• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

في ضيافة راهب آل محمد

بنين قاسم / الأثنين 24 نيسان 2017 / اسلاميات / 4035
شارك الموضوع :

وقفتُ على دكة داخل الصحن المقدس، اتأمل الحمام على قبته، واقبلت اشمّ العطر من بابه بجنون، ثم امسكت الشباك المبارك ودعوتُ ان يفك ضيقي دون ان ي

وقفتُ على دكة داخل الصحن المقدس، اتأمل الحمام على قبته، واقبلت اشمّ العطر من بابه بجنون، ثم امسكت الشباك المبارك ودعوتُ ان يفك ضيقي دون ان يعتريني الارباك من كلماتي التي اقولها في رفقة من كان معي، فأنت يا سيدي احدى وسائل التقرب الى الله وانت من اولاد النبي "عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام" فحتما ستكون من انبل الخلق.

ثم خرجت ثانية الى الصحن وجلست ناظرة الى راية خضراء مرفرفة على تلك القبة ذاتها التي تمنيت لو انني استطعت تقبيلها، في اثناء الافكار التي لازمتني منذ دخولي الحرم الشريف وتركيز عيناي على الراية الخضراء رأيت رجل يعتلي القبة من الخارج وبيده قطعة سوداء فادركت ان الوقت حان لتبديل راية براية وهذا ما يدعى "مراسيم تبديل الراية".

بعد ان انزل الرجل الراية الخضراء ووضع بمكانها الراية السوداء شعرت وكأن شيئا فيّ توقف في محطة ما!.

فبدأت اتذكر امي حين سردت اليّ جزءا يسير جدا من حياته الشريفة قائلة:

اسمه موسى ابن جعفر الصادق "عليه السلام" وامه السيدة حميدة ابنة صاعد، اندلسية الاصل، وهي كانت على دراية من العلم والمعرفة والإيمان، وهو من احفاد النبي محمد (ص).

ولد في سنة 128 للهجرة في يوم الجمعة من شهر صفر بمنزل في قرية الابواء الواقعة بين مكة والمدينة المنورة، وتوفي في الثالث والعشرون من شهر رجب.

عاش مع ابيه الإمام الصادق عليه السلام وترعرع في العهد العباسي وشهد كل المشكلات التي تعرض إليها والده و واجهها وجها لوجه بكل بسالة وشجاعة دون ان يمس قلبه الخوف، كان يمتلك قدرة هائلة لقابليته في ضبط النفس "الاعصاب" في كل ما يمر على رأسه من المصائب أي انه شديد الحرص على لسانه حتى في اشد المحن بطريقة جعلت الغابرين واللاحقين تلتفت انظارهم اليه لقدرته غير الطبيعية في التحمل، وعلى هذا الاساس لقب باللقب الأكثر شيوعا ألا وهو "كاظم الغيظ".

سجن الامام عليه السلام كثيرا ولسنوات عديدة، كان قد سجن في سجن البصرة والقنطرة والفضل ابن الربيع مرّة للاحتجاج ومرّة للاستهانة (الدفاع عن الدين)... واخر مكان سجن فيه هو "سجن السندي" حيث كان هذا السجن كالحفرة المغلقة لا يعرف فيها الليل من النهار، حتى ان الإمام موسى ابن جعفر "عليهم السلام" كان يعرف ان النهار طلّ عند سماعه اصوات اقدام الحرس وعلى اثر التعذيب الذي عاناه دون رأفة أو رحمة، فأصبح كل من يذكر اسمه يقول "سلاما على المعذب في قعر السجون".

كان مبتغاه الأول ان تعمّ الإنسانية بين الناس وان يُنشر الدين الاسلامي الذي عارضه الكثير وها نحن اليوم نشهد ثبات الدين الذي اراده الائمة والانبياء ونساءهم واولادهم وكل مؤمن سعى في سبيل الاسلام...

كان عليه السلام مثالا يضرب في المروءة والشهامة والحق وهو كثير الحكمة والتروّي في كل امر كان يقدم عليه.

هذا الامام المعذب الذي نال الشهادة بشرف، استشهد مسموما في السجن محاولة منهم لمنع الرسالة الاسلامية لكن هيهات ان تذهب شهادته سدىً، واليوم نرى الشارع الكاظمي يعج بالموالين له رافعين ايديهم للعزاء والمواساة.

فالعاصمة في هذه الايام الحزينة شهدت عددا غفيرا من الزائرين الذين يقدمون كل عام على احياء مراسيم حفيد الرسول المصطفى "صلى الله عليه واله وسلم".

ثم وبعد الكثير من الافكار التي بقيت في رأسي عدت الى الحاضر على اثر رائحة زكية انبعثت من المرقد الطاهر تغلغلت فيها الراحة الى اعماق نفسي لما فيها من حب يوزع مجانا على المسلمين كافة.

الجلوس في الصحن الكاظمي يجعل الإنسان مجبورا ان ينسى ما يشغله من حزن ووجع... ليرمي التعب بعيدا عن جثته التي انهكتها الحياة دون مبالاة. فكل كلام الحب والنقاء لن يستطيع وصف القليل من طيب وكرم هذا الامام المعذب الذي حظي بكل الخصال الحسنة حيث لقب ايضا ب "صاحب الكرامات" حيث انه لا يرد طالب حاجة ولايتركه خاوي الوفاض والكثير من الناس يذهبون الى مرقده الشريف للدعاء والطلب ويستنجدون بأسمه لله تعالى، وهكذا كان الإمام موسى ابن جعفر الصادق عليه السلام قدوة للجميع ولكل من اراد ان يكظم غيظه.

رأيت الجمال رأيت العشق والامان عند عتبة ضريحه شعرت بالراحة داخل هذه البقعة التي يعتبرها كل من يدخل اليها قطعة من الجنة .

الامام موسى الكاظم
الشيعة
الحزن
الايمان
الصبر
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    هل جميع المتدينين تعساء؟ وما هي علاقة الدين بالسعادة؟

    النشر : السبت 19 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    ولو كُنتَ عاملاً.. وظيفتك تُكمّل الحياة

    النشر : السبت 21 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    عناق الأسماء

    النشر : الأثنين 06 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    سمسمةٌ وصغارِها الثلاث

    النشر : الثلاثاء 23 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    كيف تحسن مزاجك في أيام الشتاء؟

    النشر : السبت 27 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    هل تؤثر التكنولوجيا على أدمغتنا؟

    النشر : الأحد 27 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 359 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1196 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1161 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1098 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1065 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 16 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 16 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 16 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة