• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لماذا يستر الله ذنوبنا ولا يفضحنا في الدنيا؟

زهراء وحيدي / الخميس 02 نيسان 2020 / اسلاميات / 4961
شارك الموضوع :

ويبقى على الانسان أن يضع جدولا يوميا لنفسه يراجع من خلاله أفعاله وأقواله

كنت أبلغ من العمر ثمانية سنوات عندما ذهبت إلى الحمام الموجود في باحة المنزل حتى شاهدت أخي يقف خلف الشجرة وبيده قطعة من السجائر ويدخنها في الخفية دون مرأى أحد، لقد كان ذلك المشهد صدمة كبيرة بالنسبة لي، إذ أشاهد أخي الكبير يدخن وهو ما زال في عمر صغير ولم يتجاوز فترة المراهقة حتى أمر لم يخطر على بالي أبدا..

والكارثة الكبرى كانت تكمن بأن والدي رجل عصبي جدا، ولن يقبل فعلة أخي ولن يسامحه بسهولة إذا عرف بأمره ومن الممكن أن تحصل مشكلة كبيرة بينهما.

تكرر الأمر أكثر من مرة وأنا أشاهد أخي يدخن في الأوقات التي يكون البيت خاليا من أبي وأمي، والشيء الوحيد الذي قاله لي أخي هو أن لا أخبر أحدا بذلك.

حتى وإن لم يخبرني بذلك كان من المستحيل أن أقول لأحد عن هذا الأمر، خصوصا أني كنت متعلقة جدا بأخي وأحبه كثيرا ولن أرضى بأن يتسبب أبي بأذيته أو معاقبته.. كنت أدعو الله أن يترك هذه العادة السيئة قبل أن يكتشف أحدا امره ويفشي سره لأبي وتحصل الكارثة.

اليوم وأنا أتذكر ذلك الموقف أقول مع نفسي كيف استطعت أن أكتم هذا السر واحافظ على لساني ولا أفضح أخي أمام أمي أو أبي برغم صغر سني، كيف استطعت أن أسيطر على ذلك؟

الشيء الذي خطر على بالي هو لأني أحب أخي سترت على فعلته ولم أفضحه، خفت عليه من عقوبة أبي.. حسنا هذا بالنسبة لي أنا الانسانة الضعيفة، ماذا عن رب العالمين؟، لماذا يستر ذنوبنا؟، هل يحبنا؟ ويخاف علينا من عقوبة أحد؟

برغم كل الأفعال السيئة التي نفعلها ولكنه يستر على الكثير من أفعالنا الفاضحة التي لو أعلنت على الملأ لذهب ماء وجهنا..

يحب الله عباده والستر عليهم، لهذا السبب لا يفضح أعمالهم السيئة للملأ وينتظرهم عسى أن يتوبوا فيمحي سيئاتهم ويبدلها حسنات، ولأن الله يعرف جيدا بأن الناس لا ترحم المذنب وتبقى تنظر إليه بعين صغيرة، حتى وإن تاب واستغفر عن ذنبه لهذا السبب يستر عليه. فسجلات البشر ليست كسجل الله، سجل الله تعالى يعود أبيضا نقيا بمجرد التوبة والعودة إلى الله، إنما سجلات البشر تبقى سوداء برغم الاستغفار والاعتذار.

فيعطي الله تعالى عباده فرصا كثيرة بعد ارتكاب المعاصي، ويستر افعالهم المهينة ولكن مع الأسف هنالك الكثير من الناس سيظنون ان الله قد غض البصر عنها او غفرها لهم دون توبة!، وهنا يبدأ الانسان التمادي بالذنب والاستمرار بسلسلة المعاصي دون الخوف من الاثار الجانبية والغضب الالهي الذي يلحق الذنب، اذ يقول المولى امير المؤمنين (عليه السلام): " لْحَذَرَ الْحَذَرَ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ سَتَرَ، حَتَّى كَأَنَّهُ قَدْ غَفَر"

فيقوده التهاون الى محطة النسيان، فبالتالي الذنوب التي يفعلها الانسان ويتهاون من محاسبة نفسه والاستغفار عنها والتي احاطتها رحمة الله في الدنيا فستر الله عليها ولم يفضح صاحبها ستنتقل الى محطة النسيان فينسى العبد ذنبه دون ان يستغفر ويتوب... والستر الذي لمه الله به في الدنيا من الممكن ان لا يلمه في الآخرة، اذن الحذر واجب جدا، لان الله تعالى لا ينسى... يقول الامام علي: "من اهمل نفسه ضيع امره".

وهنالك سؤال مهم قد يراود فكرنا عن تلك الفئة المعاندة التي لا تعترف بالتوبة والغفران وتبقى تفعل المنكرات بصدر رحب؟، هل تستحق هذه الفئة الستر من الله؟

ليس بالضرورة ان يشمل الستر الدنيوي سترا اخرويا، اذ ان هنالك فئات من الناس يستر الله عليهم في الدنيا للحفاظ على المجتمع من الانحراف أي ان الستر من اجل امه وليس من اجل هذا الشخص بالذات، وسيفضحه الله تعالى شر فضيحة في الاخرة بسبب عناده واصراره على الذنب.

إذن من أحد الأسباب التي يستر الله بها على عباده هو من أجل مصلحة جماعية (أمة) وليست فردية حتى وإن كان هذا الشخص هو سيّء، ولكن يفعل الله ذلك حتى لا تشيع المنكرات في المجتمع، إذ إن كشف الذنوب للناس من الممكن أن يجعل المرء لا يهاب أحدا ويجاهر بالمنكر، فيترك ذلك أثرًا سلبيا على مستوى المجتمع وليس الفرد،

فيتجرأ الانسان على ارتكاب الذنوب أمام الملأ دون مهابة أحد، فيؤدي ذلك إلى انتشار المنكر وجعله أمرا عاديا ومنتشرا في المجتمع، إذ يقول تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

ويبقى على الانسان أن يضع جدولا يوميا لنفسه يراجع من خلاله أفعاله وأقواله، ويحاسب نفسه عن كل الأخطاء التي تصدر منه ولا يغفل عن الصغائر قبل الكبائر، ويستغفر الله عنها إذ يقول المولى علي عليه السلام: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا".

الانسان
الايمان
الحياة
السلوك
الامل
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    أنا في الانتظار

    النشر : الأثنين 20 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    النشر : الخميس 05 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    سيلفي مع ذاتك

    النشر : الثلاثاء 13 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الهشاشة تربية وليست طبيعة

    النشر : السبت 12 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    قصة قبل النوم.. نافذة الطفل نحو عالم مرسوم بيديكِ

    النشر : الأحد 25 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الخوف من الشيخوخة.. مرض أو هاجس؟

    النشر : الخميس 09 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1071 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1022 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 371 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 364 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 337 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 336 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3455 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1086 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1071 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1022 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1016 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 996 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 9 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 9 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 9 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة