف والقلق وقتل فيه روح الابداع، وترك نفسه في كنف الخوف والهم من عدم انحسّار المرض، وعاش أوقاته في قلق وتوتر وترقب من ذلك الفايروس المجهول الذي اقتحم حياته فجأة، فيما اعتبر الفريق الآخر الحجر الصحي الفوز بالغنيمة من أجل إنجاز أعماله، فاستغل ذلك الوقت باستنفار الأفكار وجمعها والبعض الآخر أكمل  كتابة رواية، والآخر ديوان شعر.. فكلٌا منا لهُ طريقته، وتعايشه مع الأزمة، ولا نُنكر صعوبتها، أو التهاون في قوة ذلك الفايروس.

ولكن لاننسى أن الحياة السلبية والخوف والقلق ممكن أن تُهدم روح الأنسان الأبداعية وقدرته على العطاء. فهنالك عقول مكممة تقبع خلف قضبان الخوف والقلق من المجهول، وتآبى أن ترفع عن تفكيرها الأوهام الكبيرة حتى أن البعض جعل من هذا المرض بداية لنهاية الوجود الأنساني وفضل الاعتكاف وهجر قلمه وقرطاسه متململاً متذمراً؛ فيما استغل تلك الخلوة العديد من الكتاب لتكملة بعض الأعمال الأدبية حتى قال أحدهم: إني شارفت على أن أضع لمسات أخيرة لرواية جديدة، والآخر   مجموعة قصصية أو بعض الأعمال الأخرى.

فنادراً ما يحصل الكاتب على وقت اضافي والفراغ للعمل. إذ يقدم هذا الوباء، وفق تقدير بعض الكتاب، غنيمة معتبرًا أن الأمر أكثر منه مجرّد فرصة لنعيش زمننا الخاص الحميم في المنزل وليس الزمن المفروض علينا من ضروريات الحياة اليومية. وأنها غنيمة لطالما ارتبطت باختراعات العقل الكبيرة، وإنجازاته، وهي غنيمة العزلة والتفرغ في إنجاز الأعمال.

فكثير من الأدباء العرب والعلماء المبدعين والعباقرة تحدوا عجزهم، والصعوبات التي تواجههم وشع نجمهم في العلوم رغم مرضهم أو عجزهم، فالإعاقة هي إعاقة الروح والعقل وليس الجسد. وكن على يقين بأن تلك المقولة ليست مجازا أو تلاعبا لفظيا، فيخبرنا التاريخ أن بعض العظماء استفادوا من عجزهم من بينهم علماء وأدباء من الغرب والعرب ومشاهير حولوا الإعاقة إلى نور للبشرية ومنهم على سبيل الذكر ثلاث شخصيات اشتهرت في تاريخ الأدب العربي بتمردها وتحديها لإعاقة البصر، لذا فرضت نفسها على القارئ ومنهم بشار بن برد، وأبو العلاء المعري، وطه حسين الاديب الذي تحدى إعاقته وحقق ما لم يحققه معاصروه من المبصرين.

لم يعرف كلمة المستحيل في الحياة، وإنما ارتحل علي قارب الأمل، وسار عبر سُفن الإرادة نحو إنجاز يعجز كثير من الأصحاء عن تحقيقه، كانت تلك العاهة هي السبب في الكشف مبكرا عن ملكات طه حسين، فقد استطاع تكوين صورة حية في مخيلته عن كل فرد من أفراد عائلته اعتمادا على حركة وصوت كل منهم.

بل كانت السبب المباشر في الكشف عن عزيمته بعد أن قرر التغلب على عاهته بإطلاق العنان لخياله إلى آفاق بعيدة. طه حسين الحاصل على براءة الدكتوراه من الجامعة المصرية، أول دكتوراه تمنحها الجامعة، وليسانس الآداب من جامعة السوربون بباريس، والدكتوراه في الأدب من جامعة السوربون، وغيرها من التقديرات، والذي ترك للبشرية ثروة أدبية وفكرية هائلة.

والأمثلة كثيرة ممن حاربوا الأزمات واستثمروها في صالح أنفسهم وللبشرية جمعاء. وإن روح الشاعر والكاتب التي تسكنه لا حدود لها ولا عائق حتماً ستكسر جدار الحجر الصحي وتخرج لتسافر فتمسك ببهجة الأعالي وتعود مثقلة بالصور التي تتحوّل إلى كلمات وقصائد شعريّة سرعان ما تسكن بياض الورق.

ولا يغيب عنا أن المتفرغين  للكتابة معتادين على ذلك فيما يسمّونه "اعتكاف الكتابة"، لذا لا يمكن ونحن إزاء عزلة لا خيار لنا غيرها إلا أن نعيشها إلى آخرها، وبفضل ما توفره لنا الكتب والفنون من قيمة جمالية لا غنى للإنسان عنها في كلّ الأزمة. ولايمكن للمثقفين، والكتاب، والقرّاء أن يشاهدوا هذه المحنة تمرّ دون استثمار ملامحها في شيء مهمّ متأصّل إنسانيًا.

لأن العالم يتغير، وعلى اللغة أن تلتقط ذلك وعلى الكلمات أن تتهيّأ أيضًا وعلى الكاتب أن يرسم العالم من جديد وفق تكامل مخيلته وطرح آراء وحلول عن الأزمة.

ومن غير الممكن أن يكون الكاتب في نأي عن ساحة الأزمة. ومن هذا المنطلق   يجب أن لا تؤثر الأزمات على حياة الكاتب وانتاجاته لأن الحياة ليست كما نتمناها  دائما ونحن في محط اختبار بين الحين ولآخر، واحتمال استفحال تلك الظاهرة ونتائجها على الكاتب فيما لو لم يتعايش الكاتب مع التغيرات التي حدثت في الأونة الأخيرة وكيف يتعامل مع الأمور الأيجابية والسلبية والأستفادة وكيف يتكهن مستقبل مابعد الكارونا.

فعلى الانسان بصورة عامة والكاتب بصورة خاصة؛ أن يقود تفكيره في كيفية التعامل مع الأزمات وأن يخرج منها دون أن تُحدث تغيرا في حياته.. فقد يخسر الكاتب حتى وظيفته بسبب دفن الموهبة والأبداع. ويعجز عن تحويل هموم البشر وآلامهم وبطولاتهم ومآسيهم وملاحمهم إلى كلمات ونصوص وحكم وروايات وأشعار خالدة..

الخروج من الأزمات لا يستلزم تحطيم ما حولنا، بل يتطلب الحكمة، والصبر  والتروي والتفكير، والسيطرة على الذات وتحويل مسارها السلبي في الأزمات إلى صراع ايجابي يجعل مسعاك ناجحًا في محاربة الأزمات.

كورونا
الازمات
الكتابة
القراءة
العمل
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    اوصيك بي خيراً

    النشر : الثلاثاء 28 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    أيُ كتابٍ أثر فيكِ؟.. فكرة جديدة في نادي أصدقاء الكتاب

    النشر : السبت 18 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    أي سر احتواك يا أم القمر

    النشر : الأحد 31 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    الحرمان النفسي وسيكولوجية العقوق.. ارتباطية طردية ونتائج مدمرة

    النشر : الخميس 24 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    وقفة تأملية في سورة محمد ١

    النشر : الأربعاء 13 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    قم بتأسيس ذاكرة جديدة

    النشر : الأحد 12 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 549 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 461 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 402 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 375 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1165 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 675 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 12 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 12 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 12 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة