• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

دقائق الجلوس برحاب أنيس النفوس

سارة علاء الحسيني / الأثنين 20 آذار 2023 / اسلاميات / 2483
شارك الموضوع :

سائلتكِ أيتها النفس فمالِ كون الحاجات ونحن عند سلطان الهيام دقائق الجلوس برحاب أنيس النفوس 

يقولون الأئمة خاصة وأهل البيت عامة تشتاق إليهم زوارهم فيذهبون لزيارتهم ثم عليهم السلام يبادلونهم الاشتياق، إلا أبا محمد الإمام الرضا بن موسى بن جعفر (عليه السلام) هو الذي يشتاق لزائريه فيدعوهم لزيارته، فهذا سبب تسميته بأنيس النفوس، فلنذهب بدعوة منه إلينا، هيا لنكمل حزم حقائبنا، فالوقت ضاق وسعه، وكأن ساعاته تبتلع الدقائق، وصلنا المطار وقلبنا هام بالسرور ما بين تلهف وانتظار للقاء، والحمد لله حلقَّت طيارتنا بسرعة في الهواء، استجابة للحبيب، كأنها تشعر أنه ينتظرنا، تسابقنا الغيوم عبر طبقات الجو المختلفة وما عاق طريقنا الظلام، كأنما سخر الله تعالى جميع جنده ليوصلونا بسرعة إلى الإمام، قالوا من أتاه بتعبه من عناء السفر فسوف يحظى بتحقيق سبع حاجات مستعصية من المرام، سائلتكِ أيتها النفس فمالِ كون الحاجات ونحن عند سلطان الهيام؟.

قالوا من هنا الحرم وهذا فندقكم بالزقاق القريب بجانب الإمام، فرأيت المنارة هنا انبرم الصوت وخفق القلب واقشعر البدن وهملت الدموع، فسالت بأودية من المقل، هل أنا بصحوة؟ هل الذي أنا به يُعّقَل؟ هل دعاني الحبيب لزيارته بعد ربع قرن فات من العمر المؤجل؟ فالشعور مكتظ بإحساس الحضور، نعم إنه حضور الإمام بالفعل أرى منائره شامخة لكن قشعريرة احساسي بوجوده حاضرا أمامي كان شاخص الوجود، فهنا تتساءل مع ذاتك من أنا ومن أكون ليدعوني الإمام ويشتاق أن تخط قدماي دربه؟ ومن أنا لكي أحظى بهذه المَلَكّات الربانيّة؟ فأنا بشر لم أميز نفسي بأعمال حسنة الصُنع، وهذا ظهري المثقل بالذنوب التي احتطبتها على عاتقي أتيت الإمام، وقفت ببابه وكل شيء بجسدي سكن إلا الدموع تنهال على خدي بلا سيطرة، ما بين صحوة ومنام هل أنا أرى الامام؟ بأم عيني أرى الضريح؟ فالشعور يخدشه الحياء لكوني بهذا المقام الشريف وأنا مُحتَطُب على ظهري أوزار ذنوب السنين، وأكن ملبياً ما بين الزحام، أنا العاشق الآتي بفرض الحنين، أخذت أذيالي تجرني نحو القباب نعم شيئاً فشيئاً أتخطى الطريق، نحو ثرى سيدي أحط الرحال، بكبت ووجع في القلب غريب.

ما هذا الغريب هل هو حطُّ الثِقال؟ يا له من مشهدٍ أليم، على ما جنته النفس وحبائل الشيطان، وما زلتُ ضيفا في أحد بيوت الرحمان، فانتابني شعور الضرير، وتفتحت عيناه ببستان عامرة وأشجار ذات ثمار وأغصان، وطيور مزقزقة بأجمل ألحان على شذى الريحان، عندها سجدت لله شاكراً وأتيت بصلاة الزيارة ذات الركعتان، وقرأت زيارته أبا محمد غريب القرى والوديان، وعفرت خدي بشباكه المقدس المعطر برائحة الجنان، هنالك أغمضت عيني أجفانها ورأيت شخصاً مرتديا ثياباً بيضاً ناصعة للعيان، كأنه يستمع لي بشخصه المبجل وأنا أصف له أشواقي ولذعة البعد ومرارة الهجران.

وسعادتي بلقائنا الأول جعلني أبتسم ما بين دموع اللهفان، فابتسمَ من قولي ضاحكاً كأنما يشير إلي أنه تقبلني بما أنا فيه من هفوات الإنسان، ففززتُ شاكراً لله فتالله لا تحصى منن الرحمن، ولباب شمس الشموس أسعى راكضاً، وأغسل ما لوثته نفسك من هوى الدنيا اللعوب، وعَلِّق عنده كفيك رافعاً بالدعاء، وأنبت عنده الأماني كعُقْلَةً، بصدق اعتقادٍ بالله القادر الأزلِ، أقسم على الرَّب بغريب طوس المسموم الصابر المحتسب، فسوف يفرِّج الله ما بك من كربة ويردك ببشارة إلى الأهلين والصحبِ، وتبسق عقلتك بسرعة البرق استجابةً، وبنخل باسق الجذرِ.

فليس من طرق باب الرضا بتلهفٍ، ثم يتركه سيدي صريع الهم والكُرب، فهم باب الله المشرعة خزائنها، فالتقط كما يحبو لك من القلائد والحُلل، ولا تترك يوماً كنوزهم، فهمُ صراط الله للطريق الموحش الثمِلِ، واحذر أن تنسى شكر الله ذا الكرم، فلا تدوم عليك الآلاء إلا بشكر الله مُقسم الأرزاقِ والنعم.

الامام الرضا
الشيعة
العقائد
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    النشر : الأحد 27 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    فرح لم يتم..

    النشر : السبت 11 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    قراءة في رواية: الغريب

    النشر : الثلاثاء 13 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    تلقين العقل الباطني: قوة الكلمة الملفوظة

    النشر : الخميس 09 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    حرف من السَعَفَة: عبقات من التراث العراقي الأصيل

    النشر : الخميس 25 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    صراعات خلف الأبواب المغلقة.. في العراق أكثر من 90 حالة عنف أسري يومياً في البلاد

    النشر : الأثنين 05 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 537 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 352 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 9 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 9 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 9 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة