• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

جوادٌ لا يموت

مروة ناهض / السبت 08 كانون الأول 2018 / اسلاميات / 2709
شارك الموضوع :

ومضى كُل شيء، والأيام تطوي بعضها البعض، تتوارى في دفة الزوال! لا شيء باقٍ، الكُل فانٍ سوى ذلك الوجه الذي يأتي بضاعته بـ قلبٍ سليم لا وِجهة له

ومضى كُل شيء، والأيام تطوي بعضها البعض، تتوارى في دفة الزوال!

لا شيء باقٍ، الكُل فانٍ سوى ذلك الوجه الذي يأتي بضاعته بـ قلبٍ سليم لا وِجهة له سوى الطُهر من مُحمد وذريته الكرام!

بلى أماه!

صدقيني الأرضُ مليئة بالدمار، قد عاث بها الفساد حتى صارت لا تصلُحَ لـ مثلي!

أتذكرين!

عند كل جمعة، حين نجلس من أجل نُدبة ذلك الغائب صاحب قلوبنا الذي أثخناه بالجُراح!

كُنا نُردد: وشيعتكَ على منابرَ من نُور مُبيضَّة وُجُوهُهُم حولي في الجنة وهُم جيراني!

وعند مشارف هذة الحروف كُنت أطرق بـ رأسي أُخاطبه قائلاً:

جداه يا رسول الله هـا أنا ذا جار (نفسكَ) في الدُنيا تُرى متى أصبحُ جاره في الباقيـة!

الأمرُ يحتاج لـ ثمن عظيم يجب علي دفعه لأفوزُ بـ تلك المنزلة! أدركُ ذلك جيداً..

ومضت الأيام وتلك الغاية تتوقدُ في داخلي، أحثُ الخُطى إليها بـ قلب مُستقيم يُرتل أن الختام عند الفريد! أن أمري عند ذلك الوتر الوحيد!

حتى وصلتُ كربلائه، وجدتها سخيةً مثله، فقد قبلتَّني بين عينيَّ ثم ضمتني إليها فرداً من أُمَّة السبعين..

وهكذا كان مسك الختام مُوشحُ بـ كربلاء كما أردتُ تماماً وكما وفى الحبيب..

ومضى الجواد وهذه كانت كأنها حروف وصية أو قُل لـ رُبما ترتيلة دُعاء أو حاجة كان يهمسُ بها عند كُل ليلة جمعة لـ شباك جده بعد أن يغسّلها بـ الدموع!

ومضى وفي القلب لـ رحيله شجوناً لا تبرد، لا تُعانق النسيان يوماً وهل لمثله أن يغتاله النسيان؟ وقد ترك آثاراً تدلُ عليه!.

قد مضى ولكن ما زال حاضراً في دروسه بين طلابه، مازال صدى صوته عذب البيان يطرقُ مسامعهم عند كل درسٍ، مازلنا نراه في أحداق طُلابه الملأى بالغُصة لرحيله، المُشتاقة لجمال مُحياه ولذلك النشاط الذي كان يبثهُ فيهم حتى أوقد شُعلةً للعلم لا تموت..

يقول أحد طُلابه:

كان مُتميزاً في الألتزام بمواعيد الدروس بشدة، بالرغم من أن بعض دروسه كانت بعد صلاة الفجر حيثُ لا يزال الليل مُخيماً على الأجواء، لكنه كان يحضر بمنتهى النشاط والحيوية، نعم هو كان الأستاذ الذي يحضر قبل تلاميذه!.

حين كنتُ أقرأ بعض ما يكتبه، كان يستوقفني كثيراً إختياره لـ روايات أهل بيت الطُهر والعصمة، كنتُ أتدبَّرُ قليلاً فيما يختار فأجده ينتخبُ منها الذي يشتمل على ذكرهم أو أي أثرٍ يدلُ عليهم، قرأتُ مرة ما كتبه لأحد طُلابه تبرُكاً فـ كتب:

بسم الله الرحمن الرحيم

طلبُ المعارف من غير طريقنا أهلَ البيت

مُساوقٌ لإنكارنا..

ثم أردفها بتوقيعه الخاص الذي وقفتُ كثيراً عنده!

فقد ختمَّهُ بـ: العبد المُفتقر إلى رحمة ربه مُحمد جواد!

وكأن تأدبُكَ في محضر القُدس، تواضُعكَ الذي كُنت تُزين به علمك، إحتياجكَ لـ تلك الرحمة التي قد يغفلُ عنها الكثير منحكَ ذلك الوسام الشريف:

حيثُ شملتكَ رحمة الله الواسعة الحُسين الحبيب وأنا مُتيقنة إنها تلك الرحمة التي كُنتَ تنشدها!

في أحدى جلساته مع الفقيد الجواد أخبره أمراً، فقال أن أسباب ومُقتضيات التوفيق الإلهي للإنسان سواء كان طالباً للعلوم الدينية أو غير ذلك هي: الكون والتواجد عند الحُسين عليه السلام في حرمه المُطهر، حينها سألني كم من الوقت تقضي في حرم الحُسين الشريف؟

فأجبته: مقدار الزيارة والصلاة والدعاء!

فأجاب: إن ذلك جيد، لكن المطلوب هو أن تقضي وقتاً مُعتداً به عند سيد الشهداء عليه السلام والرحمة، فقلتُ: سيدنا، أتقصد أن أجعل درساً أو مباحثة هنالك؟

فقال: بل إجعل وقتاً خاصاً للتأمل وكُن على سكينة وتوجة، لعل الله تعالى يفيض عليك من ألطافه ببركة المولى أبي عبدالله الحُسين صلوات الله عليه..

وأنا أقول:

تيقنتُ الآن إنكَ كُنتَ تلهج بهذا الأمر وتوصي به من تُحب وترى! لأن من أحب شيئاً لهج به أليس كذلك أيها الجواد؟

بل لأكون أكثر دقة من ذلك!

لأن قلبكَ وروحكَ بل كُل وجودكَ كان يستشعر تلك الفيوضات، نسمات الهواء التي كانت تُداعب تلك القُبة الذهبية وكأنها تُقبَّل موضع السهام من صاحبها وتُلقي عليها السلام كُنتَ أنت تسمعها!

كُنتَ تأن عند كل شروق وغروب وحسراتك تتطايرُ لهباً بين أضلاعكَ، وأنا متى أُقبَّل موضع تلك الجراح!

ما أسرع جواب حبيبكَ اليكَ وهو ينتخبكَ لـ تكون عنده!

لـ تُسقى تلك الفيوضات دون حاجز، لـ تشمُ تلك الأنفاس دون حجاب!

لا أدري لـ رُبما بـ تلك الأنفاس قُبضت روحكَ الطاهرة!

لـتنال بها دوام الحياة في العوالم الثلاث: عالم البرزخ وعالم الرجعة وعالم الآخرة.. 

يقول أحدهم:

في يوم من الأيام كنتُ خارجاً من مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله وأسير بإتجاه شارع الإمام علي عليه السلام فصادفني سماحة الفقيد مُتوجهاً من الشارع نفسه إلى مكتب المرجع دام ظله وكان الطريق مليئاً بمياه الأمطار ولما أردتُ السلام توجه إليَّ وهو يروم إجتياز المياه والدخول فيها فقلتُ له:

سيدنا إنتظر كي ألتقيه في المكان المُرتفع عن الماء لكنه سبقني وتقدم ومشى في الماء..

لـ يعطيني درساً في التواضع والخُلق الحسن وإحترام الأخرين ما كنتُ لأدركهُ بهذة الصورة ولو قرأتُ عنه مئات الكُتب فقد كان أمامي نموذجاً عملياً لآل عليُّ الأطهار وصورة ناطقة لرواياتهم التي تحثُ على ضرورة تحلي المؤمن بالأخلاق الفاضلة لـ يطيب ذكره وعمله..

جميل أن نحضر مجالس العُلماء، نستذكرُ الراحلُ منهم ونُجالس الحاضر ولكن الأجمل حين نأُخذ شيئاً من فضائلهم وأخلاقهم ونعملُ بها فالشمس تبقى شمس تمنحُ شُعاعها لـ الجميع دون إستثناء لكن من يختار أن يُوصد نوافذه بوجهها فلا خاسر سواه!

نحتاج في زماننا هذا ثورة أخلاقية تُعيدنا لمدارج الصواب وتنفضُ عنا غبار ضياعها، نحتاج أن ندرك إننا في هذه الدنيا أمام طريقين نكون أو لا نكون..

ولكي نكون فلا سلاح نتسلح به أقوى من الأخلاق الفاضلة، فحين يحيا الرادع في نفوسنا سـنكون!.

بعد كل ماقرأت وطالعت وتأملتُ وجدتكَ إنك قد إخترت الطريق الأسهل والأصعب معاً!

بلى انتَ من الثُلة التي أدركتَ إن سفينة الحُسين هي الأسرع والأوسع في لُجج الأهوال..

ولهذا إخترت أن يكون هو المُبتدأ والختام.

يذكُر السيد مُصطفى الشيرازي أخيه الأكبر في أحوال أخيه ليلة الجُمعة الثامن والعشرين من ربيع الأول موقفاً مُلفتاً عنه في خصوص زيارة سيد الشهداء صلوات الله عليه فيقول: كان من عادتنا عندما نأتي الى كربلاء المُقدسة أن نزور حرم المولى أبي الفضل العباس ثم بعد ذلك نتوجه الى زيارة سيد الشهداء عليه السلام إلا أن السيد الأخ وعلى غير تلك العادة إقترح أن نزور الأمام الحُسين أولاً وبعد أن سألته عن سبب هذا الإقتراح وتغيير برنامج الزيارة، أجاب: كي نعاود زيارتنا للأمام الحُسين صلوات ربي عليه بعد الإنتهاء من زيارة المولى أبي الفضل سلام الله عليه.. وبالفعل كان قد زار جده زيارتان في آخر ليلة..

أقول: أكان شوقاً إليه قد فاض من قلبكَ، أم إستعداداً لـ عظمة اللقاء أم كان ديناً تقضيه عن جُمعة فاتت ولم تزرهُ فيها!

أتذكرُ في الذكرى الثانية لـ خلودكَ، كنا في مجلس تأبينكَ نسأل الله تعالى بعضاً من إخلاصكَ مع أهل بيت العصمة، رأيتُ والدتكِ الطُهر وقد إلتفت الحُزن عليها كـ عباءة تُغطيها!

كنتُ أحمل بين يدي مسبحة من التُربة الحُسينية، زورتها معي لـ مرقد الطُهر زينب وربيبة الجزع رُقيَّة أبيها ثم أقسمتُ عليهنُّ بـ ما جرى عليهنَّ في طف الرزايا أن يسقينَّ قلبها المفجوع برحيلكَ  من فيض صبرهُنَّ شُربة..

عدتُ بعدها لأجد في إحدى السطور التي كُتبت عنكَ إن لكَ مع تُربة جدكَ حكاية حُب لا يعرف معانيها سوى نبضكَ وجدُكَ!

وأن أناملكَ قد ألفتها تدور بين راحتيها كلما عصف بكَ الأشتياق لجدكَ وتربته وأرضه!

حتى البارحة حين قرأتُ وصيتكَ التي كُنتَ قد كتبتها مُنذُ سنوات..

ما أثار حيرتي ودموعي إنها الوصية الأولى لعله التي أقرأها وبدايتها:

أُدفن في كربلاء المقدسة بجوار سيدي ومولاي سيد الشهداء الإمام الحسين صلوات الله عليه..

إذن هكذا كان الأمرُ محسوماً فـ أمر الإلتحاق بـ ركب جدك كان أمر مقضياً..

تركت سبحتكَ تحنُ لأناملكَ، تركت قلوباً قد إكتوت بنار رحيلكَ فـ تلطَّف عليها بين الحين والآخر ولـ يمُر طيفكَ مواسياً جراحهم..

أخبرهم إنك مشغول بـ عزاء جدتكِ الصديقة الكُبرى! أخبرهم إن كل شيء زائل لا يبقى إلا من إتخذ تلك التجارة الرابحة معهم!

أخبرهم إن الضلع مهشمُ بإفتجاع وأنه بـ حاجة لدموعنا العارفة بحقه حتى يبرىء!

أخبرهم إن الغائبُ حزين، تقرَّحت أجفانه من هول ما يرى، يجلسُ وحيداً تارة بالكوفة العلوية وأُخرى في السهلة المُقدسة ولكن دمعه لا يألف سوى كربلاء جده!.

قُل لنا لـ نُخففَّ الحمل عليه! لـ نتريث قليلاً بالذنوب والركض خلف هذه الفانية! لـ نصله فوالله ما خاب من وصله ولا ذل من أعزَّه.. فـيا وجيهاً عند الحُسين صلوات الله عليه إشفع لنا عنده.. والسلامُ عليكَ ما طلع النهار ودجى الليل..

#آل_الشيرازي
العالم
الدين
الحياة
الموت
الفكر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    هل أصبح الانتحار ظاهرة شائعة اليوم؟

    النشر : الثلاثاء 30 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    فضة حياتها من ذهب

    النشر : الخميس 01 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    سؤال وجواب قرأني حول لفظتي: (امرأة) و(زوج)

    النشر : الخميس 17 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    التفاخر والتباهي بالأبناء!

    النشر : الخميس 11 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    آخر ندائي .. ياحسين

    النشر : الأثنين 04 نيسان 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أزمة العرف العشائري ومفهوم التمدن

    النشر : الأحد 07 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1018 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 747 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 647 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 619 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 618 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 518 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1056 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1018 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 974 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 747 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 17 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 17 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 17 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 17 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة