• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ماذا لو عاش الإنسان بلا ذكريات؟

زهراء وحيدي / الخميس 18 شباط 2021 / تطوير / 2595
شارك الموضوع :

غفوت وأنا أردد على لسان بالي هذا السؤال، ماذا لو عاش الإنسان بلا ذكريات

كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشر ليلا، وأنا جالس على حافة أحزاني أعدد خيبات عمري التي عشتها، خيبة كبيرة من أحد أفراد العائلة، خسارة مبلغ ضخم في مشروع فاشل، فقدان أخي التوأم في حادث مروع، وثلاث خطبات انتهت بالفسخ لأسباب كبيرة، هكذا كنت أمشط عقارب الساعة وهي تتجه نحو الرقم الواحد.

ذكريات شنيعة غرست مخالبها في عقلي وبدأت تجر بأظفارها كي تزيد عليّ الوجع، كم تمنيت لو أنام وأصحى دون شيء يذكرني بالماضي، فقط لو كان بإمكاننا أن نتخلى عما حدث.. فقط لو نعيش بلا ذكريات..

كانت أمنيتي غايتها الوحيدة نسيان الوجع دون التفكير بماهيته، غفوت وأنا أردد على لسان بالي هذا السؤال، (ماذا لو عاش الإنسان بلا ذكريات)؟

استيقظت في اليوم التالي وكأن السؤال بقي يجول في عقلي الباطني وحده ويبحث عن الجواب بينما خلدت أنا إلى النوم، وعندما فتحت عيني بقي يذكرني بما طرحت عليه في الليلة السابقة.

بقيت أجامله هاربة من أي شيء يذكرني بليلة البارحة اتجهت إلى المطبخ لأسكب شيئا من الشاي الذي صنعته أمي، حملت الإناء فكان حارا جدا شعرت بالسخونة تلسع يدي تركت الإناء وبحثت عن شيء عازل أمسك به كي لا تحترق يدي مرة أخرى..

وبينما أنا أسكب الشاي اشتعلت فوق رأسي فكرة مثل تلك اللمبة الصفراء التي تشتعل فوق رأس توم وجيري.

قلت مع نفسي لو لامست الإناء الحار في المرة الأولى واحترقت يدي ولم أكن أمتلك الذكريات ومحا عقلي كل شيء حصل معي، لما التجأت إلى عازل أحمل به الإناء، ولنسي عقلي الإحتراقة الأولى وجعلني أحمل الإناء مرة ثانية وأحترق، ثم أحمله مرة ثالثة وأحترق، ثم مرة رابعة واحترق هكذا..

إذن الذكريات هي عطايا إلهية وسلوكا نفسيا قبل أن تكون سلوكا عقليا، فالأحداث التي يخزنها العقل هي التي تحمينا من الضرر، فاحتراق اليد هو بالتأكيد أمر سيئ يحدث لنا ولكن الأمر الجيد هي ما تفعله الذكريات معنا والتي بدورها تحمينا من الاحتراق ثانيةً.

ثم تذكرت خيانة صديق قديم لي، وقلت مع نفسي لو لم تكن الذكريات موجودة في حياتي لنسيت بأنه غدرني ولوثقت به مرة أخرى ولم انتفع من التجربة ولنسيت أن أكون أكثر حرصا في انتخاب أصدقائي وتحديد مستوى علاقاتي معهم..

إذن غدر الصديق كان نقمة علي، والذكريات هي النعمة التي حمتني من التعرض إلى الخيانة على يده، أو مع أي شخص آخر في هذ الكون، فقد أصبحت أكثر تجربة من السابق وعرفت كيف أضع الحدود المناسبة بيني وبين الأصدقاء.

وكذلك الأمر مع الفشل في المشاريع التجارية أو حتى في الزواج وانتخاب شريك الحياة، أو أي تجربة سيئة نعيشها في الحياة، فالذكريات تضمن لنا الاحتفاظ بصور الآلام كي لا نسقط في بئرها مرة أخرى ونذوق من طعمها المر مرة أخرى، إنها بمثابة طوق نجاة لنا في هذه الحياة.

لو دققنا أكثر لوجدنا كم هي دقيقة هندسة الله لمنظومة الإنسان العقلية، بل هو أرحم علينا من أنفسنا وأعلم منا بقدرة تحملنا فهو لا يكلف الإنسان إلاّ بقدر سعته، وسخر لنا الذاكرة حتى تذكرنا وتحمينا من السوء، ولكن هل هذا القدر كافي بأن نحمي أنفسنا من خيانة صديق ولسعة الإناء وانتخاب الزوج؟

ماذا عن تلك الكلمات القرآنية التي تذكرنا بما سيحصل لنا بعد ارتكاب المعاصي؟، أليست كفيلة بأن تحمينا من لسعة الآخرة؟

سأترك هذه الأسئلة تجول في عقولكم مثلي حتى أسمح للمبة توم جيري تضيئ فوق رؤوسكم.

الانسان
الحياة
قصة
السلوك
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    استطلاع رأي: بكل صدق أخبرني لماذا تكذب؟!

    النشر : الثلاثاء 01 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    سمفونية الماء الحديث: ماء آرو

    النشر : الأربعاء 16 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الحشد الشعبي بكم نمضي ونستمر.. شعار الحفل الثقافي المقام في جامعة كربلاء

    النشر : الثلاثاء 07 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الشاعرة فاطمة الزبيدي: الأحلام على مستوى الكتابة لا تتوقف ولن تنتهي

    النشر : السبت 18 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    نظرية التشيؤ: انقياد المرأة إلى التجسيم المادي

    النشر : الأثنين 09 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    يوم السعادة العالمي: سعادة بنكهة كورونا

    النشر : الأحد 22 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1070 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1022 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 371 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 364 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 337 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 335 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3455 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1086 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1070 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1022 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1015 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 996 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 9 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 9 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 9 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة