• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قيمة التوبة: أن تأتي مع القدرة على المعصية

سجى عبد الأمير الركابي / الخميس 14 تشرين الثاني 2024 / اسلاميات / 828
شارك الموضوع :

قيمة التوبة الحقيقية تكمن في القدرة على المعصية نفسها، في أن يختار الإنسان بين الحق والباطل

التوبة ليست مجرد كلمات تُنطق على لسان مرهقٍ من همومه، بل هي حالة روحية عميقة تنبع من أعماق القلب، تُؤتى حينما يجد الإنسان نفسه في مواجهة مع عواقب أفعاله، وتدق أبواب ضميره، فلا يعود قادرًا على الفرار من ذاته.

لكن الأعمق من ذلك، أن التوبة ليست مجرد تراجع عن خطيئة، بل هي لحظة الوعي الذي يدرك فيه الإنسان أن العودة إلى الله ليست استسلامًا لضعفه، بل انبعاثٌ من جديد لقوة داخلية، قادرة على اختيار الطريق الصحيح وسط المغريات المدمرة.

إن قيمة التوبة الحقيقية تكمن في القدرة على المعصية نفسها، في أن يختار الإنسان بين الحق والباطل، بين الاستقامة والانحراف، وهو في كامل قدرته على الزلل، في لحظة لو أراد أن يبتعد عن الخير لاستطاع. إننا نعتبر التوبة عظيمة عندما تأتي من شخص قادر على الخطأ، قادر على الولوج إلى أعمق مسالك الفساد، لكنه يختار أن يترك تلك الطرق ويحاول أن يعود، في تلك اللحظة تتجلى قيمة التوبة بمعنى آخر.

أما إذا كانت التوبة تأتي من شخص لا يملك القدرة على المعصية، فإنها تصبح أقرب إلى اللامعنى، كأن توبة طفل لم يتعرف بعد على سرائر العالم وظلاماته، أو توبة من يظل محاطًا بجدرانٍ تمنعه من اتخاذ قرارات خاطئة. ليس كل من يتضرع في ساعة الشدة يستحق المغفرة، بل أولئك الذين يدركون أنهم اختاروا التوبة بعد أن كانت أمامهم جميع أبواب المعصية. فالفاسق، الطاغية، وكل من نزل به العذاب ولم يعد أمامه سوى أن يلتجئ إلى ربه يطلب المغفرة في اللحظات الأخيرة، لا يساوي في تلك اللحظة من أدرك معصيته في قلبه، فاختار العودة قبل أن تدق ساعته.

التوبة إذًا ليست هروبًا من العواقب، بل هي قناعة قلبية بأن الإنسان قادر على التغيير، وأن التغيير هو خيارٌ شجاع يتطلب الوقوف على حدود الفجور ورؤية مكامن الخطأ. فما فائدة أن يتوب من لا يملك في قلبه فتنة، ولا يملك يدًا تشتهي السوء؟ وما فائدة أن يكون التائب شخصًا لا يملك قدرة على الانحراف؟ أما قيمة التوبة الحقيقية فهي في أن تعود إلى الله بعد أن علمت جميع طرق الباطل، وعرفت الأهواء التي قد تُغويك، ثم اخترت أن تعود، في وسط الليل، عندما تكون الأنوار قد غابت، وعندما تكون الفرص قد ضاقت.

إننا لا نبحث عن توبةٍ تأتينا عندما تكون الأبواب قد أُغلِقت، بل عن توبةٍ تأتي عندما لا يزال لدينا القدرة على الوقوع في الخطأ، وعندما نعلم يقينًا أن الخطأ أقرب إلى النفس من الصواب. تلك هي توبة القلوب التي تبتغي الله بحق، والتي تفرح بها السماوات.

الانسان
الايمان
الشخصية
الدين
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    هل جميع المتدينين تعساء؟ وما هي علاقة الدين بالسعادة؟

    النشر : السبت 19 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    ولو كُنتَ عاملاً.. وظيفتك تُكمّل الحياة

    النشر : السبت 21 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    عناق الأسماء

    النشر : الأثنين 06 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    سمسمةٌ وصغارِها الثلاث

    النشر : الثلاثاء 23 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    كيف تحسن مزاجك في أيام الشتاء؟

    النشر : السبت 27 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    هل تؤثر التكنولوجيا على أدمغتنا؟

    النشر : الأحد 27 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 359 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1196 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1161 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1098 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1065 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 16 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 16 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 16 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة