• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ!

مريم حسين العبودي / الأربعاء 08 تشرين الثاني 2023 / تطوير / 1486
شارك الموضوع :

الاختلاف يكمن في قرار الشخص نفسه بأن يسمو بذاته، أن يرتقي بها للذُرى لا أن يهبط بها لأدنى المراتب

لكلِ شخصٌ على سطح هذه المعمورة جادةٌ صائبة ينبغي عليه السيرُ فيها ليؤدي واجبه الذي خُلق لأجله، واجبه بأن يكون خير مُستغلٍ للعقل الذي أنشأه الرحمن عليه. ألّا يفعل إلا ما ترتضيه الفطرة الإنسانية السليمة، فما نحنُ إلا نتاجُ أنفسنا، لم نُخلق بعلمٍ سماوي لكننا مسؤولون عن مسيرتنا خلال أيام هذه الدنيا عن تأكيد الفرق بيننا و بين الدواب، عن تكوين أنفسنا، فليس هنالك فرق بين عقلٍ وآخر أو بين ذكر أو أُنثى.

الاختلاف يكمن في قرار الشخص نفسه بأن يسمو بذاته، أن يرتقي بها للذُرى لا أن يهبط بها لأدنى المراتب، عليه أن يحقق لنفسه هذا الارتقاء، يقرأ، يتعلم، يُخالط أهل العلم الذين يبُثون في النفس الرغبة والطاقة للسعي والمُضي قِدماً وتجنب الأشخاص المُحبطين المثبطين للهمم.

يقول مالكُ المُلك في مُحكم كتابه الكريم: "إَّنمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ". والإشارة هُنا إلى أن العلم مرتبطٌ أشدُ الارتباط بالطريق الحق نحو تقدير الله (عزّ وجل) وخشيته في السرِ والعلن، فالمرء ذو العقل الراجح السليم يستطيع التمييز بين الحق والباطل كما يستطيع التفريق بين نور الشمس وظُلمة الليل وشتان ما بينهما.

فمن عرف نفسه فقد عرف الله ومن جهلها فقد أبخس القدير حقه، فحتى ينجو الإنسان بنفسه من مهالك الدُنيا والآخرة ويترفعُ بها عن كل مَهانةٍ وقُبح كان جديراً به أن يُعمِل العقل الذي وُهب له ويملأه نوراً ويعمل دائباً كي يحارب سواد الجهل من أن يتسرب إليه. ومن صور إعمال العقل أن يعرف المرء من يُخالل ومن يتبّع،  قال ﷺ: (الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ). ولينظر كل راعٍ إلى رعيته ولتنظر كُلُ رعيةٍ إلى راعيها، هل يُنصف أحدهما الآخر؟ وهل يحقق عاملاً لجذب مزيداً من الأتباع للسير على هذا الطريق القويم؟ وهل يُستقى من هذا النبع فيُثمر وينشر خيره في المجتمع أم يتحيز تحيزاً أعمى ويثيرُ روح العِداء والتعصب؟

تعِجُ دُنيا اليوم بجماعاتٍ لا حصر لها، قادةٌ من كل صنفٍ ولون، زعماء، ذوي مناصب سياسية، وجهاء عشائر، أصحاب فكر تنويريّ، مترأسي حركة فكرية أو ثقافية، مؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، كتّاب، أدباء، رسامين، مدعيّ امتلاكهم لكرامةٍ إلهية، وآخرين غيرهم كُثر. من بين كل المعايير العديدة التي تتوفر لتقييم هؤلاء والحُكم بصلاح رؤيتهم أم فسادها، كنتُ على المستوى الشخصيّ أنظر لأتباعهم، لتأثيرهم على تقويمهم الأخلاقي والفكري، فما كانت لتقوم للإسلام قائمة لو لم يتأثر أتباع النبي محمد ﷺ بحُسن أثره ورُقيّ أخلاقه، كما لم يحصل مع بني إسرائيل رغم إن نبيّهم كان كليم الله! ولم يحصل مع أنبياء آخرين قد بلغوا من الرِفعة والقُرب الإلهي مبلغاً عظيماً.

إن إنصاف المتَّبعِين لأي شخص أو فكر أو مؤسسة، يكمن في طريقة تقويمهم لأنفسهم وحرصهم على عكس الصورة الأمثل عن هذا المُتَّبَع أو الفكرة التي يتم اتباعها، كما يحصل حين ينتمي الفرد لمؤسسةٍ ما، أو عائلة مرموقة، أو مدرسة، هنالك دائماً حرصٌ على سُمعة المنشأ، لا يحتمل المرء أن يُهان بذكر أصله أو عائلته، سيقبل أي إساءة شخصية ما لم تمس أو تلقي اللوم على أصله أو عشيرته أو ذويه. وكذا الأمر حين يُساء لطالب بتشويه سمعة مدرسته ومدرسيه وكان هو ذاته السبب في فشله وتحصيله العلمي المتدني، فأي لومٍ يقع على المؤسسة تلك سيصيبه بنوعٍ من تأنيب الضمير. وهلُم جراً، يمكن تطبيق الأمر على كل أبعاد المجتمع، ولذا فإنه من اليسير إثارة غضب الرجل بتقليل شأن عائلته والتسبب بخلق فوضى عارمة عند عامة الشعب بالشتم أو التطاول على المُتَّبع الذي يؤمنون بجدوى قيادته.

إن الحفاظ على سمعة هذا المُتَّبع او ذاك لا يقتضي الغضب والدفاع المستميت والدخول في جدالات لا نهائية لإثبات صحة وجهة نظر هذه الفئة أو دحض رأي أخرى، يكفي بأبسط الأحوال تجسيد أسبقية وعلوّ خُلق ذاك الشخص عن طريق التأسي بسيرته والامتثال لرجاحه عقله.

لم يركز الدين الإسلامي على النبيّ الأكرم بمعزلٍ عن المسلّمين به، بل حرص وهدف بشكلٍ أساس على جعل المسلمين هم الداعين له بحُسن فِعالهم، وشدد النبي الحكيم بدوره على تعزيز مبدأ الخُلق الرفيع والتعاملات الاجتماعية الصحيحة من خلال مبدأ أن كل مسلمٍ هو راعٍ وله رعيّة "أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ"، وأن أي فعل يقوم به سيكون له آثاراً على الفرد ذاته ومن حوله، فلا تحرق النار صاحبها فقط إذا ما نشبت واضطرمت بل تمتد لتأكل كل ما تجده في طريقها.

الشخصية
التفكير
السلوك
المجتمع
القيم
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    نقص نوم حركة العين السريعة مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف

    النشر : الخميس 07 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    كيف عالج الامام علي الظواهر الاجتماعية السلبية؟

    النشر : الخميس 25 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    عالم الأبراج والجذب في نظرية الإمام الصادق

    النشر : الأربعاء 30 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    السيدة خديجة.. سكن الرسول وملاذ النبوة

    النشر : الثلاثاء 12 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    حلم فوق قمة جبل

    النشر : الأثنين 18 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    قراءة في كتاب: رسائل من القرآن

    النشر : السبت 16 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 488 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 433 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 380 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 358 مشاهدات

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    • 325 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1207 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1112 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1090 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 7 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 7 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 7 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة