• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فارس حجازي

امنة كريم / الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016 / اسلاميات / 2049
شارك الموضوع :

هو ذلك العاشق الحالم الذي غرق في بحر الجود فاصبح منبعا له... تاه بكل عز في بئر الوفاء ولم تخرجه تلك القافلة.

هو ذلك العاشق الحالم الذي غرق في بحر الجود فاصبح منبعا له... تاه بكل عز في بئر الوفاء ولم تخرجه تلك القافلة.

عن ذلك القائد اتحدث، عن العظمة، العلم، الشجاعة... نعم عن العباس إبن امير المؤمنين علي، عن حفيد الرسول الأكرم اتحدث، فارس ادهش عيون السماء بطهارة روحه وصفائها، بقلبه النابض وعيناه اللامعتين، بحرارة الحب ولهيب روحه التي كانت تحترق وهو ينظر الى اخيه الوحيد بلا ناصر.. تخلّت عنه الأمة.. فأراد ان يكون بنفسه الأمة التي تنصر سيده.

 العباس في كربلاء كان صمام الامان للحسين، لزينب، والعيال.. عندما يشعرون بالخوف ينظرون الى بريق عيناه فتهدأ نفوسهم وتطمئن، ويرتوي ظمأهم كأنه زمزم لهذه الشفاه.. اما هو فكان ينظر ويحترق.. وتشتعل نيران الغيرة في فؤداه المتيبّس من العطش، كان شغله الشاغل اطاعة امام زمانه وهو ينظر الى شفتي الحسين متى ما تحركت ليكون اول الملبين....

كان كافلاً لاخته العقيلة،  ينظر الى الاميرة المخدرة.. لايقبل بوخز الابرة ان يوخز قدمها.. يتأمل عيناها.. ويقول: انا فداء لك.. يضع يده على صدرها لينظّم ضربات قلبها التي كانت تتدفق بشدة من الالم والخوف.. وكان الحسين يحدّثه: بوجودك يا حبيب لاداعي لوجود المقاتلين.. فانت جيش بأكمله.. انت يا اخي كأنك قسورة.. كفيك هي نفس التي اقتلعت باب خيبر.. واليوم سوف تقلع هؤلاء...

انها الساعة.. لقد حان وقت الرحيل.. جثث الأنصار في كل مكان، قتل الجميع.. سيطر الخوف، غمر بعيال الحسين العطش.. تعالت الصرخات.. الرضيع يبكي من شدة الجوع والعطش الكل يصرخ يا عماه اغثنا، همهم الفارس.. اشتد غضبه حتى عانق السماء بجبروت قوته، ذهب الى سيده استأذنه: سيدي إئذن لي لاروي عطش الاطفال لا اتحمل كل هذا.. عيناه فيهما قصة اسمها زينب.. تللك العظيمة.. عاد اليها ليودعها.. وكأنه يعلم انه اللقاء الاخير: اخية اعذريني ان لم ارجع.. هذه اخر جملة قالها لاميرته.. امتطى جواده اخذ قربته تناول سيفه.. ذهب كالاسد يزئر في وجه اعداءه..

ادخل في قلوبهم الرعب ارتعدت مقابض سيوفهم، تزلزلت الارض من تحت اقدامهم، ذهب هذا العاشق يملئ قربته لا يبالي بكل هذا الجراد المنتشر، كان همه الوحيد ان يملئ القربة ليسقي اخته المنتظرة بكفيه..  فراح يضرب الاعداء يمينا وشمالا الى ان جاءت يد الغدر، كانت مختبئة تحت ظل شجرة فقطعت كفه اليمنى، لم يبالي حمل قربته باليسرى فقطعت هي الاخرى، التقط القربة بفمه فضرب على رأسه، ليسقط من اعلى جواده.. وهو يتساءل كيف سيلتقي الارض، بأي كفين؟؟

تناثرت احلامه.. جرت دموعه.. فهمس في اذن الارض.. ان اوصلي سلامي الى سيدي واخي.. فقال: ادركني يا اخي، تسارعت دقات قلب الحسين (ع) علم بروحه قد هوت على الارض، وهو يهمهم بين نفسه: من لي بعدك يا أخي ويا مهجة روحي، احتضن اخيه...  لايعرف ماذا يصنع اي دموع اي ألم يصف فراق العباس لم يستطع النهوض انكسر ظهره من شدة الموقف.

 ودّع الوفاء بكل ما اوتي من الحب... ثم لملم نفسه وذهب ليخبر تلك السيدة المنتظرة، لم تسعفه شفتيه على النطق، انزل عمود الخيمة علمت ان فارسها قد حلق في السماء هنا انكسر قلبها ودمدت بين نفسها: أين تركتني يا كفيلي؟

ان يرحل العباس  يعني ذبح عبد الله يعني الم الحسين، ضرب السياط، حرق الخيام، يعني ان تبقى سكينة منتظرة لعمها، يعني  السبي.. رحيل العباس يعني ان تموت رقية في الشام حزنا على رأس أبيها.. يعني ان زينب سوف تدخل مجلس يزيد، كل هذا علمته زينب من رحيل العباس فوضعت يدها على قلبها رافعة رأسها الى الذي لا تخيب عنده ناصية، وتذكرت ما قاله اخيها وهو يودعها: اخية اعذريني.. فنزلت من عينها دمعة، لم يعرف  تفسيرها الا من ذاق لوعة الفراق..

 فسلام على تلك الروح الطاهرة التي حملها ابا الفضل العباس.. اسقينا من عذب وفائك يا عزيز الحسين.

ابو الفضل العباس
كربلاء
عاشوراء
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    الشكر.. زينة الغنى

    النشر : الأربعاء 02 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    ادفع دينارين واكسب الدارين: مبادرة كويتية علمت آلاف الفتيات حول العالم

    النشر : الأحد 09 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    في العام الجديد.. أمنيات مغلفة بالأمل

    النشر : الأربعاء 30 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    كيف تتعلم فن اختيار الهدية المثالية؟

    النشر : الأربعاء 20 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    كيف يؤثر النشاط البدني في تقليل خطر سرطان الثدي؟

    النشر : السبت 10 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    الامام الصادق والجواب الشافي

    النشر : الأثنين 09 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 488 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 433 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 380 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 355 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 325 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1204 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1109 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1089 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 6 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 6 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 6 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة